مثلما كان متوقعًا، احتل الاتفاق المبدئي بين إيران والغرب على الملف النووي، صدارة اهتمامات الصحف الفرنسية الصادرة اليوم، لكن رغم الحرص على التعاطي مع هذا الحدث الدولي، إلا أن الصحف الفرنسية الكبرى تميزت بتباين مواقفها من هذا الملف، بين مؤيد ومعارض وبين من يفضل التريث، ويبدو أن الخلفيات السياسية لهذه الصحف هي التي تفسر مثل هذا التباين الكبير. قالت صحيفة "لوفيجارو" اليمينية القريبة في العادة من الأطروحات الإسرائيلية، إن هذا الاتفاق لا يخدم الهدف الذي وضعته الدول الكبرى منذ أكثر من عقد من الزمن والمتمثل في إلغاء أي إمكانية لحصول إيران على السلاح النووي. وخصّصت الصحيفة، للقائها مع خبير في الدراسات الإستراتيجية صفحة كاملة لعرض مواطن القصور في هذا الاتفاق، وقالت الصحيفة استنادًا لهذا الخبير: "إن الاتفاق لم ينصّ صراحة على منع التخصيب، واكتفى بتقييده، ورغم الإجراءات المصاحبة التي من المفروض أن تسمح بمراقبة مشددة على إيران، إلا أن ذلك لا يعدّ كافيًا لطمأنة العالم. من جهة أخرى، تابعت الصحيفة أن الاتفاق لم يشمل المنشأة العسكرية في "بارشين"، وهي المؤسسة التي تحوم حولها الشبهات والتي تعتبرها الدوائر الاستخباراتية الغربية المنشأة المحورية في البرنامج النووي الإيراني". أما عن المخاوف الحقيقية، فقالت لوفيجارو: "الخوف الآن من سعي إيران لكسب الوقت، في سباقها ضدَ الساعة وضد العقوبات، والعمل على استغلال تراخي قبضة المحاصرين الغربيين، لتحقيق أهدافها" ونقلت الصحيفة عن الخبير قوله: "في هذه المرحلة المبكرة بعد الاتفاق، لا نملك أي مؤشر على جدية إيران في التخلّي المفاجئ عن طموحها النووي بعد كل التضحيات التي بذلتها".