عاشت جماهير الكرة المصرية ليلة حزينة، مساء الثلاثاء، بعد فشل منتخبنا الوطني في التأهل لمونديال البرازيل، بالخسارة أمام غانا بسبعة أهداف مقابل ثلاثة في مجموعة مباراتي الجولة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم، وهو شعور أصبح معتادا بالنسبة لنا إذ يتكرر في كل مرة نشارك فيها في هذه التصفيات (اللعينة) منذ عام 1990، وكأنه أصبح لزاما علينا أن نشاهد مباريات البطولة الكروية الأكبر على مستوى العالم من مقاعد المتفرجين، في حين يذهب أشقاؤنا الأفارقة واحدا تلو الآخر إلى هناك على حسابنا، فتارة السنغال وأخرى كوت ديفوار وثالثة تونس ورابعة الجزائر، وهذه المرة جاء الدور على غانا. وإذا كان الحزن بعد الإخفاق أمر غير جديد علينا مع هذه التصفيات غير أن الوضع مختلف هذه المرة، فالمنتخب كان قريبا للغاية من التأهل أو هكذا تصورنا جميعا، بعد تصدر مجموعته ب18 نقطة وفوزه بجميع مبارياته، ولكن اتضح أننا كنا (نضحك على أنفسنا)، حين تخيلنا أن الفوز على موزمبيق وغينيا وزيمبابوي ذهابا وإيابا يكفي لتأكيد تفوقنا. ورغم الفوز في مباراة الإياب التي أقيمت بملعب الدفاع الجوي بهدفين لهدف، غير أن ذلك لم يشفع لنا بعد خسارتنا ذهابا بستة أهداف مقابل هدف، وهو ما قلل كثيرا من حالة الحزن هذه المرة، لأن الجميع كان يدرك أننا نسير خلف السراب قبل بداية مباراة الإياب، وأن فرصة صعودنا لم تكن تتجاوز ال0.1%. لاعبو الفريق أنفسهم عاشوا لحظات حزينة بعد نهاية المباراة، كان في مقدمة المتأثرين حازم إمام، الظهير الأيمن، الذي شهد اللقاء ميلاده على المستوى الدولي، بعد أن قدم مباراة أكثر من رائعة، وكان أحد نجوم الفراعنة ومصدر إزعاج متكرر للدفاع الغاني. أما محمد أبو تريكة ووائل جمعة فكانا أكثر المتضررين من هذه الخسارة، حيث ودعا المنتخب الوطني بسيناريو درامي سلبي لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن تكون هذه هى النهاية للاعبين قدموا الكثير للكرة المصرية مع الأهلي والمنتخب. الأجواء في غرفة خلع ملابس المنتخب بعد المباراة جاءت صامتة، فرغم إشادة الأمريكي برادلي، المدير الفني، بأداء اللاعبين، غير أن النتيجة النهائية للجولة فرضت نفسها على الجميع، سواء بالنسبة للذين شاركوا في المباراة، خاصة محمد صلاح ورامي ربيعة أو الذين لم يحصلوا على الفرصة مثل وليد سليمان وسيد معوض. والآن لم يعد أمامنا سوى انتظار جولة جديدة مع هذه التصفيات، التي تحولت إلى عقدة حقيقية للشعب المصري بأكمله وليس أمامنا غير الاستعداد الجاد لمونديال روسيا الذي سيقام صيف 2018، مع الاستفادة من الدرس والأخطاء التي تكررت في هذه الجولة على أمل عدم تكرارها من جديد، وإلا سنلقى نفس المصير عام 2017، وسنقول وقتها أن علينا الانتظار حتى مونديال 2022 بالمونديال الذي سيقام لأول مرة في التاريخ بدولة عربية وهى قطر.