عندما هطلت الأمطار على محافظة أسيوط يوم الخميس الماضى أبدى أهالى المحافظة وبصفة خاصة أهالى الواقعة أسفل الجبال فى مركزى البدارى أقصى الجنوب وأبنوب شرق النيل تخوفهم من تكرار مآسى سيول عامى 1994م و2014م، مؤكدين أن السيول هى أكثر ما يهدد قراهم خطورة، لأنها غالبا ما تتسبب فى إزهاق أرواح الأبرياء وتدمير الأخضر واليابس فى القرى غير المؤهلة لاحتمال تلك الظاهرة الطبيعية شديدة القسوة على السكان. انتهت موجة الأمطار لكن لا يزال الخطر قائما، فالشتاء لم يبدأ بعد وإن كانت تباشيره قد هلت على بعض محافظات الجمهورية، ويعيش عشرات الآلاف من سكان قرى النواورة والعقال وقاو النواورة والمعابدة وعرب القداديح والدير الجبراوى حالة من القلق تحسبا لحدوث كارثة عقب هبوط أراض أسفل 3 منازل بمركز أبنوب، إثر أمطار الخميس، وخاصة مع تهالك المنازل المبنية بالطوب اللبن الومسقوفة بجذوع النخيل، حيث أصيبت المنازل ال 3 بتفلقات وتشققات خطيرة تنذر بانهيارها. رغم قلة حيلة البسطاء، وجب عليهم اتخاذ قرارات صعبة بالمفاضلة بين أن يرضوا بالعيش داخل تلك البيوت التى تهدد أرواحهم والأسقف العارية أحيانا أو مواجهة الغيب وخطر الموت حال سقوط السيول أو الخروج للشارع والعيش بالطرقات. أسفرت مهاجمة أمطار 2014م منزل للسيدة «نعمات محمد رفاعى» وهى أرملة وتعول 6 فتيات عن انهيار مسكنها الذى تركه لها زوجها، فقام «أهل الخير» ببناء مسكن لها يتكون من دور واحد مسقوف بجذوع النخيل والجريد ونصفه عار بلا سقف. وتعرب «فتحية محمد على» عن تخوفها من سقوط مطر أو سيول مرة أخرى قائلة: «بيوتنا قد تآكل طوبها بارتفاع مترين من آثار رشح مياه البلدية منذ أيام، فما بالكم عند نزول سيول، ستسقط البيوت على رؤوسنا بعد تآكل أثاثها بسبب الأمطار والسيول». التقطت الحاجة «فاطمة خلف» من قرية الهمامية مركز البدارى طرف الحديث قائلة: «إن منزل جيرانها تشقق، وتسود حالة من الفزع والخوف الشديدين بين المواطنين عند سماع وجود أمطار أو سيول». من الأراضى الزراعية بعد أن قطعت المياه سدود القوات المسلحة، وهاجمت المنازل وعطلت 99 مدرسة بمركز البدارى.