سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير المياه العراقي ل"البوابة نيوز": تركيا تسعى للسيطرة على أنهارنا.. ما زلنا متمسكين بالتفاوض ولا نريد إعلان الحرب.. لن نتهاون في استعادة حقوقنا.. وقادرون على تحرير الموصل من داعش
انتقد حسن الجنابي وزير الموارد المائية العراقي، السيطرة المفرطة لتركيا على منابع الرافدين، وتعثر التوصل إلى اتفاق دائم حول قسمة المياه، خاصة بعد أن أوشكت أنقرة على تشغيل سد "أليسو" على نهر دجلة والذي سيستهلك أكثر من نصف الموارد المائية للعراق. ودعا "الجنابي"، في حواره مع "البوابة نيوز" إلى التفاهم مع تركيا، مؤكدا أن العراق لا يمكن أن يتخلى عن حقوقه أو إعلان الحرب أو إشعال الملف المائي، بقدر ما ندعو لأن يكون ملفا بارزا للتفاهم حوله. وأكد قدرة القوات العراقية على التصدي لتنظيم داعش قائلا إنها تمكنت من تحرير سدتي الرمادي والفرات وليس لدينا أدنى شك من قرب تحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي. وأكد تأييد العراق لعقد قمة عربية طارئة لبحث سبل مراجهة أزمة شح المياه التي تواجه العديد من الدول العربية، مشددا على ضرورة خلق موقف عربي موحد أمام المحافل الدولية لمواجهة التحديات المختلفة بشأن الموارد المائية وتعزيز التعاون العربي في هذا المجال. وفيما يلي نص الحوار: ** إلى أي مدى تأثرت الموارد المائية في العراق نتيجة إرهاب داعش؟ للأسف هناك الكثير من الانتهاكات التي تتعرض لها مياه الرافدين وعمليات التدمير بسبب أعمال الإرهاب التي يمارسها تنظيم "داعش"، حيث شهدت السنوات الثلاث الماضية استهدافا لمنشآت الري وتوليد الكهرباء على أيدي تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يقود حربا ضد المدنيين وعرّض ممتلكات السكان لأخطار الغرق والجفاف والموت فضلا عن النزوح والهجرة، ولكن في الوقت ذاته لا يزال لدينا تفاؤلا بقدرة قوات الأمن العراقية على التصدي لمثل هذه الانتهاكات حيث تمكنت من تحرير سدتي الرمادي والفرات وليس لدينا أدنى شك من قرب تحرير الموصل من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي. **وماذا عن التدخلات التركية في الشأن العراقي ومحاولتها السيطرة على موارده المائية؟ نحن نشترك مع تركيا بمياه الرافدين دجلة والفرات، وللأسف تركيا تسعى إلى السيطرة على هذين النهرين في العراق، لذلك نحن ندعو إلى التفاهم والتفاوض بشأنهما من أجل تقليل الأضرار وخلق مساحات للتعاون المشترك لكي لا تتحول إلى ضرر على طرف واحد، وباعتبار أننا نقع في أسفل النهر كما هو الحال في مصر دولة مصب، فما يجري في أعالي الانهار يؤثر سلبا بالضرورة علينا، بينما أن العراق بطبيعته وثقافته وتاريخه واقتصاده يعتمد اعتمادا كليا ومباشرا على هذين النهرين، وكانت هذه المياه قبل الثمانينات برمتها تأتي إلى العراق، الآن تركيا أصبحت تسيطر على المياه بشكل مطلق في نهر الفرات وستتم السيطرة عليها أيضا في نهر دجلة بعد إنجاز سد اليسو التركي الذي سينجز هذا العام ويدخل حيز العمل في العام المقبل. **هل ترى أنه يمكن التفاوض مع تركيا بشأن المياه في الوقت الذي تحتل فيه أراضي عراقية؟ نحن ندعو إلى التفاهم لأننا لا نستطيع أن نتخلى عن حقوقنا ولا نريد إعلان حرب ولا نريد لهذا الملف المائي أن يكون ساخنا بقدر ما ندعو لأن يكون ملفا بارزا للتفاهم حوله، حيث اصبحنا نعاني من السيطرة المفرطة لتركيا على منابع الرافدين وتعثر التوصل إلى اتفاق دائم حول قسمة المياه، كذلك فان تركيا أوشكت على تشغيل سد "أليسو" على نهر دجلة والذي سيستهلك أكثر من نصف الموارد المائية للعراق، بينما نسعى نحن للتفاوض مع تركيا لتقليق ودرء مخاطر هذا السد على العراق، حيث نرغب في الحفاظ على مسار العلاقات المائية مع تركيا "باردا" ومنفصلا عن الجوانب السياسية والأمنية". **وما هي البدائل العراقية المتاحة في حال إصرار تركيا على رفض التفاوض؟ نحن لم نلمس رفضا تركيا وانما هناك علاقات وتعاون على المستوى الفني وندعو إلى إبقاء الملف المائي بارزا وللاأسف دائما هناك حلول فنية ولكن القرار السياسي أحيانا يعيق الفنيين من التوصل إلى حلول مرضية لجميع الاطراف ونحن ندعو إلى إبعاد السياسة عن الماء، وقد تقدمنا إلى وزراء المياه العرب في اجتماعهم الأسبوع الماضي الذي عقد بالجامعة العربية، بمشروع قرار يقضي بضرورة الحفاظ على الحصص المائية والتوصل إلى حلول بشأن تقسيم المياه وفق أسس متفق عليها، كما طالب المجلس الوزاري العربي للمياه بإصدار قرار يجرم استخدام منشآت الري في الحروب خاصة "الأحواض المشتركة" طالما لم يتم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن. **كانت هناك دعوة لعقد قمة عربية طارئة لبحث أزمة شح المياه في المنطقة ما موقفكم من هذه الدعوة؟ نحن نؤيد هذا الطرح، الذي تقدم به المجلس العربي للمياه ونعتقد أن الوقت مناسب لعقد هذه القمة. **ماذا عن التعاون المصري العراقي في مجال المياه؟ التعاون المصري العراقي جيد جدا، وقد التقيت عددا من المسئولين في مصر وعلى رأسهم وزير الموارد المائية والري المصري واتفقنا على خطوات عملية في هذا المجال ونسعى خلال المرحلة المقبلة إلى تعزيز تبادل الدعم الفني مع مصر. **كيف تنظر إلى الدور الذي يمكن أن تقوم به الجامعة العربية في دعم العراق في ازمتها الحالية مع هركيا؟ لابد من خلق موقف عربي موحد أمام المحافل الدولية لمواجهة التحديات المختلفة بشأن الموارد المائية وتعزيز التعاون العربي في هذا المجال والاستفادة من نقل التكنولوجيا في هذا المجال. **ماذا عن أوضاع المياه في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ للأسف، الواقع الذي تكرسه سلطة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، أدى تعاظم الفجوة المعيشية بين مستوطنين أغراب وأصحاب الأرض الأصليين، كما يكشف التعسف إزاء المياه العربية في مخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية، وبالطبع نحن نؤكد دعم العراق للحقوق الفلسطينية المشروعة والتزامه مع أشقائه العرب دوليا بدعم هذه الحقوق باعتبار القضية الفلسطينية "قضية العرب الأولى". **كيف يمكن تحقيق الكفاية المائية اللازمة للأمن الغذائي في المنطقة؟ هذا تحد كبير لذلك لابد من خلق إلى ات للتفاهم والتنسيق، هناك إستراتيجية عربية للأمن المايي وكذلك خطة تنفيذية مرتبطة بهذه الإستراتيجية وهناك تعاون دولي أيضا مع جامعة الدول العربية ومجلس وزراء النياه العرب لتنفيذ عدد من المشاريع، سولء لتقليل الاضرار أو لرفع كفاءة المياه المستخدمة والبحث عن حلول متجددة وتكنولوجيا متطورة تساعد على التكيف مع المعطيات الحديثة، هذه المنطقة بها نقص مياه كبير جدا وهذا لن يتغير في المستقبل وانما ستتفاقم هذه الشحة وبالتالي يجب البحث عن سبل مختلفة جديدة للتعاطي مع هذا الواقع الذي يتطور امامنا. أما مسألة هل الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي فهي مسألة مطروحة للمستقبل وعلى الجهات المسئولة والباحثين والشباب وكل ما تتيحه التكتولوجيا من أجل التخفيف من معاناة الناس، خاصة أن المياه الآن اصبحت جزءا من حقوق الإنسان ومعترف بها على كل المستويات وبالتالي لابد أن يكون العمل مركزا على هذا المسألة.