السودان شقيق.. وعمق استراتيجي.. ويمكن تحويل حلايب إلى منطقة تكامل اقتصادي واجتماعي استمرت حالة الجدل التي فرضت نفسها مؤخرا على الشارع المصرى، عقب بيان وزارة الخارجية السودانية التى تطالب مصر برد منطقتى حلايب وشلاتين، إلى السودان، باعتبارها منطقة سودانية. وأكد الشيخ عوض هدل، شيخ مشايخ قبيلة البشارية، بأسوان، والتى تعيش بين مصر والسودان، وتحديدا فى منطقة حلايب وشلاتين، أن تناول المسئولين السودانين كل فترة لقضية حلايب وشلاتين، بهذا الشكل الذى يثير حالة من الجدل بين الشعبين الشقيقين، بات أمرا لا يحتمل، في ظل أن كل الشواهد والمعطيات والتاريخ يؤكد مصرية هذه المناطق، كما أن مصر تمتلك ما يفيد على مصرية حلايب وشلاتين، والدليل أن الحكومة المصرية رسخت منذ فترات كبيرة قواعد وجغرافيا المنطقة، كما أنه تم تخصيص دائرة انتخابية لها لأول مرة فى التاريخ، تنوب عن مثلث حلايب وشلاتين وأبورماد، وهى منطقة أقرب كثيرا إلى الحدود المصرية. وطالب هدل، حكومتى البلدين بجعل منطقتى حلايب وشلاتين مناطق تكامل، وليس تنافر أو نزاع، فى ظل ما يحاك بالأمة العربية من تهديدات ومخاطر، أن المصريين والسودانيين، هما شعب واحد، يعيش فى دولتين، وقال أن اهالى منطقتى حلايب وشلاتين هم من قبائل وسكان بدو الصحراء، وخاصة قبيلتى البشارية، والعبابدة الشهيرة، والذين حولوا هذه المناطق إلى مناطق تكامل اقتصادى واجتماعى، فى الوقت الذى تتصارع فية الأنظمة بين البلدين على أحقية كل منهما فى تلك المناطق، لافتا أن القبائل الموجودة تمتد جذورها ما بين مصر والسودان، كما أنها تتحدث بلغة واحدة وهى لغة "البجا"، الشهيرة، والتى يتحدث بها أيضا قبائل "الهداندو وأتمن"، وهى قبائل ولاية البحر الأحمر، بالسودان، كما أن هناك قبائل سودانية تتحدث اللغة النوبية الشهيرة، متواجدة الآن بمنطقة حلفا، وهى قبائل "الدناقلة والمحص".
من جهته، أكد الشيخ عبد المجيد عثمان، شيخ مشايخ العبابدة، أن منطقة حلايب وشلاتين مصرية فى الأساس، بحسب الخرائط الجغرافية التى تحدد ذلك، معتبرا أن هذه القضية يمكن حلها بالطرق غير الرسمية والشعبية، من خلال جعل حلايب وشلاتين منطقة تكامل اقتصادى، وتنموى، بين البلدين، وليست منطقة خلاف بينهما، باعتبار أن سكان هذه المناطق من القبائل البدوية والعربية التى تسكن بين الجانبين المصرى والسودانى، والتى بينها جذور واحدة وعلاقات مصاهرة ونسب، وتعد قبائل العبابدة والبشارية أشهر قبائلها، ولكلا منها بئر، ووادى للرعى، يعرف بأسمه. وأضاف عثمان، أنه لابد من إيجاد علاقات تكاملية مع السودان، وليس نزاعات حدودية، باعتبار أن السودان تمثل عمق استراتيجى لمصر داخل القارة الأفريقية، فضلا عن أنها يمكن أن تساعد مصر في عثرتها الاقتصادية الحالية، فى ظل امتلاك السودان للآلاف من الأراضى الزراعية الصالحة، وأيضا الثروة الحيوانية الهائلة التى يمكنها توفير حاجة مصر من اللحوم الحمراء البلدية.