حاولت المخرجة المتميزة ساندرا نشأت من خلال فيلمها الوثائقي الجديد "الديمقراطية يعنى إيه" النزول إلى المواطن البسيط وسؤاله " ما معنى الديمقراطية، "واستعادة ما حققه من مجد خلال ثورة 30 يونيه الماضي. الفيلم يظهر من خلاله عدد كبير من المواطنين البسطاء، ومعهم بعض الشخصيات العامة مثل الدكتور عمر السمرة، والأب رفيق جريس، والدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن. سألت ساندرا عن أسباب قيامها بتقديم فيلم عن "الديمقراطية" في الوقت الحالى، وأسباب اختيارها للبسطاء من المجتمع المصري ليكونوا هم أبطال فيلمها؟ تقول ساندرا: "تقديمي فيلمًا عن الديمقراطية في مصر، يعد أرشفة للفترة السياسية التى نعيشها حاليا، واستعادة لروح التفاؤل التي لازمت الشعب المصري في قيامه بثورة يونيه الماضي، والحقيقة أن الكثيرين بعد أن شاهدوا الفيلم شعروا بهذه الروح مرة أخرى، بعد أن أصاب البعض منهم الإحباط. وأضافت "أسباب اختيارى للمواطنين البسطاء، يمكن تلخيصه في عبارة أن "كريمة المجتمع هى اللى خربت الدنيا"، فهؤلاء المواطنون هم مصر الحقيقية التى نجدها على القهوة، والتى تضم مختلف فئات الشعب المصري كما أظهرنا في الفيلم، لأن المواطن البسيط عبر هنا عن رأيه بكل حرية، والحقيقة أن صوت وصورة أم كلثوم التي ظهرت خلال أحداث الفيلم كانت أبلغ تعبير عن الديمقراطية أما عن فكرة الفيلم فتقول نشأت: جاءت من خلال تفكيري فى النزول إلى الشارع وتقديم عمل من أجل العالم الخارجي، الذي يظن أن ما حدث فى 30 يونيه كان انقلابا وليس ثورة، "كنت متضايقة " وقلت لازم أعمل حاجة "من أجل تصحيح هذا المفهوم وبعد نزولي اكتشفت أننا نخاطب أنفسنا فقط، وليس العالم الخارجي، لذا قلت لازم أعمل حاجة أفضل، لأني مؤمنة بأنه طالما أنت صادق مع نفسك أولا، فالعالم كله بعد كده هيصدقك"، وبعد ذلك سنستطيع أن نصل للعالم الخارجي، لكن مشكلتنا أن إهتمامنا بالعالم الخارجي أكثر من اهتمامنا بعالمنا، واكتشفت من خلال تجربتي فى هذا الفيلم أن سر نجاحك يأتي من الذى تقدمه، وبعد ذلك العالم كله سيقف جوارك. سألت الناس البسيطة سؤالًا هو: " الديمقراطية التى قال عنها الرئيس المعزول محمد مرسي، هل حقق منها شئيا؟ لكن لقيت لسه بدرى علي أن نفهم هذا الموضوع، ونستوعبه فوجدت الخلل صنعناه نحن كمثقفين، لأن البسطاء "مش فاهمين حاجة"، وكأننا بنكلم أنفسنا، ومن خلال هذا الفيلم عملنا "سبوت" على هؤلاء الناس. تقول نشأت أرى أن كريمة المجتمع هى التى ودتنا فى داهية، لكن هذا لم يمنع أن أستضفت منهم عددًا من الشخصيات، وللأسف هؤلاء "الكريمة" كما يحبون أن يطلق عليهم " فاكرين أن البلد تمام"، لكن الحقيقة غير ذلك بالمرة، مع ذلك فمصر فيها قوة غريبة، ربما يأتى سحر هذه القوة من الأهرامات، ولك أن تتخيل هذه القوة التى بداخل المصريين، ماذا سنفعل لو كان هناك عمل دائم، "ده إحنا هنعمل عمايل" على حد تعبيرها. أكثر ما جذبني فى حديث الناس أثناء تسجيلى معهم فطرتهم فى الكلام وكذلك قوتهم وضعفهم فى نفس الوقت، وهذا ما يجعلني متفائلة بما هو قادم، لأننا شعب عظيم، وتقدر تقول إني اكتشفت نفسي وأنا نازلة، وحسيت بحلاوة الناس فى الشارع، وعلى المقاهى صورت الفيلم في يومين فقط، وكان اختياري لمنطقة وسط البلد، لأنها رمز لمصر الحقيقية و"التحرير"، ثم بدأت السير على أقدامي، فذهبنا إلى القهوة التى يجتمع عليها كل الفئات، وأيضًا المكتبة، والحقيقة أن الجهد الأكبر كان في مونتاج الفيلم الذى صورنا 5 ساعات منه، لنخرجه للمشاهد في 7 دقائق نحاول من خلالها توصيل ما نقصده من رسالة فأصعب مرحلة كانت فى المونتاج. أرى أن 7 دقائق مدة غير كافية بالمرة، لكن لدينا مشكلة فى مستقبل الأفلام التسجيلية فى مصر ربما تكون هذه هى البداية وأعتقد لو كانت مدته أكبر من ذلك الناس "هتمل ".. مصر في مرحلة انتقالية صعبة تتطلب منا جميعًا الوقوف "في كتف بعض". وعما إذا كانت ساندرا ستقوم باستكمال أرشفة الفترة الحالية من خلال مجموعة من الأفلام الوثائقية، قالت: بالتأكيد سأستمر في هذا الأمر خصوصا بعد التهاني التى تلقيتها بعد طرحي الفيلم منذ عدة أيام، لما حققه من تفاؤل بين جموع الشعب، كما أني لن أتأخر عن أداء واجبى تجاه أهل بلدي فى مصر، ولو جاءتني فرصة أخرى لتقديم فيلم آخر، سأفعل ذلك دون تردد. وتضيف ساندرا: لم أُوقّع بعد عقد إخراجى لمسلسل أحمد عز الجديد، مع المنتج محمد فوزي، فالأمر لم يخرج من مجرد " كلام " ليس أكثر.