«يا حلاوة الإيد الشغالة.. ورونا الهمة يا رجالة».. كلمات يحفظها كثيرون، تدلل على العرق والجهد الذى يبذله المصريون «الجدعان» لكسب قوتهم وإعلاء شأن بلادهم فى جميع المجالات.. فى حلايب وشلاتين الأمر لم يقتصر على «الرجالة»، بعدما اشتهرت اليد الناعمة بصناعتها اليدوية، لتضرب المرأة هناك أروع الأمثلة على «جدعنة الست المصرية». تحظى المرأة فى مثلث حلايب وشلاتين بمكانة كبيرة، فهى لا تخرج من بيتها إلا للضرورة القصوى، ولكنها تعمل فى صناعة المشغولات اليدوية، وهى مهنة متوارثة تعرفها كل سيدات المنطقة. تقف المرأة فى «حلايب وشلاتين» جنبًا إلى جنب مع الرجل، فتتجمع النسوة صباح كل يوم، لتنشغل كل منهن بصناعة تحفة من المشغولات اليدوية، التى تحتاج إلى جهد وتركيز وصبر لا تستطيع أقرانهن فى المحافظات الأخرى مجاراتهن فيه. من أبرز منتجات المرأة فى «حلايب وشلاتين» ما يسمى ب«الكهل»، وهو وعاء يصنع من سعف الدوم، وكذلك «الهمل والحثال»، وهى لجام الإبل ويصنع من صوف الأغنام، ومع تطور الحياة صنعت المحفظة والشنطة والمفروشات من الصوف. محمد سدو، شيخ مشايخ حلايب وشلاتين، أكد أن الصناعات اليدوية حرفة قديمة، فى البداية لم تكن لطلب الرزق بقدر ما كانت لسد عجز فى صحراء ينقصها الكثير من الأساسيات. وأشار إلى أن انتشار الأعمال اليدوية بدأت بتجفيف جلد الأغنام والماعز، وإحضار سعف النخيل والصدف لصناعة ما يحتاجه المنزل من مفروشات، وتدريجيًا تطورت الصناعة لتكون مصدر رزق.