يتذكر الخال عامر أبو عباس أحداث حرب أكتوبر، ويتحدث بحماس عن عبقرية السادات وذكائه الذى استطاع أن يخدع به إسرائيل وأمريكا والعالم كله، ويقول: «كانت دماغه ذرية ما تعرفش تجيب آخره واصل.. كل الناس وقتها كانت تقولك مش هنحارب ولا حد كان متوقع حرب.. هو الوحيد اللى كان عارف.. وكان مركز وابن بلد حافظ إن القلم الأول لازم يكون جامد علشان يدوخ العدو، وعلى ما يفوق تكون خلصت، ركك أن إسرائيل وأمريكا كانوا هيقعدوا معانا، ده كانوا عاملين كبار ومناخيرهم فى السما، ضرب القلم وقالهم نقعد نتحاسب إحنا ما بنجورش على حق حد، وهم وافقوا لما لقوا مفيش فايدة ده خلاهم اتجننوا.. لما حاصروا العساكر فى الثغرة بقوا يتجسسوا على الرسايل بينه وبين ولادنا، ففكر يعمل إيه وعلى طول قالهم شوفوا فى هناك من عساكرنا حد من النوبة بيتكلم نوبى وعربي، قالوا له آه يا ريس، قالوهم هاتوا لى عسكرى نوبى يكون بيتكلم نوبى وعربي، وفعلا جابوا وبلغه المعلومات، وكالعادة الإسرائيليون سجلوا الرسالة، وبحثوا عن اللغة ملقوهاش، فجريوا على ديان قالوا له إلحقنا السادات خلى عفاريت تتكلم مش لاقيين لغتهم دى خالص، ومن ساعتها وهم بيعملولنا ألف حساب». وعن حياته أثناء الحرب يقول: «لما الحرب قامت، رحت أسلم نفسى فى المركز فى الزقازيق، وقالولى ما لكش أوراق، وكانت لسوء حظى الأوراق اتحرقت بعد الضرب فى التل الكبير، ووقتها كنا حزانى بسبب الجنود اللى كانوا بيرجعوهم مصابين ومستشهدين من الجبهة، وبعد ما اليهود ضربوا مدرسة بحر البقر بالشرقية والشهداء كتروا، طلعنا نجرى على المركز علشان نسلم نفسنا، الرجالة العواجيز والكبار». وقال الشيخ عامر: كنا بنردد جملة واحدة، مع أغانى عبد الحليم اللى كان بيشجع بيها الجنود والشعب، اللهم اجعل أموال اليهود غنيمة لنا، لحد ما ربنا استجاب وأكرمنا وانتصرنا نصر العالم كله شهد عليه واتعجب منه».