يُمثل يوم التاسع من أكتوبر 1973، ذروة التفوق العسكرى المصرى على الكيان الصهيونى، خلال حرب التحرير، فقد أصيب وزير دفاعهم موشيه ديان بالانهيار، وطلبت رئيسة وزراء إسرائيل النجدة من الولاياتالمتحدة، بعد وصول خسائرهم لمدى لم يتوقعوه. فى هذا اليوم شنت إسرائيل غارة جوية على مطار المنصورة، فأُسقطت إحدى طائراتهم وأُسر قائدها، وتصادف وجود قائد سلاح الطيران اللواء حسنى مبارك، بالمطار فأصر على استجواب الطيار الأسير بنفسه، وسأله: «أدهشنى كمية الأخطاء التى وقعتوا فيها، فقد كنت أراقب تشكيلاتكم، ويبدو أنكم اختلفتم عما كنا نعرفه»، وكان رد الطيار الإسرائيلى: «نحن لم نتغير ولكن أنتم تغيرتم» فى إشارة للتطور الذى أصبحت عليه القوات الجوية المصرية. فيما كان الوضع فى تل أبيب يزداد سوءا بعد سوء، حيث عاد موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلى، من جبهات القتال، والتشاؤم يملؤه من شعر رأسه حتى أخمص قدميه، وكان فى انتظاره رؤساء تحرير الصحف الإسرائيلية لإطلاعهم عن الوضع وحقيقته لمجرد العلم وليس للنشر، فقال لهم «ديان»: إن المصريين لديهم سلاح بلا نهاية، وأنه لشىء مذهل وشىء مخيف أن يحارب المرء فى مثل هذا الوضع، ففى استطاعة المصريين الوصول إلى آبار البترول بأبورديس. كان يبدو على وزير الدفاع الإسرائيلى، الانهيار الكامل، فقد كرر المعلومات على مجلس الوزراء، واستأذنهم فى الانسحاب إلى الخط الدفاعى الثانى فى سيناء وراء خط المضايق. ما دعا جولدا مائير إلى استعجال طلبات السلاح الأمريكى لإنقاذ الموقف، وبلغ القلق ذروته فى رأسها، حتى أنها أرادت الذهاب إلى واشنطن بنفسها لمقابلة الرئيس الأمريكى نيكسون، لتطلب منه «نجدة إسرائيل». حيث أن بلادها فقدت 49 طائرة بينهم 14 طائرة من طراز فانتوم، بالإضافة إلى 500 دبابة، ما يعنى أن الجيش الإسرائيلى بعد 4 أيام من الحرب فقد خٌمس طائراته ورٌبع دباباته.