أبدى أهالى 6 قرى بمركز البدارى بمحافظة أسيوط، تخوفاتهم وقلقهم إثر تنبؤات «مركز التنبؤ بفيضانات النيل» التابع لوزارة الرى، بسقوط أمطار على المحافظة، حيث يتخوف العشرات من تكرار مآسى سيول 1994م، وسيول 2014م. وأكدوا أن السيول هى واحدة من أبرز الظواهر الطبيعية، التى تضرب محافظة أسيوط، كل حين وحين، وأنها الظاهرة الطبيعية الأكثر خطورة بما تهدد عشرات الآلاف من مواطنى 6 مراكز وقرى، أسفل الجبل كالبدارى والمعابدة بأبنوب وديروط. ويسكن تلك المراكز عشرات الآلاف من المواطنين فى بيوت أقيمت تحت مستوى سطح الأرض، ما يجعلها غير آمنة، حيث تنجرف المياه من أعلى سطح الأرض إلى الأسفل، ومع أن أكثرها إما آيل للسقوط بفعل الزمن، وإما لأنها مبنية بالطوب اللبن ومسقوفة ب«الجريد أو البوص» وذات حوائط «مشققة» مما يعرضها للخطر بسبب المياه. ومع قلة حيلة البسطاء، وجب عليهم اتخاذ القرار من بين 3 اختيارات، وهى كالآتى: إما أن يرضوا بالعيش داخل تلك الأروقة التى تهدد أرواحهم والأسقف العارية أحيانا أو مواجهة الغيب وخطر الموت حال سقوط السيول أو الخروج للشارع والعيش بالطرقات كما قررت العمة «سالمة محمدعلى» 56عاما، حيث تركت «العشة» التى تسكن بها، وتقيم برفقة ابنتها ذات 31 عاما خلف كشك للكهرباء بمنطقة الناصرية بمنطقة مساكن الفتح بمحافظة أسيوط منذ 12 شهرا وبمواجهة رئيس مجلس المركز اتهمها بالجنون ليتنصل من كشف الواقعة حيث لا تبعد عن ديوان مجلس المدينة إلا كيلو متر فقط وهى حاليا تواجه خطر الموت من الصقيع والأجواء شديدة البرودة. وقالت «نعمات محمد رفاعى» أرملة، وتعول 6 فتيات: أتذكر كيف هاجمت السيول منزلى عام 2014م وكأنه اليوم وما أسفر وقتها عن انهيار مسكنى الذى تركه لنا زوجى، وقام «أهل الخير» ببناء مسكن لى يتكون من دور واحد مسقوف بالفلاق والجريد ونصفه بلا سقف، وأبدت تخوفها من سقوط مطر أو سيول مرة أخرى أما «فتحية محمد على محمد» فقالت: إن بيوتنا قد تآكل طوبها لارتفاع مترين من آثار رشح مياه الحنفية منذ أيام فما بالكم عند نزول سيول قائلة: ستسقط البيوت على رءوسنا بعد تآكل أثاثها بسبب الأمطار والسيول، قائلة إن الوحدة المحلية بالقرية وعدت أكثر من 30 مواطنا بترميم منازلهم ثم تنصلت من وعودها ويشهد على ذلك كل من «أحمد أمين حماد، وجلال أبوالدهب عبد اللطيف، وجمال محمود محمد عطية، ونادية على تميم وأحمد محمد عابدين» وذلك حرصا على مواجهة تلك الظواهر الطبيعية المتكررة على أسيوط. واستكملت الحاجة «فاطمة خلف على خلاف» بقرية الهمامية، بالبدارى بأن منزل جيرانها، قد تشقق وتسود حالة من الفزع والخوف الشديد للمواطنين عند سماع وجود أمطار أو سيول. وتخوف «أحمد خلف على خلف» من انهيار المنزل عليه وأسرته عند هطول أول نقطة مطر لا سيل، وحمل المسئولين المسئولية كاملة عن حياتهم. من جانبه أكد «صالح عبد الله» وكيل وزارة التموين، التنبيه على جميع المخابز للتأكد من وجود خزانات مياه ومولدات كهرباء احتياطية ضمانًا لاستمرار إنتاج الخبز فى حال انقطاع الكهرباء والمياه، مع قرب الشتاء والتنبؤ بحدوث سيولبأسيوط وذلك لضمان منع استحداث أزمات جديدة للمواطنين. وقال محمد صلاح، رئيس شركة المياه والصرف الصحى بأسيوط، إنه تم توفير مولدات كهرباء احتياطية بكل المحطات تحسبًا لأضرار السيول التى تنجم بأسيوط وتتسبب فى كوارث موجعة. فيما أكد المهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط، أن السيول كظاهرة طبيعية تضرب محافظة أسيوط وقمنا بمراجعة الأرصدة الحيوية، ومهمات إقامة معسكرات الإيواء، وتجهيز كميات كبيرة من البطاطين والفراش والتموين والأدوية، تحسبا لحدوث أى طارئ لتوزيعها إذا لزم الأمر. وأكدت الدكتورة عزة تاج الدين، وكيل وزارة الرى بأسيوط، بتشكيل عدد من اللجان بجميع المراكز والقرى وذلك للمرور على مخرات السيول للتأكد من عدم وجود معوقات أو مخلفات فى مجرى المخرات لسرعة تصريف مياه السيول، وأكد الدكتور أحمد أنور وكيل وزارة الصحة، بضرورة اتخاذ الاحتياطات من توفير العقاقير والأدوية بالمستشفيات العامة، فضلا عن تجهيز وحدات الإسعاف لمواجهة أى أحداث تنتج فى حال حدوث سيول.