منذ 40 عاما استطاع عدد من الأعمال التمهيد لبداية ظهور أفلام الخيال العلمى وانتشارها فى السينما، وكان هناك اثنان من الأعمال تعد بمثابة الأب الروحى لهذا الاتجاه الجديد، وكان العمل الأول هو فيلم «Star Wars» والذى تم إطلاقه فى العام 1977، وكان الفيلم الآخر «Alien» والذى تم إصداره بعد الأول بعامين بالتحديد فى عام 1979، والذى قام بإخراجه ريدلى سكوت. وكان لهذا التوجه الجديد الذى بدأه «سكوت» أثر بالغ على ظهور عدد من أفلام الخيال العلمى فيما بعد، والتى تأثرت بهذه الأفكار، التى وضع بذرتها الأولى سكوت، وكان أبرز هذه الأعمال سلسلة أفلام «The Matrix» للإخوة واشووسكي، وغيرها من الأعمال التى سعت إلى محاكاة التوجه الجديد. ولكن يبدو أن سكوت كان يشغله حلم العودة مرة أخري، وضرورة إحياء هذه السلسلة من جديد، بعد مرور ما يقارب 38 عاما، على طرحه الجزء الأول، والذى دارت أحداثه حول سفينة شحن فضائية فى طريق عودتها إلى الأرض، ولكنها تتلقى تحذيرا من السفينة الفضائية الأم تشير إلى وجود كائن فضائى غريب على متن سفينة الشحن، ليسعى طاقم السفينة بكل قواه أن يتخلص منه، بعدما كبدهم هذا الكائن خسائر فادحة فى الطاقم والسفينة. ومن واقع ما تم الإعلان عنه مؤخرا عن مضمون الجزء الجديد، يبدو أن سكوت ما زال متأثرا بالقصة الأصلية للفيلم والتى كتبها المؤلف «دان أوبانون» عام 1979، ويبدو أن هذا التأثر واضح من عنوان الفيلم «Alien: Covenant» أو ما يعنى العهد، فتجرى أيضا أحداث الجزء الجديد داخل أحد السفن الفضائية التى تتجه من إلى إحدى الكواكب البعيدة عن المجرة، ليكتشف طاقم السفينة فيما بعد أن هذا الكوكب الذى يتجهون إليه ليس جنة كما كانوا يتوقعون، بل ظلاما وجحيما يواجهون فيه وحشا غامضا يتجاوز حدود خيالهم، لذا يتوجب عليهم الفرار سريعا من هناك. ومن الملاحظ أن فيلمه «Prometheus» والذى أصدره فى عام 2012، يعد محطة تمهيدية مهمة لعودة سلسلة «Aliens» من جديد، فهذا الفيلم تدور أحداثه فى العام 2093 ويحاكى بشكل كبير أحداث «Aliens»، وتدور أحداثه حول مجموعة من المستكشفين، بما فى ذلك بعض علماء الآثار، فى مهمة لم يكشف عنها، تصل إلى قمر على بعد أميال من الأرض، ويبحث الفريق عما يعتقد أنه علامات للحضارة، ويذهبون للتحقيق والعثور على أكثر من مجرد علامات، حيث وجدوا أدلة قاطعة، ولكن بعضهم لديه دافع خفى لوجوده، بما فى ذلك شركة وايلاند. وهم يعتقدون أن هذا هو المكان الذى جاء فيه الجنس البشرى فعلا، لتتحول الأمور بعد ذلك من الإثارة إلى البقاء على قيد الحياة مرة واحدة داخل اكتشافهم. الجدير بالذكر أن بطل فيلم « Prometheus» يحمل اسم دايفيد، وهو أيضا نفس الاسم الذى يحمله بطل فيلمه الجديد، والذى قام بدورهما الممثل الشهير «مايكل فاسبندر». ولطالما كانت هذه السلسلة الأقرب إلى قلب سكوت، لذا عزم جاهدا على إحيائها من جديد، ومن المقرر أن يصدر الفيلم رسميا فى ال19 من الشهر الجاري، على أن يتم طرحه فى مصر قبلها بيومين، وهو من بطولة النجوم مايكل فاسبندر، داميان باشير، بيللى كرودب، كاثرين واترستون، ومن إخراج ريدلى سكوت.