أجواء غير تقليدية وحرف وصناعات عالية الجودة، نساء حملن راية العمل، فضلن الخروج من الشرنقة وعدم التقوقع، مستخدمات أصوافًا وخرزا وخيوطا لغزل منسوجات ومشغولات يدوية تكفيهن متطلبات الحياة، منتجات بدوية تحمل أصالة وعراقة التراث النوبي، صنعتها أصابع سيدات سكان واحة سيوة ومدينتي حلايب والشلاتين ومحمية وادي الجمال، وكذا بلاد النوبة، يقف صناعها وقفة الحائر، تنهش رأسه التساؤلات، بعد أن حل الركود.. وماذا بعد؟ زينب الشريف البالغة من العمر 45 عامًا، أم ل 7 أبناء، ارتدت ثيابها المعتادة "توب سوداني" مزرقش بكل الألوان تتداخل به خيوط صوفية عريضة تعانقت مع اللون الأسود فأكسبته كبرياءً، لطالما طوعت الجلد لخدمة نساء البادية، فضلا عن مهارتها في صناعة العقود من الخرز مع استخدامها لسعف النخل وقرون الجاموس والخزف كشغولاتها اليدوية تشهد لها بالجدارة، لكنها لم تعد تجد من يتوافد عليها من هنا أو هناك، منذ 5 سنوات أو يزيد، بعد فقد عدد كبير من السائحين. المنتجات متقنة وتمت صناعتها بشكل يليق بالتراث المصري الأصيل، كان لها زبونها الذي يحترمها ويقدرها، خاصة الروس والأمريكان واليونانيين، ولكني الآن اعتمد على زبائني من الجيران والأهل والصحاب وهو ما لا يكفي لجلب ما تحتاجه الحياة اليومية من مصاريف والتزامات- حسب ما فضفضت به المرأة. وعن أسعار منتجات زينب فقد أوضحت، أنها تبيع الأساور والعقود الخرز بأسعار تبدأ من 15 إلى 50 جنيهًا، بينما تتراوح أسعار الحقائب اليدوية ما بين من 25 لتصل وحتى 135 جنيهًا، أما ما يطلق عليه"الجَبَنَة"، التي يستخدمها أهل حلايب وشلاتين في تخزين القهوة لتحتفظ بمذاقها الأصيل، فتتأرجح أسعارها ما بين 50 إلى 85 جنيهًا، بينما أسعار الأواني الفخارية المصنوعة من خزف مخصوص يأتي من قرية جراجوس بقنا فأسعاره تترواح من 25 إلى 150 جنيهًا، فضلا عن بيعها لأدوات الطعام المصنوعة من خشب السرسوع، وهي غالية بعض الشيء. "الكليم النوبي" لازال محتفظًا بمكانته بين أهالي حلايب وشلاتين، وهو يغني عن السجاد والموكيت ويناسب طبيعة الطقس القارس لأنه يصنع من أجود الأوبار والأصواف، منتجاتنا كثيرة والأياد تحول التراب لذهب، ولكن ينقصنا التسويق والمعارض التي تستقبل مصنوعاتنا حتى لا تندثر تلك المشغولات والصناعة اليدوية.