محافظات السيول لم تستوعب الدروس السابقة كعادتها، فدائمًا تحصل علي صفر كبير في إدارة الأزمة بعد حدوثها، وكل ما تفعله تصريحات وكلمات لا تسمن ولا تغنى، ورغم ما تخلفه السيول من خسائر في الأرواح، إلا أن خطرها لايزال قائمًا، بقى هؤلاء في أماكن الخطر متخذين مخر السيل مسكنًا ومأوى بعد أن تركهم المسئولون بلا مأوى. الغريب أن المحافظات لا تتحرك إلا بعد الكوارث بتعويضات هزيلة وبطاطين رديئة هكذا عودونا.. والأغرب أن قرارات الإزالة الصادرة لهذه المبانى المخالفة لم تنفذ ولم يجرؤ مسئول علي فتح هذا الملف ومحاولة حلّه جذريًا.. ولهذا انتظروا كوارث جديدة. البحر الأحمر: 149 مخر سيل تحاصر مرسى علم وسفاجا والقصير.. والمحافظة لم تستوعب درس 94 يبلغ عدد مخرات السيول في محافظة البحر الأحمر 149 مجرى على مستوى مدن المحافظة الست، ورغم ارتفاع عدد المخرات، إلا أن مسئولى المحافظة لم يهتموا بتطهير وصيانة مجرى السيول وإزالة المباني الواقعة علي مخرات السيول في مناطق سفاجا والقصير ومرسى علم، مما تسبب في الكارثة التي وقعت الأسبوع الماضى. في المحافظة أكثر من 100 منطقة تشكل خطورة لوجودها في مخر السيل كمنطقة اللؤلؤة والفيروز وكمين الأحياء وفندق بالما بيتش وما بين منطقتي الأحياء والدهار وحي الأمل بجوار محطة أتوبيس الوجه القبلى وزرزارة وما بين شارعي السلام والحجاز وشارع الكهف وشارع شيرى السياحى وأمام مطار الغردقة الدولى وميدان السقالة وبجوار فندق روما بالهضبة. أما في سفاجا تمت إقامة 5 سدود حمت المدينة والطريق المؤدي منها إلي قنا ووادي أبو أصالة مخر السيل الخاصبة أمام ميناء أبو طرطور وميناء سفاجا التعليمى. وفي القصير تقع منطقة وادي العبادى وتعد أخطر وادٍ علي مستوي المحافظة حيث تم بناء 3 سدود وبحيرة لتحمي المدينة وتتم حالياً بناء سد ركامي تم العمل به بنسبة 80٪، بالإضافة إلى بحيرتين وجاري طرح إنشاء بحيرة أخري كما قامت قرية ساندبيتش «النساجون الشرقيون» ببناء 2 سد حولها لحمايتها من السيول. وتتم دراسة الأماكن بمرسي علم وخاصة بوادي علم والدب وقرية الشيخ الشاذلى لإنشاء سدود وبحيرات بها. وكشفت مياه الأمطار الغزيرة والسيول التي سقطت علي الغردقة المستور عن طرق الغردقة الخارجية والداخلية التي انهارت أجزاء كبيرة منها سواء في شمال أو جنوبالمدينة وتسببت في سقوط جزئى للسقف المعلق بصالة الوصول بمطار الغردقة الدولى وتحويل استقبال الركاب إلي صالة الوصول الداخلي وكذلك تأثر طريق الغردقة - رأس غارب عند الكيلو 14 وإغلاق ثلاث مدارس بالقصير (مدرسة حسن ابن الهيثم الإعدادية والابتدائية ومدرسة الشهيد سباق الابتدائية).
واستغاثت سكرتير عام المحافظة، سامية محرز، بشركة البترول بجبل الزيت لإرسال أتوبيس لاستضافة السائحين وذلك لوجود أتوبيس به 19 سائحاً روسياً وبرفقته سيارة شرطة عالقة أمام محطة تموين السيارات بجبل الزيت كانت شرطة النجدة أبلغت بوجودهم. ولا شك أن محافظة البحر الأحمر السياحية ليس لديها خبرة في إدارة الأزمات والدليل أن المدينة السياحية التي يأتيها السياح من كل حدب وصوب غرقت في شبر ميه خلال ساعات وأصبحت الشوارع بحيرات، والمحافظة بكل أجهزتها عجزت عن فعل أي شىء ولو استمرت الأمطار لمدة يوم آخر لكان المواطنون والسياح هجروها. بعد أن غرقت الغردقة لم يسأل فيها المسئولون إلا بعد 3 أيام لأنهم في غيبوبة وعلي رأسهم المحافظ ولابد من محاسبتهم جميعاً. ويقول محمد رفيع، محاسب قانونى وناشط سياسى، إن هذه ليست المرة الأولى التي تضرب فيها السيول محافظة البحر الأحمر، فقد حدث في عام 94 أن غرقت الغردقة في السيول التي حاصرتها لدرجة أن الأهالى في بعض المناطق استخدموا القوارب وتوقف كل شيء في المدينة السياحية الأولى، وقامت المدن المجاورة كرأس غارب وسفاجا في إمداد المدينة المحاصرة بالأطعمة والخبز وسارعت القوات المسلحة في إنشاء مجموعة من خيام الإيواء، ولكن منذ ذلك التاريخ لم يحدث مثل هذا الموقف إلا من بعض حوادث قطع طرق محدود سواء على طريق مرسى علم القصير أو في الجنوب، وعندما تولي اللواء سعد أبو ريدة في عام 97 عقد عدة اجتماعات أسفرت عن وضع خطة شاملة لكيفية مواجهة السيول وشكَّل لجنة لإدارة الأزمات وأصبحت هناك متابعة علي مستوي المدن تحسباً للسيول قد تحدث اعتباراً من شهر أكتوبر من كل عام وكانت الخطة تفصيلية علي مستوي المدن والإدارات المختلفة ولكن يبدو أنه برحيل اللواء سعد أبو ريدة في بداية عام 2006 أهملت الخطة، خاصة أنه لم تحدث سيول بشكل خطير وتناسى الجميع أمرها حتي حدثت كارثة 2014 منذ أيام عندما ضربت السيول الغردقة وحاصرتها لعدة أيام وقطعت طريق رأس غارب - الغردقة، حيث احتجزت مئات الأشخاص من بينهم سائحون وعشرات السيارات لمدة تصل لأكثر من عشرين ساعة وارتبكت الأجهزة ومجالس المدن مما زاد من سخط المواطنين ومازالت وحتي اليوم تنتشر البرك في وسط المدينة في انتظار شفط المياه ويتضح أن الخطة الموضوعة لا يعرف عنها أحد مما زاد من حجم الأضرار التي عانت منها المدينة. أسيوط.. 4 قرى و15 نجعاً يعيشون على طريق الآخرة أسيوط: أحمد الأسيوطي
الخطر مازال قائماً ويهدد 4 قري و15 نجعاً يعيشون تحت الجبال وحياتهم في خطر بسبب السيول وهى: قرية البداري والعتامنة وقاو النور وعزبة الشيخ سالم وعرب القداديح وأبنوب ودرنكة والزاوية والمشايعة بالغنايم والخوالد وعزبة جميل نخنوخ والمطمر شرق وعزبة خلف شرق منقباد وريفا والعفادرة بالغريب وعرب الكلابات وسكان المناطق لاتزال أرواحهم في خطر دائم بسبب السيول وهناك الكثير من المسئولين لا يعرفون بعضاً من هذه الأماكن ولا توجد متابعة لهم، وحياتهم في خطر كما حدث عام 94 والتي راح ضحيتها الكثير من الأهالي والمواشي وانهيار المنازل، ورغم قيام الحكومة بعمل مخرات للسيول أسفل الجبل، فهناك منازل لاتزال بالطوب والعشش وهناك منازل بالطوب الأحمر ورغم ذلك فإن سكان المنطقة يعيشون في رعب الموت بعدما هاجمت السيول المنازل وخلفت ضحايا. الحاج وهدان إسماعيل: رأيت الموت والسيول كانت شديدة وحصل خسائر كبيرة في المنازل الضعيفة والعناية الإلهية أنقذت الأطفال من الموت عندما بدأت السيول هربوا إلي دخل المدينة وابتعدوا عن هذا المكان الذي ننتظر فيه الموت في كل لحظة، ونفسي يكون عندى شقة في المساكن التي أقامتها المحافظة منذ 15 عاماً ياريت تقوم المحافظة بحصر الأهالي الذين يقيمون تحت مخرات السيول ويبنوا لهم مساكن تتحمل أي أمطار أو أي ظروف، ولكن نعيش في رعب وأحيانا ننتظر الموت ولكن الأمر لله. وفي البداري يقول محمد عليوة: الوضع خطير والحكومة تنتظر الكوارث ثم تتحرك، كان لابد من الاستعدادات الجيدة والمتابعة للمخرات هل هي صالحة أم تحتاج الكثير، ولكن المسئولين في إجازة وعند وقوع الكارثة يهرولون لحلها والسؤال إلي المسئولين هل تم عمل المخرات ومتابعتها وهل قاموا بتنظيفها وهل تتبني المحافظة بناء مساكن لكل الذين يعيشون أسفل الجبال والذين يتعرضون إلي المخاطر. ويقول حمادة أبوالعلا من دير ريفا: الوضع في القرية سيئ للغاية السيول قضت علي المواشي والطيور والمياه توغلت دخل المنازل والكهرباء انقطعت يومين وإذا حاولت الاتصال بأي مسئول تجد التليفونات مغلقة ونحن نعيش عيشة مهمشة تحتاج نظرة من المسئولين في الدولة. جنوبسيناء.. دهب وسانت كاترين في مجري الخطر جنوبسيناء – أبوالسعود أبوالفتوح:
في موسم الشتاء الماضي ضربت السيول مدينة سانت كاترين خاصة منطقة جبل الملك عباس - الطريق الأثري وهو الطريق الوحيد الذي يربط المدينة بمنطقة وادي الجبال بالمنطقة الزراعية الأولى في جنوبسيناء والسياحية في رحلات سفاري والمشي وركوب الجمال، وظلت المدينة محاصرة تحت رحمة السيول ومنعزلة عن بقية مدن المحافظة عشرات الأيام دون وجود شبكة اتصالات ولا تليفونات ولا بنوك وبالمثل منطقة وادي «فاران» التابع لمدينة أبورديس التي أصابتها السيول بحالة من الشلل التام وهو ما جعل الشيخ أحمد القرشي شيخ قبيلة القرارشة بوادي فاران يحمل الحكومة وخاصة رئيس الوزراء آنذاك المسئولية لتقاعسهم عن إغاثة أهالي المنطقة كما طالب بإقالة محافظ جنوبسيناء حيث جرفت السيول النخيل وسكنت البيوت وفر السكان خوفاً منها ودمرت الطرق وانقطع التيار الكهربائي وانعدمت الاتصالات، فضلا عن عدم وجود مياه للشرب أكثر من 5 أيام، وأيضا دمرت أجزاء من طريق شرم الشيخ – دهب، فضلا عن انهيار سد وادي النصب الذي يقع بالقرب من مدينة سانت كاترين على بعد 50 كم من طريق دهب – نويبع، وتدمير العشرات من البيوت بمنطقتي قرية الوادي ورأس رايا بالعاصمة طور سيناء. وتعددت قيمة تعويضات المتضررين من جراء سيول الموسم الماضي أكثر من نصف مليون جنيه حيث تم صرف 200 ألف و575 جنيهاً إعانة إغاثة لمتضرري السيول بمدينة سانت كاترين، وبلغ عدد المستفيدين منها 158 أسرة بعدد 485 فردا، كما تم صرف 74 ألفاً و750 جنيهاً لمدينة نويبع، وبلغ عدد المستفيدين منها 126 أسرة بعدد 85 فردا. وفي مدينة دهب تم صرف 216 ألف جنيه استفاد منها 54 أسرة، كما تم توزيع 17 ألف جنيه لمتضرري السيول بمنطقة «رأس رايا» التابعة لمدينة طور سيناء، استفاد منها 8 أسر. وفي هذا العام وخلال الأسبوع الحالي ضربت السيول معظم مدن المحافظة, وإن كانت الخسائر محدودة رغم تحذير المسئولين من خطورة البناء في مجرى السيل فإنه مازال هناك البعض ممن يصرون على البناء في مجرى السيل. ففي مدينة كاترين هناك العشرات من البيوت في مجرى السيول وخاصة بمنطقة وادي الأربعين والأهالي متمسكون فيه بالعيش في الطبيعة التي اعتادوا عليها وكتبوا إقرارات على أنفسهم بأنهم مسئولون عن أي مكروه يحدث لهم وهمرافضون للعيش داخل الوحدات السكنية. وكشف العميد أحمد علام سكرتير مدينة كاترين أنه جار توفيق 64 وحدة سكنية بالمدينة فضلا عن إنشاء 20 بيتا بدويا بقرية السعال, و4 عمارات تابعة لجهاز التعمير و5 عمارات سيتم تنفيذها من خلال القوات المسلحة. وفي العاصمة طور سيناء، أكد المحاسب فوزي همام رئيس المدينة أنه لا يوجد سوى بيت قديم وحيد في قرية الوادي كان في مجرى السيل وتم تسليم أصحابه شقة عوضا عنه. وفي مدينة دهب أكدت نعمات عباس عبد الباقي سكرتير المدينة أنه صدر 50 قرار إزالة لبيوت في مجرى السيل بمنطقة وادي البيضة لم ينفذ حتى الآن. وأضافت : أنه تم إزالة 27 مبنى عبارة عن غرف وعشش خلف مسجد الهدى بمنطقة مجرى السيل بمنطقة المسبط. شمال سيناء قلق بين أهالي «وادي العمر» و«أم شيحان» من السيول الإسرائيلية شمال سيناء - خالد الشريف: يعيش سكان محافظة شمال سيناء حالة من الخوف والحذر من تعرض المحافظة لموجة جديدة من السيول هذا العام، فرغم مرور أكثر من 4 سنوات علي كارثة السيول التي اجتاحت المحافظة في يناير 2010 والتي خلفت وراءها خسائر فادحة، حيث اغرقت عشرات المنازل والمحلات والقري وأزهقت أرواح 3 مواطنين وعشرات الحيوانات من الأغنام والإبل بالاضافة إلي اتلاف زراعاتهم وتسببت في تشريدهم وقسمت المحافظة إلي شطرين. فبين مجيء السيول أو اعتذاره يعيش سكان المحافظة حالة من الخوف في ظل عجز الدولة عن تأمينهم لتلافي وقوع الكارثة حيث إن الواقع يؤكد أن 280 منزلا وعشرات الأفدنة مهددة بالغرق في حالة اجتياح السيول سواء من جنوبسيناء أو من إسرائيل. في البداية يؤكد كمال أحمد أن سكان القري الحدودية يعيشون وسط حالة من الخوف بعد أن ترددت أنباء عن احتمال اجتياح السيول القادمة من اسرائيل عبر وادي الأزارق وهو ما يعني غرق مئات المنازل والعشش بالقري الحدودية وفي مقدمتها قرية وادي العمر والأزارق وأم شيحان والقسيمة والمنبطح حيث إن هذه القري تقع علي مخرات السيول القادمة من اسرائيل وغالبية هذه الأراضي مزروعة بمحصول الزيتون. ويضيف جمعة سلام: مازلنا نعاني من كارثة السيول التي ضربت المحافظة عام 2010 حتي الآن نتيجة تجريف العشش وكل ما نملك من أغنام وماشية ومحولات الكهرباء ولم يسأل عنا أحد من المسئولين ولم يصرفوا لنا التعويضات التي أعلنوا عنها، ومن حصل علي تعويضات لا تتناسب مع حجم الكارثة فمن فقد بيته صرفوا له 3 آلاف جنيه! ويقول عبدالله سويلم إن قري وسط سيناء تنتظر مصيراً مشئوماً في حالة اجتياح السيول بمحافظة جنوبسيناء فمن المعروف أن السيل إذا أتي من ناحية الجنوب يمر بالجبال الشاهقة والتي تنحدر منها المياه من قمم الجبال إلي أسفل مما يجعل عملية الاندفاع قوية وشديدة تأخذ في طريقها كل من علي الأرض حيث تقتلع المنازل والأشجار والطرق. وأشار سويلم موسي إلي أن بعض سكان مدينة الحسنة قاموا بإخلاء منازلهم وعششهم خلال الأسبوع الماضي بعد أن سمعوا أنباء اجتياح السيول للمحافظة هذا العام وهو ما دفعهم للرحيل إلي بعض القري البعيدة عن مخرات السيول. وطالب أمين القصاص نقيب المحامين بشمال سيناء رئيس لجنة الوفد بالمحافظة الجهات الحكومية بالاستعداد لاجتياح السيول للمحافظة حتي وإن كانت النسبة ضعيفة وعلي الدولة البدء في ترميم وتعلية سد الروافعة الذي تم انشاؤه عام 1946 وتعرض إلي شرخ كبير عام 2010 إثر قوة اندفاع مياه السيول التي لم يتحملها بالاضافة إلي ترميم سد الكرم الذي تم تدمير جزء كبير منه عام 2010 والذي كان يحمي منطقة المغارة بوسط سيناء. كما طالب القصاص بسرعة تنفيذ سدود لتلافي كوارث السيول بمحافظتي شمال وجنوبسيناء حيث إن السيول التعويقية تهدف إلي الاستفادة من مياه السيول بدلاً من إهدار آلاف الامتار من المياه حيث إن وسط سيناء محرومة من المياه ومعرضة لكوارث السيول ولابد من تحويل هذه الكوارث إلي فضائل. سوهاج.. «عزرائيل» يهدد 8 قري يحتضنها الجبل سوهاج - محمد راغب أبوخضرة: أصبحت قرى محافظة سوهاج محط أنظار الجميع بعد الكوارث التى اجتاحتها جراء السيول، التى كشفت مدي ضعف المسئولين وعدم قدرتهم علي مواجهة الأزمات والكوارث بالمحافظة، وتعانى قرى المحافظة من وجودها تحت خطر الموت، لأن أهالى هذه القرى يعيشون تحت الجبل ومخرات السيول، التى تهدد حياتهم بالموت، ولم تهتم الحكومة بهم وتبحث عن حلول لمشاكلهم، رغم ما يحيط بهم من مخاطر، كما أن هذه القرى لما يصلها الصرف الصحى. ففى أخميم يعيش أهالى قرية السلامونى والبالغ تعداد سكانها 10 آلاف نسمة تحت سفح الجبل مباشرة، وهذا ما يعرضهم لخطر الموت، فالأمطار الغزيرة التى تتساقط من أعلى الجبل تصب فى هذه المنازل المبنية بالطوب اللبن فتقضى عليها تماماً، ولكن ظروفهم الاقتصادية هى التى تحتم عليهم العيش فى هذه الظروف الصعبة وتحت هذا الخطر. وفى ساقلتة تقع قرية الجلاوية وتعد قنبلة موقوتة قد تنفجر فى أى وقت، ولم يتعلم المسئولون من الأعوام السابقة ولم يتخذوا التدابير اللازمة حتى لا تتكرر مأساة عام 96 حيث تم تدمير المنازل جراء السيول ومازالت نفس القرى التى تعيش تحت الجبال مهددة بكل المخاطر بسقوط الجبل عليها بسبب تصدع أو سقوط أمطار، وقد قضت السيول على عشرات المنازل التى تصدعت بسبب اندفاع المياه من أعلى الجبل وحاصرت الثعابين والعقارب منازل الأهالى وأصبح المواطنون بين خطرين: خطر المياه التى تنهال عليهم من قمة الجبل وخطر الثعابين والعقارب التى تأتى بها هذه المياه. كما تقع قرية نزلة عمارة التابعة لمركز طهطا بجوار مخرات السيول وهذا ما جعلها تحصل على النصيب الأكبر من الخسائر بسبب السيول، فأهلها يخشون فصل الشتاء لقربهم من مخرات السيول والتى لم يتم تطهيرها أو صيانتها إلا بعد وقوع الكارثة، وقد شهدت مصرع سيدتين انهار منزلهما بالإضافة إلى مسجد بالقرية. وفى طما تقع قرية نجوع الصوامعة غرب التى اجتاحتها السيول فقضت على الزراعات وأغرقتها، بالإضافة إلى عشرات المنازل التى تصدعت بسبب دخول المياه للمنازل حتى الأجهزة الكهربائية والمنقولات التي لم تسلم من المياه. وفى مركز دار السلام تقع قرية نجع هاشم عسيرى ونجع الدير حيث قضت السيول فى التسعينات على معظم المنازل التى تم تدميرها لوقوعها أسفل الجبل مباشرة، ويذكر أن السيول اجتاحت المحافظة مؤخراً وتسببت فى انهيار 30 منزلاً منها مسجدان وتصدعت عشرات المنازل وغرقت عشرات الأفدنة وتحولت الشوارع إلى بحيرات، وانقطع التيار الكهربائى لفترة طويلة بسبب تهالك الأسلاك الكهربائية، وانهار طريق سوهاج - البحر الأحمر بطول 100 متر، وانعزلت هذه القرى عن المدن التابعة لها وتوفيت سيدتان جراء انهيار منزليهما بطما وطهطا، بينما سقطت شرفة منزل على شخص آخر بأخميم وما زالت حالته خطيرة. قنا تنجو من السيول ومياه الشرب تعود بعد 3 أيام من الانقطاع
كتب - أمير الصراف نجت محافظة قنا، من كارثة السيول القادمة من سلسلة جبال البحر الأحمر، هذا العام، وانحصرت الآثار السلبية لها، في قيام الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي في وقف ضخ المياه من محطاتها في مراكز شمال قنا (دشنا، نجع حمادي، وفرشوط) لمدة 3 أيام، بسبب اختلاط مياه السيول بالنيل، مما نتج عنه زيادة نسبة «العكارة» والطمي في مياه النيل. وعاودت الشركة، ضخ المياه، أمس الأول، في جميع المناطق التي تم وقف ضخ المياه عنها، بعد معالجتها. وفسر مصدر بالشركة القابضة لمياه الشرب تلوث مياه النيل، بأن مخر السيل الرئيسي بمدينة قنا، القادم من طريق قنا - البحر الأحمر، يصب مياهه في النيل، قرب قرية دندرة. وقال عبد الحميد الهجان، محافظ قنا، إن « مخر السيل الرئيسي، بمنطقة المعنا شرق مدينة قنا، استوعب كمية المياه المتدفقة من الجبال». موضحًا أنه لا توجد خسائر في الأرواح أو الممتلكات نتيجة الأمطار الغزيرة والسيول، و انحسرت الخسائر في بعض الزراعات الموجودة في مجري السيول. ويشار إلي أن السيول تسببت في تدمير قرية «المعنا» بالكامل، شمال شرق مدينة قنا، في سنة 1996، ولم يبق سوي علي 4 منازل ودار إيواء، وتسببت في هجرة السكان وإقامة منازل الإيواء لهم، وتمت إعادة بنائها. بسبب قوة السيول التي جرفت معها كابلات الضغط العالي للكهرباء وتسببت في تدمير بداية مخر السيل في جبال البحر الأحمر، الذي أنشأه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سنة 1952. ومن بعدها اتخذ التنفيذيون في قنا إجراءات احترازية بتطهير المخر وتدعيم جوانبه بالخرسانة المسلحة، لاستقبال مياه السيول، وهو ما أنقذ مدينة قنا من سيول هذا العام التي تعدت سرعتها 100 كيلو في الساعة. ووفق مصادر رسمية فإنه توجد في محافظة قنا 19 قرية، في مراكز نجع حمادي، ودشنا، وقوص، ونقادة، وقفط، من المناطق التي تتعرض لخطر السيول، في فصل الشتاء. وتستعد المحافظة لها سنويًا، بغرفة عمليات في الديوان العام، لتلقي البلاغات. ويتم رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات والوحدات الصحية والتأكد من توافر جميع الأدوية و الأمصال واتخاذ كافة الإجراءات والاستعدادات الصحية اللازمة بالإضافة إلى التنبيه على مديرية الطب البيطري بحصر وتجهيز أنواع المبيدات والمطهرات لتطهير الأماكن المتضررة مع توفير اللقاحات والأمصال اللازمة، لإجراء التحصينات اللازمة لعلاج الحيوانات المضارة لعدم انتشار الأوبئة كإجراء وقائي. المياه تجرف سيارة عم سيد إلى صحراء الغردقة كتب - لطفى الدمرانى: مأساة حقيقية عاشها عم «سيد على سلامة»، سائق السيارة النقل رقم 9336 الكويت، بسبب السيول التي هاجمته عند الكيلو 40 شمال الغردقة وجرفت سيارته للصحراء ولكن عناية الله كانت سبباً في النجاة، بالإضافة إلى مهارته فى القيادة. عم سيد يقول: كنت فى طريقى إلى ميناء سفاجا البحرى قادماً من المنصورة محملاً السيارة بالبطاطس التي تقدر ب43 ألف دولار. أضاف: من المفترض أن أنهى إجراءات شحنها بميناء سفاجا مساء أول أمس على الأكثر وإلا سيتم إلغاء سفرها إلى الكويت مما يسبب خسارة كبيرة. رفض رجال الإنقاذ والأمن رفع السيارة من الرمال مبررين ذلك بأنها خارج نهر الطريق وأنهم مسئولون عن السيارات المعطلة في نهر الطريق فقط. ويضيف: منذ أن هاجمتني السيول وشحنة البطاطس فاضطررت إلى إحضار عمال باليومية من الغردقة لجرف الرمال من حول السيارة ب150 جنيهاً للعامل.