تحيي الأوساط الثقافية المصرية، اليوم الأربعاء، ذكرى الشيخ والمفكِّر مصطفى عبدالرازق، الذي رحل عن عالمنا في مِثل هذا اليوم من عام 1947. وكان الشيخ مصطفى عبدالرازق واحدًا من رموز الوسطية والاستنارة، ومما يُذكَر له أنه كان صديقًا لرائد النحت المصري محمود مختار، وكان من الداعين والمشاركين في حملة الاكتتاب الشعبي لإقامة تمثال نهضة مصر، ولم يخرج بفتوى تحريم التماثيل، وكان من الداعمين لأم كلثوم حينما هبطت إلى القاهرة، كما كان رائدًا من رواد الفلسفة الإسلامية وأول أستاذ جامعى يقوم بتدريسها من وجهة نظر إسلامية، لدرجة أن الأديب العالمي نجيب محفوظ كان من بين المتتلمذين على يديه. وُلد عام 1888 بقرية أبو جرج مركز بني مزار بمحافظة المنيا، وقضى طفولته في قريته، وتعلَّم القراءة والكتابة، وحفِظ القرآن، وانتقل وهو في العاشرة إلى القاهرة، والتحَقَ بالأزهر ودرس الفقه الشافعي وعلوم البلاغة والمنطق والأدب وغيرها، ودعا إلى تحرير العقل من التقليد، وبعد حصوله على العالمية فى 1911 سافر إلى باريس والتحق ب"السوربون" ودرس الفرنسية والفلسفة والاجتماع والأدب، ثم تحوَّل إلى جامعة ليون، وهناك نال الدكتوراه عن "الإمام الشافعي"، وعلى إثر اندلاع الحرب العالمية الأولى عاد في 1914، وفى عام 1915 عُيِّن موظفًا في المجلس الأعلى للأزهر ثم سكرتيرًا له، وبعدها انتقل إلى القضاء الشرعي سنة 1920 وعمل مفتِّشًا بالمحاكم الشرعية. وحين صارت الجامعة الأهلية جامعة حكومية انتقل إليها في 1927 أستاذًا مساعدًا للفلسفة بكلية الآداب، ثم اختير وزيرًا للأوقاف عدة مرات، وهو شقيق الشيخ المستنير علي عبدالرازق.. فكان أول شيخ أزهري يتولى الوزارة في مصر، ومُنح لقب الباشوية ولم يتخلَّ عن زِيِّه الأزهري، وفي 27 ديسمبر 1945عُيِّن شيخًا للأزهر. ومن أبرز مؤلفاته: "تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية"، "في سيرة الكِندي والفارابي"، "الإمام الشافعي"، "الدين والوحي والإسلام"، "فيلسوف العرب والمعلِّم الثاني"، "محمد عبده"، "مذكرات مسافر"، "مذكرات مقيم".