رحل منذ قليل الموسيقار المصري العالمي حليم الضبع رحيله عن عمر ناهز 96 عامًا في بيته بمدينة بولاية "أوهايو" الأمريكية. حليم الضبع هو أحد أهم رواد الموسيقى العالمية المعاصرة التي أسست لميادين جديدة في فن الموسيقى خاصة الموسيقى الإلكترونية حيث أنه أدخل الآلات الشرقية والإفريقية في الفرق السيمفونية الغربية كما أنه من أهم العلماء الباحثين في الموسيقى العرقية أو ما يعرف بموسيقى الشعوب. ألف العشرات من السيمفونيات والمقطوعات الموسيقية العالمية ومن أشهر مؤلفاته كانت تلك التي تعاون فيها مع مارثا جراهام رائدة الرقص الحديث الأمريكية الملقبة ببيكاسو الرقص في العالم، كما أنه درس في العديد من الجامعات الأمريكية المرموقة. الزّار يدشّن الموسيقى الإلكترونيّة ولد حليم الضبع في منطقة السكاكيني بالقاهرة عام 1921. أتاح له عمله، كمهندس زراعي، السفر في أنحاء الصعيد والتعرّف على الموسيقى الفلكلوريّة والتراثيّة لأهالي القرى التي يزورها، ما جذب اهتمامه إلى الجزء الثقافي والفلكلوري من الموسيقى، وهو لم يزل مستمرا معه حتى الآن في أعماله الموسيقيّة. تمكن ملاحظة تأثر حليم بالموسيقى التعبيريّة وطريقة التسلسل الموسيقى في كثير من أعماله التي يغلب عليها السلالم السداسيّة في بعض الأجزاء، والممزوجة بالطابع الشرقي الذي يظهر في اعتماده على المقسوم والمقامات الشرقيّة. تأثّر حليم بموسيقى شونبيرغ وبيلا بارتوك وبول هيندسميث وآخرين كان قد رآهم وتعرف على موسيقاهم عندما أتوا إلى مصر للمشاركة في مؤتمر الموسيقى العربيّة الذي دعا إليه الملك فؤاد عام 1932. ويلاحظ ذلك التأثر ومزجه بالطابع الشرقي من أول ثلاثيّة بدأ تأليفها وعمره أحد عشر عامًا على مدار ثلاث سنوات عرفت باسم "مصريّات"،"عربيّات"، "أفريقيّات"؛ ويظهر من خلالها اهتمامه بالموسيقى الفلكلوريّة على غرار بيلا بارتوك.