قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان من بين أكثر الزعماء ترحيبًا باختيار محمد بن سلمان ليكون وليًا للعهد في السعودية، مشيرةً إلى أنه يرى في بن سلمان حليفًا مميزًا، خاصة فيما يتعلق بتشكيل "جبهة تحالف سنية" في الشرق الأوسط للتصدّي لإيران، التي يرى فيها ترامب دولة راعية للإرهاب. بن سلمان الذي كان وليًا لولي العهد ووزيرًا للدفاع، كان قد أظهر مشاعر رافضة للنفوذ الإيراني في المنطقة، وهو أمر يتوافق تمامًا مع ما أعلنه ترامب، الذي سارع الأربعاء إلى تهنئة بن سلمان، وشدد في اتصال هاتفي على أهمية مواصلة الجهود لمكافحة تمويل الإرهاب وغيره من القضايا. وكان الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، أصدر فجر الأربعاء، قرارًا يتولّي بموجبه نجله محمد ولاية العهد خلفًا للأمير محمد بن نايف. ولي العهد السعودي الجديد مفضَّلٌ أيضًا لدى صهر ترامب ومستشاره، جاريد كوشنر، بحسب الصحيفة، حيث سبق لكوشنر وزوجته إيفانكا أن استضافا في منزلهما الأمير الشاب عندما زار واشنطن، في مارس الماضي، كما رد بن سلمان الدعوة لهما باستضافتهما بمنزله عندما زارا السعودية برفقة الرئيس ترامب، في مايو الماضي. يقول جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن هناك بعض التوافق بين ولي العهد الجديد والرئيس ترامب؛ "فالرئيس والوفد المرافق له خلال زيارتهم للسعودية نجحوا في جذب المليارات، هذا أمر يعتبر إنجازًا جعل العالم يحيا". الأمير بن سلمان، وجاريد كوشنر، عملا سوية من أجل ترتيب زيارة ترامب إلى السعودية، والتي أسفرت عن التزام متجدّد من قبل العشرات من القادة العرب والمسلمين بمكافحة التطرّف، ومنع التمويل المالي للجماعات المتطرّفة. بن سلمان كان قد طلب من الولاياتالمتحدةالأمريكية مساعدة بلاده في حرب اليمن ضد الحوثيين المدعومين من إيران، تشير الصحيفة؛ "لأن فشل أو نجاح الحملة العسكرية في اليمن سيؤدّي دورًا مهمًا في حظوظ الأمير الشاب بالخلافة في المملكة". وخلال زيارة بن سلمان إلى البيت الأبيض، في مارس الماضي، قضى نحو 4 ساعات في اجتماع مع وزير الدفاع، جيمس ماتيس. بالمقابل، فان كوشنر "يأمل أن يؤدّي الأمير الشاب دورًا في إحياء مبادرة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث يعمل كوشنر على هذا الملف، والذي دشّنه بزيارة إلى القدس، اجتمع خلالها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينامين نتنياهو، إلى جانب اجتماع آخر جمعه بمحمود عباس في الضفة الغربية"، بحسب "نيويورك تايمز". مسؤولون في الولاياتالمتحدةالأمريكية و"إسرائيل"، أكّدوا أن عملية السلام سوف تستغرق وقتًا طويلًا، إلا أن البيت الأبيض يرى أن الدول العربية الكبرى، وعلى رأسها السعودية، أعلنت دعمها لعملية السلام، وتم التوقيع على مفهوم اتفاق بهذا الشأن. خبراء في شؤون الشرق الأوسط قالوا إن الأمير بن سلمان يعتقد بضرورة أن تكون هناك علاقة طبيعية مع "إسرائيل" في المستقبل. وتقول الصحيفة إن إدارة ترامب، وبالتوازي مع ملف السلام بالشرق الأوسط، ترى في الأمير محمد بن سلمان قيادة شابة طموحة قادرة على إصلاح الاقتصاد السعودي، وهو الذي دشّن رؤية 2030 لتحديث الاقتصاد والمجتمع في السعودية.