مدير مرصد الأزهر تحذر من تجنيد التنظيمات الإرهابية عناصر جدد من «الذئاب المنفردة» (تفاصيل)    الرقابة المالية تحذر من التعامل في أدوات ومنتجات استثمارية وتمويلية مخالفة للقانون    وزير البترول يبحث مع مجموعة موانئ أبو ظبي سبل تعزيز التعاون المشترك    الأجهزة الرقابية تسحب عينات عشوائية من بنزين 92 و95    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار: نستهدف زيادة الاستثمارات في مصر    وسائل إعلام تركية: أنقرة أحبطت شحنة مفخخة من أجهزة البيجر إلى لبنان    الأمم المتحدة تدعو إلى تجنب المواجهات العسكرية بين الهند وباكستان    فضيحة جديدة بسبب سيجنال ووزير الدفاع الأمريكي.. إليك الكواليس    سقوط تاجري مخدرات في القاهرة بمواد تتجاوز 16 مليون جنيه    طقس حار يسيطر على الأقصر.. ودرجات الحرارة تلامس ال34 نهارا    التضامن: فريق التدخل السريع تعامل مع 500 بلاغ في المحافظات خلال أبريل الماضي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 6-5-2025 في محافظة قنا    الضويني: الصهيونية تقزم الصراع إلى خلاف بين الفلسطينيين والاحتلال لإبعاد الشباب عن نصرة فلسطين والقدس    «متحدث الوزراء» يكشف تفاصيل طرح المطارات للشراكة مع القطاع الخاص    ختام فعاليات التدريب الجوي المصري الصيني المشترك «نسور الحضارة - 2025»    رسميًا.. جداول امتحانات النقل للمرحلة الثانوية 2025 في مطروح (صور)    ختام فعاليات التدريب الجوي المصري الصيني المشترك «نسور الحضارة - 2025»    فشل فريدريش ميرتس فى الحصول على الأغلبية المطلقة لانتخابه مستشارا لألمانيا    فى أول زيارة إلى أوروبا.. ماكرون يستقبل غدا الرئيس السورى    إيران تدين بشدة الضربات الإسرائيلية في اليمن    وزير السياحة: قريبا إطلاق بنك للفرص الاستثمارية السياحية بمصر    إيران: نحتاج الطاقة النووية للاستخدام السلمى وعلى الطرف الآخر إثبات حسن نيته    الخامس له.. ريليفو: تعيين هيرنانديز هيرنانديز حكما للكلاسيكو    «ظالم وشمتان».. رسالة نارية من شوبير لجماهير الزمالك    مدرب كريستال بالاس: هذا ما يجب علينا تقبله    منتخب شباب اليد يقص شريط مواجهاته في كأس العرب بلقاء العراق    صور حديثة تكشف أزمة بسد النهضة، والخبراء: التوربينات توقفت وإثيوبيا تفشل في تصريف المياه    وزير الري يتابع خطة التكيف مع التغيرات المناخية ودراسات حصاد مياه الأمطار    الداخلية: تنفيذ 164 حكمًا قضائيًا متنوعًا خلال 24 ساعة    جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني 2025 في القاهرة والجيزة لكل الصفوف    «الداخلية»: ضبط شخص عرض سيارة غير قابلة للترخيص للبيع عبر «فيس بوك»    ضبط (18) طن دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء    ثورة الرقمنة.. منظمة العمل الدولية تكشف عن تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الوظائف    وزير الثقافة يطلق مشروع "أهلا وسهلا بالطلبة" بتخفيض 50% للمسارح والمتاحف    «ليه محدش بيزورني؟».. تفاصيل آخر لقاء ل نعيم عيسي قبل رحيله    القائم بأعمال سفير الهند يشيد بدور المركز القومى للترجمة    45 صورة من حفل زفاف الفنانة رنا رئيس بحضور نجوم الفن    فى بداية التعاملات الصباحية.. ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة    كامل الوزير: الحكومة مستعدة للشراكة مع القطاع الخاص لتوطين صناعة التكييف    فاضل 31 يوما.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    وزير قطاع الأعمال يبحث مع رئيس هيئة الرعاية الصحية تعزيز التعاون المشترك لدعم الصناعة    «الصحة» تستعرض إنجازات إدارة الغسيل الكلوي خلال الربع الأول من 2025    السعادة تغمر مدرب جيرونا بعد الفوز الأول بالليجا منذ 3 أشهر    النيابة تأمر بإيداع 3 أطفال بدار إيواء بعد إصابة طفل بطلق ناري بكفر الشيخ    الزمالك يستقر على رحيل بيسيرو    "هذه أحكام كرة القدم".. الجزيري يوجه رسالة لجماهير الزمالك بعد التعادل مع البنك الأهلي    ما علاقة الشيطان بالنفس؟.. عالم أزهري يوضح    «العمل» تعلن عن 280 وظيفة للشباب بالشركة الوطنية لصناعات السكك الحديدية    تامر عبد الحميد: لابد من إقالة بيسيرو وطارق مصطفى يستحق قيادة الزمالك    وزارة الصحة: حصول 8 منشآت رعاية أولية إضافية على اعتماد «GAHAR»    علي الشامل: الزعيم فاتح بيته للكل.. ونفسي أعمل حاجة زي "لام شمسية"    "تمريض قناة السويس" تنظم ندوة حول مشتقات البلازما    19 مايو.. أولى جلسات محاكمة مذيعة بتهمة سب المخرج خالد يوسف وزوجته    محافظ أسوان يترأس إجتماع المجلس الإقليمي للسكان بحضور نائب وزير الصحة    طرح فيلم «هيبتا المناظرة الأخيرة» الجزء الثاني في السينمات بهذا الموعد؟    هل يجوز الحديث مع الغير أثناء الطواف.. الأزهر يوضح    مؤتمر منظمة المرأة العربية يبحث "فرص النساء في الفضاء السيبراني و مواجهة العنف التكنولوجي"    إيناس الدغيدي وعماد زيادة في عزاء زوج كارول سماحة.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التفسير الجنسى للدستور

لا تخرج المجتمعات من تصنيف البداوة والتخلف بحسب علماء النفس والاجتماع لتلحق بركب المجتمعات المتحضرة المتقدمة، إلا إذا تحررت من هوسين «الدينى - الجنسى» ولا حرج على الغرب وعلمائه وسياسيية بل شعوبه فى أن يصفنا بالتخلف والرجعية بل يصاب هو نفسه بفوبيا العرب، إذا جاء حديث عارض أو موضوع مقتضب متعلق بالدين أو الجنس عند العرب أو المصريين.

«كارل ماركس» صاحب نظرية «التفسير المادى للتاريخ» ربما سيفرح كثيرا إذا وصل لقبره خبر أن من يكفرونه من السلفيين قد طوروا فى نظريته قليلا فنجحوا فيها كثيرًا، عندما استبدلوا كلمتين منها أو نظروا على مقولته التاريخية فصاغوها «بالتفسير الجنسى للدستور» ليرموا أى تعديل أو توافق لايتفق مع أفكارهم بهوسهم المفضل «الجنس».

صهر البنا المتحرش

مازالت الفضيحة التى تتستر عليها الجماعة حتى بعد سقوطها، لايصدقها مؤيدوها بل والأغرب أنهم لم يسمعوا بها على الإطلاق لإيمانهم الغيبى بقدسية الجماعة وأفرادها «المبشرين بعدم المعصية لله وللمرشد» ففضيحة صهر حسن البنا، عبدالحكيم عابدين كانت كفيلة لو أخذت تناولا إعلاميا وصحافيا أكثر، والأهم أن يصدقها مؤيدو الجماعة، أن تسقط الإخوان المسلمين قبل 30 يونيو بسنوات كثيرة، وتعود وقائعها للعام 1945 عندما استحدث «عابدين» نظام التزاور فى الجماعة أى نظام «الخاطبة» الذى يهدف إلى توثيق العلاقات الأسرية والاجتماعية بين الأعضاء فأقره البنا عليه وكلفه بتنظيمه، حيث واتته الفرصة للدخول إلى بيوت الإخوان والتعرف على أفراد أسرهم ونسائهم، وبدأت الفاجعة الفضيحة المدوية للجماعة، فتناقلت الأخبار عن علاقات عاطفية وجنسية يقيمها عابدين مع نساء الجماعة، بدأ الأمر همسا بين النساء وسرعان ما علم به الرجال فتقدم أربعة منهم بشكوى إلى المرشد العام يتهمون فيها صهره بأفعال مشينة وممارسات غير أخلاقية فبادر البنا إلى تشكيل لجنة موثوقة من مكتب الإرشاد للتحقيق فى الواقعة، أدت هذه الواقعة إلى استقالة نائب المرشد أحمد السكرى والذى بعث إليه البنا بخطاب هدد فيه بالقتل إذا أفشى هذا السر.

السلفيون والنهج الساقط

السلفى صهر الإخوانى «الساقط نظامه وأيديولوجياته الرجعية والانتهازية» له نفس الفضائح فالنتذكر فضيحة الشيخ على ونيس وفتاة طوخ، والبكليمى وغيرهما واللتين لاتزالان عالقتان فى ذهن من تحرروا من التبعية الفكرية لهم بعد سقوطهم فى 30 يونيو وما قبلها من تكرار لفضائح وجرائم كثيرة استطاع السلفيون بقليل من التملق والمسكنة الإفلات منها.

فللسلفى قدرة فائقة على لى الحقائق والمناورة السياسية بغرض قلب الطاولة أو التمكين من السلطة، وما يساعده على ذلك، تلك الآلاف «ربما الملايين» من البسطاء والأميين والمهوسين دينيا الذين يستمعون لإرشاداته وتوجيهاته ومحاضراته السياسية، مستمتعين بتملقهم وإلغاء خانة العقل «لا خانة الهوس الجنسى» والتفكير لديهم، فمنذ ظهور السلفيين لمسرح الأحداث السياسية بشكل مشروع بعد ثورة 25 يناير، وتحديد وقت الاستفتاء على الدستور فى مارس 2011 تجول شيوخ السلفية الداعمين للإخوان «المعزولين» فلم يجدوا فى مصطلحاتهم ومفرداتهم السياسية بديلا عن التكفير، والترهيب، فأقروا على جماهيرهم الغفيرة، من بسطاء المصريين أن التصويت ب «نعم» تدخلك الجنة تنفيذا للمشروع الإسلامى، والتصويت ب «لا» وهى الرافضة للإسلام ومشروعه تجرك لجهنم، كما إنك تعزز من نفوذ المسيحيين!

لم تكن «غزوة الصناديق» التى أطلقها محمد حسين يعقوب إبان استفتاء مارس على التعديلات الدستورية إلا وضع حجر الأساس فى أى معركة سياسية أو استفتاء شعبى، كى يتقبلها عامة الناس بالغزو الرافض لها طالما لم تجئ على هوى الشيوخ، ورغم زوال المشروع الإخوانى بسقوط مرسى المعزول، إلا أن «غزوة الصناديق» قد تبعتها غزوات أخرى «كغزوة السرير» لرفض أى اقتراح لأى مادة أو كتابتها بدون إسناد أو إضافة منهم، ياسر برهامى أحد أقطاب الدعوة السلفية يخرج علينا بأن تعديل المادة الثالثة من الدستور يتيح نفوذا وإضافة لأفكار ومعتقدات غريبة على المسلمين كزواج الأخ من أخته مثلا!!

ففى بيانه الصادر منذ أيام شن «برهامى» هجوما حادا على أعمال لجنة الخمسين والتعديلات التى أجرتها على بعض مواد دستور ,2012 قائلا: جاءت الصدمة أعظم فيما تفعله لجنة الخمسين ومناقشتها مواد دستور ,2012 مادة مادة كأنها تضع دستورا جديدا ولم تناقش فقط التعديلات التى قدمتها لجنة العشرة، كما نصت عليه خارطة الطريق والإعلان الدستور الصادر عن الرئيس المؤقت، وهو التفات أكيد وواضح من أجل إلغاء الدستور المستفتى عليه وكتابة دستور جديد باسم التعديل، مع أن الجميع لم ينتخبهم الشعب المصرى ولم يفوض هؤلاء الأشخاص.

وأضاف برهامى فى بيانه: ومهما كان عدد الخارجين فى 306 فإنهم لم يكونوا يطالبون بسقوط الدستور ولا أعطوا أحدا تفويضا بذلك، وإنما طالبوا برحيل الدكتور مرسى والإخوان، فمن أين لكم أن تجنوا كل هذه الجنايات على الهوية الإسلامية والمجتمع المصرى؟! هل تضعون دستورا لأنفسكم أم للشعب المصرى؟!

هل تعبرون عن وجهة نظركم الشخصية أم أنتم ممثلون للشعب المصرى؟!

وتابع نائب رئيس الدعوة السلفية: جاءت المقترحات المستفزة التى أصابت البعض بالقىء والغثيان وارتفاع ضغط الدم حقيقة لا مجازا، حتى خشينا بالفعل أن نصاب بجلطة فى المخ أو القلب من نحو إضافة كلمة مدنية وصفا للدولة، وقد قتلت بحثاً فى لجنة التأسيسية لدستور ,2012 ورفضت بأغلبية ساحقة شارك فى رفضها الأزهر الشريف، ومن نحو المطالبة بحذف خانة الديانة وخانة النوع «ذكر أو أنثى» بزعم المساواة بين الرجل والمرأة، كأن الحذف هو الذى سيساوى بينهما!، وكذلك منع كلمة «مبادئ الشريعة الإسلامية» فى مادة المساواة بين الرجل والمرأة «بما لا يتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية» بدلا من «أحكام الشريعة الإسلامية» التى كان منصوصا عليها فى دستور .71

واستطرد برهامى: من أخطر الاقتراحات حذف كلمة «مبادئ شرائع المصريين من المسيحيين واليهود» ووضع كلمة «غير المسلمين» بدلا منها؛ والتى تعنى بوضوح قبول الأديان غير المنسوبة إلى السماء كالبهائية والقاديانية والبوذية وعبادة الشيطان فى هذا العموم، يا قومنا أنتم تضعون دستورا للبلاد لعقود وربما لقرون، ماذا تصنعون؟ هل تعقلون ما يمكن أن ينتج - عن عدم نجاح هذا الدستور لو مر بأى طريقة - من انقسام مجتمعى؟ هل تعلمون أن كل متدين، وليس كل عضو فى الأحزاب أو الجماعات الإسلامية، والشعب المصرى عامة متدين، سيشعر بل سيعلم بل سيوقن أنها حرب ضد الإسلام وليس ضد الإخوان؟ هل تريدون أن تستمر الفوضى والانقسامات والصدامات إلى عقود من الزمن بل شهور قليلة ستحولها إلى أشلاء دولة؟! ونحن لم ننته بعد من زلزال رابعة والنهضة وتوابعه، هل ترون أنه يمكن لأى جهة مسئولة أو قيادة للبلاد أن تواجه الملايين بالحلول الأمنية؟!

وأضاف: هل انتهيتم من مشكلة مئات الألوف من الشباب الرافض لما حدث فى رابعة والنهضة حتى تزيدوا لهم مئات آلاف آخرين وربما ملايين من الساخطين الذين لايرون ضياء أمامهم إلا اليأس الذى دفعتموهم إليه؟! لم تعطوهم شيئا على الإطلاق، وخدعتم من أحسن بكم الظن أنكم تقدرون المسئولية وتحملون هم الوطن، ونقضتم العهود ونكثتم الوعود، ألم يزعجكم كما أزعجنا جدا أنه يكبر البعض إذا سمعوا أن أساطيل دول أجنبية تقترب من سواحلنا؟! ألم يقلقكم جدا أن يرى البعض فى خيار انهيار الوطن والدولة اختيارا مقبولا؟! ألم يصبكم ما أصابنا من هم وغم أن يحلم بعض شباب أمتنا المخلص، فيما نظن، بحلم انقسام الجيش المصرى وتحويل البلاد إلى سوريا جديدة وليس ذلك إلا بسبب اليأس؟!

وقال نائب رئيس الدعوة السلفية، مخاطبا لجنة الخمسين: ياقومنا أفيقوا قبل فوات الأوان، قبل ألا تجدوا أحدا مخلصا لله مريدا مصلحة الوطن، حريصا على وحدته واستقراره، ناصحا للجميع بلا أجر من مال أو منصب أو شهرة يقف معكم ويسير معكم، ياقومنا، السفينة إذا غرقت ستغرق بالجميع، ومن يقولون لكم: السجون والبطش هو الحل، لم يقرأوا التاريخ قط، ولم يؤمنوا أن الله من وراء الخلق محيط، وأنه الذى يدبر الملك بأمره وأنه يملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.

«موسم الجنس الجماعى على الدستور»

آراء برهامى وشيوخ السلفية وافتراءاتهم على تعديل الدستور، ووصف هذا التعديل بتهم لاتمت لتعديلات بأى صفة، كرمى الدستور بالجنس كوسيلة تقليدية لتهييج الجماهير من عامة الشعب وبسطائه، وعلى نهج برهامى جاءت تصريحات أصدقائه من الجماعة الإسلامية وحزب النور متناسين تماما فضائح البلكيمى، وعلى ونيس شيخ التحرش بفتاة طوخ.


فالدكتور شعبان عبدالعليم، الأمين العام المساعد لحزب النور، قال فى تصريحات صحفية أن تعديل المادة الثالثة يمثل خطورة كبيرة على الأديان السماوية لأنه يمهد لنشر أديان أخرى تسمح بزواج «المثليين والشواذ» مضيفا أن الإسلام لايعترف بغير المسيحية واليهودية.

أما الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية فيعتبرون رفض تعديل المادة الثالثة لدستور 2012 ووصفوا التعديل ب «الكارثة الجديدة» التى تلقيها لجنة الخمسين فى وجه الشعب المصرى.

وقالت الجماعة فى بيان لها، إن تعديل المادة بإضافة عبارة «لغير المسلمين» بدلا من «المسيحيين واليهود» يعنى أنه يحق لكل من له شريعة تبيح زواج الابن من أمه أو الأخ من أخته أو تسمح بزواج المثليين أن تكون لهم تشريعاتهم التى تعبر عن ذلك.

عن حروب الجنس الجماعى على تعديل الدستور من قبل السلفيين والجماعة الإسلامية يعلق الدكتور عمار على حسن الباحث فى شئون جماعات الإسلام السياسى: «إن الجنس دائما فى مخيلة أى رجل دين من قديم الأزل سواء فى الإسلام أو المسيحية أو الديانات الأخرى كشيطان أو خانة للشر يرمى به من يرى فيه ندا سياسيا أو دينيا، والمرأة دائما تجىء عند هؤلاء «رجال الدين» كعنوان للرذيلة، دائما، ويضيف «الجنس والمرأة حاضران فى ذهن هؤلاء حتى لو مارسوا السياسة كوسيلة لإضفاء بعد دينى يصحبه اعتراض، فعند وصول الإخوان لبرلمانات ما قبل ثورة 25 يناير كانت كل طلبات الإحاطة لديهم عن فيلم أو كتاب أو كليب يرمونه بالجنس».

مبادرة «نبذ الجنس» من تفكير الشيوخ

على طريقة مبادرة «نبذ العنف» التى كرس لها اللواء الراحل أحمد رأفت، نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، والتى لم ينجح فيها أحد سوى ناجح إبراهيم وكرم زهدى، جاءتنى فكرة أن يطلق المثقفون والنخبة مبادرة أو اقتراحات لنبذ الجنس من تفكير الشيوخ، وإيجاد طرق للحل، فاتصلت بالدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، لأخذ مشورته ورأيه فيها.

قال الدكتور جابر عصفور: «إن عقدة الجنس متأصلة فى أعماق الشيوخ سواء كانوا إخوانا أو سلفيين أو من ينتمون لأى فصيل سياسى إسلامى، وهى عبارة عن عقد نفسية مكبوتة عندهم منذ تربيتهم على منهج الرفض والتقليل من شأن الآخر أيا كان اسمه أو جنسه أو دينه وبالأخص المرأة، وهؤلاء لايلزمهم أى مبادرة، بل يلزمهم حل واحد هو العلاج النفسى، فعندما يصل الأمر لرد كل شىء إلى الجنس يكون العلاج هو الحل الأمثل لهؤلاء الرجعيين المرضى.

بعد كلام الدكتور جابر، بأن الشيوخ يلزمهم علاج نفسى، وهو الحل الأمثل، لا يمكن أن أكمل بعد كلام قامة ثقافية كبيرة بحجم جابر عصفور، واستمر فى الاستماع لآراء أحد، فالدكتور جابر «أغلق الباب» أو كما يقول المثل الشعبى المصرى «جاب من الآخر».


الراقصة التى هزت عرش «الجماعة»


القليل من الفن يكفى للاستمتاع بالحياة، وأما الكثير منها مهما اختلفت أنواعه وطرقه فيكفى أيضا لإسقاط أى فاشية دينية حاربته ومنعته وشرعت فى مصادرته.

ففى أثناء اعتلاء الإخوان للمشهد السياسى منذ قيام ثورة يناير، اعتلت سما المصرى، مسرح الرقص كوسيلة لمعارضة الإخوان ومرسى، وبعد إسقاطهم فى 30 يونيو ومحاولة قطر ومنبرها الجزيرة إعادتهم للحكم وإشاعة الفوضى والإرهاب فى أنحاء مصر، كان لسما دورها فأهدت الحلفاء القطريين كليبها «التشت قالى التشت قالى ياجزيرة يااللى قومى استحمى.. عشان تنضفى يا معفنة».

وبعد نضالها السياسى هذا، هل سمعت سما المصرى يوما بهذه الأسماء من قبل «أليس بيرن، يونيكا زرن، جاكلين لامبا، دورا مار.. لا أظن أنها سمعت أو قرأت شيئا عنهن، فلها حديث تليفزيونى من شهور قبل سقوط الجماعة «التى هزت عرشها بأغانيها الراقصة الرافضة لأخونة مصر واستمرار المعزول مرسى آنذاك فى الحكم، تعترف فيه بأنها لاتجيد السياسة، لكنها أرادت أن تقدم شيئا يسعد المصريين فى محنتهم السياسية.الأربعة سالفات الذكر هن موديلز فرنسيات كان لهن نضال سياسى كبير فى أوروبا لإنهاء الفاشية والرجعية، وينتمين للحركة السريالية التى ظهرت أواخر عام 0291، وبنضالهن الفنى فى التصوير والأزياء والرسم والأدب استطعن إسقاط أعتى الحواجز التى واجهت أوروبا فى القرن العشرين.يونيكا زرن سخرت أيضا من أزياء باريس التقليدية فارتدت خيطين رفيعين حول صدرها.. جاكلين لامبا ودورا مار «صديقة بيكاسو» كانا موديلز لأعظم اللوحات، وكذلك أليس بيرن الموديلز الأولى لصور الفنان والمصور الأشهر «مان راى».

الرقص الشعبى الذى قدمته سما المصرى فى كليباتها وحققت نسبة مشاهدة تجاوزت المليون، أسقط أيضا أعتى الفاشيات التى واجهت المصريين والعرب فى القرن الحادى والعشرين.. فشكرا لسما.

فتنة شفيقة القبطية

للشيوخ ذاكرة سينمائية من حديد «كطارق الشناوى» لا يمكن أن ينسوا مشهدا فى فيلم بالألوان الطبيعية أو بالأبيض والأسود إلا واستحضروه فى أذهانهم قبل خطبهم أحيانا كميكانزم للدفاع عن موقف سياسى أو حتى دينى لايخلو عادة من التدليس والتلفيق.. وياحبذا لوكان مشهدا مثيرا.

ومن هذه الأفلام التى تلتصق دائما بأذهان الشيوخ ولاتخرج منهم إلا بخروج الروح الشريرة المسيطرة على هذا الذهن الرجعى، فيلم «شفيقة القبطية» لهند رستم، والتى قامت فيه بتجسيد شخصية مسيحية ماجنة، سيرة «شفيقة» وأحداث الفيلم الستينى، جعلت الشيوخ وعلى رأسهم ياسر برهامى للظن بالسوء فى أى امرأة مسيحية حتى لو تزوجت مسلما، فهى فى نظره ونظر أصحابه من أصحاب العمم واللحى، «شفيقة» عاهرة بالفطرة، لايمكن أن تعاملها إلا بالإهانة والتلذذ بجسدها، لا بالرحمة والحب الكائن بين زوجين طبيعيين، فكانت فتواه التى خرجت علينا منذ أيام قليلة، وأورد فيها «أنه لا يجوز أن تحب زوجتك المسيحية، وإنما تتزوجها فقط من أجل جسدها»، وبهذه الفتوى لاتزال المرأة المسيحية فى نظر برهامى مجرد «شفيقة» لا أكثر ولا أقل.

الأغرب من ذلك والأكثر ازدراء للمرأة المسيحية وحقوقها وإنسانيتها ما جاء من فتوى لأصدقاء برهامى «الإخوان المعزولين» ففى مجلة الدعوة، «عدد 56 أغسطس 1981» نص فتوى صادرة عن محمد عبدالله الخطيب، مفتى الجماعة وأكبر أعضاء مكتب الإرشاد سنا آنذاك، يقول فيها «عن حكم دفن موتى المسلمين، «إن من تزوج بمسيحية وحملت منه وماتت قبل أن تلد، يفتح بطنها ويخرج الجنين منه، وتدفن هى فى مقابر المسيحيين ويدفن الجنين فى مقابر المسلمين، لكى لا يتعذب معها»!

إخوان دوللى شاهين وروبى.. طب ليه بيداروا كده؟

تحريم الغناء، الكليبات، الباليه، والرقص شعار جماعة مارست الرقص على الشعب المصرى فلم يصفق لها، ولم تطربه فأسقطها وطردها خارج الاتحادية وخارج تاريخ مصر.. فقبل رقص دوللى شاهين برعاية الإخوان المسلمين وحزبها «الحرية والعدالة» فى حفل مهرجان السياحة بالغردقة، فى يناير الفائت، فالجماعة سبق لها أن أخفت عن جماهيرها المؤيدة لأسلوب الفضيلة الإخوانية، مذكرات مرشدها الثالث «عمر التلمسانى» ذكريات لا مذكرات» واعترف فيها بأنه تعلم الرقص فى صالات عماد الدين وكان يدفع ثلاثة جنيهات قيمة تعليم كل رقصة.

يقول التلمسانى فى مذكراته « صفحة 8»: تعلمت الرقص الأفرنجى فى صالات عماد الدين، وكان تعليم الرقصة الواحدة فى مقابل ثلاثة جنيهات فتعلمت الدن سيت، والفوكس تروت، والشارلستون، والتانجو وتعلمت العزف على العود».

وقد يظن القارئ أن هذا كان فى أول حياته ثم تاب منه، ولكن يجيب التلمسانى على هذا التساؤل فى «ص3» قائلا :«إن فى حياتى بعض ما لايرضى المتشددين من الإخوان أو غيرهم، كالرقص الأفرنجى، والموسيقى، وحبى للانطلاق فى حياتى بعيدا عن قيود التزمت الذى لم يأمر به دين من الأديان، خاصة إسلامنا الذى وصفه نبينا بما معناه: أنه سمح لن يشاده آحد إلا غلبه»!!

ويقول فى (ص284) من مذكراته:قد يقول المتشددون: «استر ما ستر الله عليك» ولا ينطبق هذا القول على حالى، لأنه جاء فى مجالس من قارف ما أغضب الله، وما أرانى حاولت أن أغضب الله عامداً، وأنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ما خير بين أمرين فاختار أيسرهما ما لم يكن إثماً فلا داعى للامتعاض أو الاستنكار»!!

وما يدعو أكثر للدهشة فى مذكرات التلمسانى ما كتبه فى «ص13» تحت عنوان «صليت الجمعة فى السينما»:«إننى لما كنت أباشر عملى كمحام، وأنزل يوم الجمعة لأحضر بعض الأفلام السينمائية، وكنت أنتهز فرصة الاستراحة «الانتراكيت» لأصلى الظهر والعصر مجموعين مقصورين فى السينما التى أكون فيها»!..

فى توثيق الشبق السلفى

كتاب امتلأت به المواقع السلفية والإخوانية أيضاً، لا يروج لشيء تعليمى أو منطق جمالى قدر ترويجه لإسفاف، والضحك أحيانا من طرائق وصفه للجنس، فنظرية نشر الفكر الإباحى والحلول الأكيدة لمشاكل الجماع وأشكالهم الكبير فى أسماء الفروج صفة لصيقة وتراثية فى الأصل تتبع الجسد عندهم، مبررين الأمر ب «لا حياء فى العلم ولا حياء فى الدين».

لا يخرج كتاب «الروض العاطر فى نزهة الخاطر» للشيخ محمد النفراوى، عن كونه كتابا تقنيا ساد المواقع الإلكترونية السلفية بغرض صياغة الجنس ولكن بخطاب دينى استند إلى الآيات القرآنية وأحاديث الرسول ليحمل فى طياته جانبا أتاح للنفراوى صبغ وجهة نظره حول الجنس من خلال تجربته الخاصة، وتجارب الآخرين التى اكتسبها طوال فترة احتلاله لمنصب قاضى الأنكحة فى تونس ليروى حكايات وثيقة الصلة بالأوضاع الجنسية وتفاصيل جسد المرأة، مرورا بأسماء فروج الحيوانات!!.

محمد النفراوى اهتم فى كتابه بوضع أدوية وعلاجات طبيعية تتعلق بالعجز الجنسى والعقم والإجهاض، ومن الملاحظ أن معرفة الشيخ بالأدوية معرفة خرافية فجميع تشكيلاته العلاجية مادية، والأعشاب والبذور التى وضعها كعلاج جميعها ذات خواص أسطورية لا علاقة لها بالعرف الطبى المعاصر.

فى مقدمة الكتاب وباعتباره من الكتب المؤثرة فى الحضارة الإسلامية جاء التبويب العظيم هكذا «الإباحية فى الإسلام، نظرية الخرم» ولك كل سبل الدهشة حين تقرأها.

تمتلك الشعوب والحضارات القديمة، ونعنى أصحاب الحضارات والتقدم المؤثرة أربعة كتب أساسية فى موضوع الجنس وهى على التوالى:

«أفيدوس» فن الهوى الملحمة الفارسية، انجرينا، والملحمة الهندية الشهيرة كاماسوترا، والكتاب الذى صدر من سنوات قلائل بأمريكا «كادل سوترا، أو طرائق الأحضان للاعتناء بصحة المرأة النفسية وعاطفتها، أما عندنا هنا فى منطقتنا العربية فنمتلك «الروض العاطر فى نزهة الخاطر» الذى يعتبره السلفيون ملحمة من الفن الشبقى فى عشق الجسد بعد أن ارتفعت بسببه الحضارة الإسلامية لأنه يمثل لهم طرازا رفيعا من الأدب الجنسى ابتدع فن التعامل مع المسألة الجنسية التى يرى شيخ «الروض والنزهة» أنها الدافع الغريزى والرئيسى للأفعال الإنسانية العامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.