قال شهود إن قوات الأمن في توجو أطلقت الغاز المسيل للدموع على مئات من المتظاهرين، الذين اعتصموا في وقت متأخر الليلة الماضية، في وسط العاصمة لومي في مسعى لإنهاء حكم عائلة جناسينجبي الممتد منذ 50 عامًا. يأتى هذا بعد يومين من احتجاجات واسعة شارك فيها عشرات الآلاف في أكبر تحد لحكم الرئيس فوريه جناسينجبي منذ توليه السلطة خلفًا لوالده الراحل قبل 12 عامًا. وقمعت قوات الأمن احتجاجات سابقة مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل خلال مسيرة للمعارضة في أغسطس فضلا عن مقتل مئات بعد فوز جناسينجبي في انتخابات متنازع عليها عام 2005. لكن هذه المرة وقف أفراد من الشرطة مسلحون بالهراوات فقط يرقبون بهدوء المتظاهرين وهم يرقصون ويطلقون الصافرات أثناء مرورهم بشوارع العاصمة لومي. وصاح كودجو أمانا، وهو خباز يبلغ من العمر 42 عامًا، من بين حشود أخذت تهتف "نريد نهاية لنظام جناسينجبي هذا المستمر منذ 50 عامًا. سئمنا.. هذا يكفي". واستمرت الاحتجاجات بالرغم من تقارير تحدثت عن قطع شبكات الإنترنت، الأمر الذي أكدته منظمة (إنترنت بلا حدود) غير الحكومية. وقال سكان إن خدمة الرسائل النصية قُطعت أيضًا. ولم يتسن الوصول إلى وزير الاتصالات للحصول على تعليق غير أن وزيرا آخر قال في وقت سابق هذا الأسبوع إن القطع لأسباب أمنية. كان جناسينجبي إياديما والد الرئيس الحالي قد انتزع السلطة في انقلاب عام 1967 بعد بضع سنوات من استقلال هذه المنطقة التي كان يطلق عليها (توجولاند الفرنسية) عن فرنسا. وسعى الرئيس هذا الأسبوع لتهدئة المعارضين من خلال طرح مسودة مشروع قانون لتعديل الدستور وإعادة حد الفترتين الرئاسيتين الذي ألغاه والده في 2002. لكن قادة المعارضة متشككون في تنفيذ الإصلاحات التي ماطلت الحكومة في تنفذيها لأكثر من عشر سنوات. وأكد رئيس الوزراء كومي سيلوم كلاسو أمس الخميس أن حد الولايتين الرئاسيتين لن يطبق بأثر رجعي. ويعني ذلك أن جناسينجبي (51 عامًا) الذي يحكم في ولايته الثالثة حاليًا يمكن أن يبقى في منصبه لولايتين إضافيتين من الانتخابات القادمة حتى عام 2030.