قال سيد فليفل، عضو اللجنة الأفريقية بمجلس النواب، أستاذ التاريخ الأفريقي بجامعة القاهرة: إن قرار الرئيس باختيار أسوان عاصمة للاقتصاد والثقافة الأفريقية، يعكس وعي الإدارة السياسية بمكانة هذه البقعة من أرض مصر لدى الأفارقة، ويتوافق مع تاريخها وتاريخ البلاد. وكشف في تصريحات خاصة ل"بوابة البرلمان" أن اختيار أسوان كقاعدة للتواصل مع القارة الأفريقية، هو أحد محاور برنامج العمل الذي وضعته اللجنة للخمس سنوات المقبلة، والذي يهدف إلى تدعيم علاقة مصر مع الدول الأفريقية الشقيقة. وتابع: تم رفع تلك الخطة بما تضمنته من توصيات إلى الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، الذي تواصل بدوره مع الرئاسة لتفعيلها. وأوضح أن اللجنة تقدمت بطلب إلى "عبدالعال" لعقد جلسة خاصة لها بمحافظة أسون، للتنسيق حول مساهمة البرلمان في تفعيل هذا القرار، وأنها في انتظار تحديد موعد لتلك الجلسة. وأكد أن اختيار أسوان كعاصمة للاقتصاد والثقافة الأفريقية، يأتي تجسيدًا لدورها التاريخي في القارة، فقد كانت مركز للتواصل بين مصر والأشقاء في السودان، وإليها ترجع أصول الكثير من الشعوب الأفريقية. وأوضح أن الكثير من جماعات القارة ما زالت تتحدث عن نشأتها في أسوان حتى الآن، مثل جماعات التوتسي في رواندا وبروندي، وقبائل الدنكة والنوير في جنوب السودان. وأضاف أن هذا الاتصال مع تلك الجماعات قد نشأ عن خروج الكثير من الهجرات من تلك المنطقة، خلال فترة احتلال الهكسوس لمصر. وقال: إن تلك الصلات تمتد أيضًا إلى شمال نيجريا نتيجة لهجرة الأسر المالكة وأغنياء مصر إلى هناك، ما أدى إلى انتقال الحضارة المصرية إلى غرب أفريقيا، ولذلك فإن العديد من الدول الأفريقية تسعى إلى تدعيم روابطها القديمة معنا، حتى أن أشقاءنا في جمهورية النيجر، أنشئوا قسم حديث للدراسات (العربية الأفريقية)، و(المصرية- الأفريقية)، لتأكيد روابطهم القديمة مع مصر. وتابع: هذه الروابط واضحة في كل الفنون الموجودة لديهم، من غناء ورسم وتراث، ونفس الأمر بالنسبة لمالي ونيجريا والسنغال، حتى إن شعب الهوسا في شمال نيجريا وشرق السنغال، مازالو يتحدثون عن أصولهم المصرية القديمة، لافتًا إلى أن أكثر الشعوب ترددًا على مصر، هي الشعوب ذات الارتباط القديم بنا. وتابع: هذا هو الحال بالنسبة لأشقائنا في شرق أفريقيا وإريتريا والصومال وإثيوبيا، ففي هذه المنطقة عاشت جماعات البشارية والعبابدة ذات الأصول الأسوانية، التي تعرف هناك بجماعات البيجة، وتلك الجماعات كان لها اتصال مستمر بمصر على مدى التاريخ، سواء عن طريق التجارة أو الحج أو عن طريق التعلم في الأزهر الشريف. وأكد أن مصر تشارك في عدة منتديات، منها المنتدى العربي والإسلامي والأفريقي، والأورومتوسطي، وأنها دولة محظوظة؛ لأن لديها مدينة ملائمة للتكون نقطة تواصل مع كل هذه المنتديات.