المرشد الثالث: صليت الظهر والعصر قصرًا فى السينما! لم تنته علاقة الإخوان بالفن عند هذا الحد من التمثيل والغناء وتجسيد الأنبياء، بل امتد لما هو أبعد ليشمل فن «الرقص»، فيبدو أن المرشد الثالث عمر التلمسانى كان مولعا بتعلم هذا الفن؛ يقول التلمسانى فى كتابه (ذكريات لا مذكرات): «تعلمت الرقص الأفرنجى فى صالات عماد الدين، وكان تعليم الرقصة الواحدة فى مقابل ثلاثة جنيهات، فتعلمت الدن سيت والفوكس تروث والشارلستون والتانجو وتعلمت العزف على العود». وقد يظن أحد المتعصبين للإخوان أن هذا كان فى بداية حياته ثم تاب منه، ولكن التلمسانى يرد عليه فى ص3 من كتابه أو مذكراته قائلا: «إن فى حياتى بعض ما لا يرضى المتشددين من الإخوان أو غيرهم كالرقص الأفرنجى، والموسيقى، وحبى للانطلاق فى حياتى بعيدا عن قيود التزمت، التى لم يأمر بها دين من الأديان خاصة إسلامنا الذى وصفه نبينا بما معناه أنه سمح لن يشاده أحد إلا غلبه»! وكان التلمسانى ممن يتابعون أفلام السينما حيث يقول فى ص12 تحت عنوان «صليت فى السينما»: «إننى لما كنت أباشر عملى كمحام، وأنزل يوم الجمعة لأحضر بعض الأفلام السينمائية، وكنت أنتهز فرصة الاستراحة (الانتراكت) لأصلى الظهر والعصر مجموعين مقصورين فى أحد أركان السينما التى أكون فيها»، ولا أدرى ما هى علة الجمع والقصر للصلاة فى حالة التلمساني، وهو ليس على سفر؟، أم أن السينما ومشاهدة الأفلام تجيز للمصلى أن يقصر صلاته ويجمعها؟ واستمر مسرح الإخوان فى تقديم أعماله، بل رأينا من بين فنانيه عددًا ليس بالقليل من عمالقة الفن والتمثيل المصرى فيما بعد، مثل: إبراهيم الشامي، وسراج منير، ومحمود المليجي، ومحمد السبع، وعبدالبديع العربي، وشفيق نور الدين، وسعد أردش، والأخَوَيْن: حمدى غيث، وعبدالله غيث، وإبراهيم سعفان، وعبدالمنعم مدبولى وهو عضو فرقة المسرح الإسلامى آنذاك والذى صار علمًا على مدرسة فى الكوميديا عرفت باسمه «المدبوليزم»!