شحتة إمبابى وأشرف نصار وأولاد عبدالشهيد وغالب والحاج مُهاب يسيطرون على إنتاج وجمع 50 طنًا سنويًا.. وخبراء يصفونها ب«الفرخة التى تبيض ذهبًا».. «الصناعات الهندسية»: 100 مصنع لإنتاج الكابلات تُعانى التدهور نتيجة تصدير خُردة المعادن إلى الخارج تعرضت مئات المصانع، خاصة ذات رأس المال الصغير، خلال الشهور القليلة الماضية، إلى مخاطر كارثية أدت إلى توقف بعضها وتقليص البعض الآخر لإنتاجه، وذلك بسبب عدم توافر الكميات التى تستخدمها من الخُردة كمادة خام للتصنيع، وهو ما ساهم بشكل مباشر فى زيادة أسعار سلع ومُنتجات تلك المصانع، وعلى رأسها مُنتجات الحديد وحديد التسليح. «البوابة» التقطت طرف الخيط للبحث عن أسباب زيادة أسعار العديد من المُنتجات الحديدية واختفاء بعضها الآخر، بعدما اضطرت المصانع المُنتجة لها أن تُقلص من كميات الإنتاج أو أن تتخذ قرارًا بالتوقف بعدما ضاقت بأصحابها السُبل، فكانت «الخُردة» صاحبة النصيب الأكبر من الأزمة، بداية من أباطرة يتحكمون فى سوق الخُردة، التي تصل استثماراتها إلى 30 مليار جنيه، حتى أن خبراء اقتصاديين يصفونها ب«الفرخة التى تبيض ذهبا» وذلك مرورًا بمسابك وورش تُعيد صهر الخُردة المعدنية لتصديرها إلى دول شرق آسيا وأوروبا، عبورًا بمصانع صينية وأخرى يملكها أتراك تستحوذ على النسب الأكبر من سوق تجارة الخُردة لتُنتج خامات أكبر من المُصرح لها بإنتاجها، وصولًا بورش ومصانع بير السلم التى تستخدم مُنتجات المصانع الصينية لتصنيع حديد مسلح غير مُطابق للمواصفات وهو ما يُهدد أرواح آلاف المصريين. البداية كانت من منطقة بولاق القريبة من وكالة البلح، حيث يتمركز فى تلك المنطقة ما يزيد على 15 مخزنًا لبيع خُردة «الحديد القطع» وهى ما يطلق عليها «نصف الخُردة» التى يُمكن إعادة استخدامها مرة أخرى فى الإنشاءات. ويقول «عم أيمن»، تاجر خُردة حديد قَطع: إنه يبيع قِطع الحديد الخُردة الموجودة فى مخزنه المُقام على مساحة لا تزيد على 70 مترا إلى أشخاص يستخدمونها فى إنشاءاتهم الجديدة لأنها غير مُتهالكة، وأن «الحديد القَطع» سعره دائمًا أكبر من الخردة العادية، فإن كان سعر بيع الخردة 4 آلاف للطن، يكون سعر بيع الحديد القَطع 4 آلاف و250 جنيهًا مثلًا. وتبدأ دائرة عمل «عم أيمن.. صاحب الخمسين ربيعًا»، بمروره صباح كل يوم على مخازن الخُردة القريبة منه، كالجسر أو الساحل، لفرز أكوام الخُردة المتواجدة بها، واستخراج أنواع حديد التسليح المختلفة منها، التى غالبًا ما تكون قادمة من عمليات هدم منازل أو أسوار مصانع، وصولًا إلى تجميعها داخل مخزنه، ثم تقطيع وفرد ما يلزم منها، حتى يتم بيعها إلى أشخاص يهربون من ارتفاع أسعار الحديد الجديدة. وعن عدم وجود أى «زبون» منذ بداية حديثنا معه ولو للتفاوض على الشراء، يوضح «عم أيمن» قائلًا: «مفيش شغل دلوقتى، أول ما الحديد وصل 10 و12 ألف الناس بطلت تشترى خُردة الحديد القَطع، كان زمان الناس تيجى لنا من المحافظات علشان السعر أقل من 2 جنيه للكيلو، لكن دلوقتى اللى بيشتغلوا فى الخُردة أحسن من اللى شغالين فى الحديد القَطع، لأنهم بيشتغلوا بطريقة «شيل واقلب» يعنى يجمع خُردته ويبيعها للمصنع فى نفس اليوم»، واختتم حديثه وهو يشير بيده إلى منطقة «الجسر» التى يتواجد بها تُجار الخُردة.