أثار إعلان المتحدث باسم قوات التحالف الدولي ضد داعش، جون دوريان، عن أن القوات العراقية أوقفت تقدمها نحو مدينة الموصل - التي بدأت معارك تحريرها منذ أسبوعين - من أجل إعادة تموضع بعض جنودها وترسيخ النجاحات التي تم تحقيقها منذ انطلاق المعركة استعادة الموصل، كثيرا من الغموض والتساؤلات على الساحة السياسية. القرار الذي أعلن عنه التحالف مساء أمس الأول، جاء تزامنا مع إعلان مليشيات الحشد الشعبي – الممولة إيرانيًا - استمرارها في المعارك، حيث دفعت بقواتها صباح السبت، باتجاه المحور الغربي للمدينة، الذي يعد أحد أبرز المنافذ للمدنيين الراغبين بالفرار من المدينة. وهو الأمر الذي فتح الباب حول احتمالية وقوع انتهاكات جديدة في حق سكان المدينة ذات الأغلبية السنية، بحسب تصريحات لفصائل الحشد الوطني السني، التي التزمت قرار التوقف. حيث أصبح أكثر من 1.5 مليون مدني داخل الموصل، محاصرين بين داعش ومليشيات الحشد التي تواصل تقدمها من الجهة الغربية. المتحدث باسم الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، قال إن بدء الزحف باتجاه مدينة تلعفر الواقعة على بعد 55 كيلومترا إلى الغرب من الموصل هدفه قطع أخطر خط لأنه يربط المدينة بالرقة في سوريا، ويعد بالتالي طريق الإمداد الوحيد لداعش. ومن بين الفصائل المنضوية تحت لواء الحشد كتائب "حزب الله العراق"، الذي قال الناطق باسمها، جعفر الحسيني، إنها شنت هجوما مع غيرها من الميليشيات باتجاه تلعفر، وأشار إلى أن قوات إيرانية ستقدم المشورة للمقاتلين خلال عملية التقدم صوب المدينة. في الوقت ذاته، أرجعت مواقع إيرانية ناطقة باللغة العربية، أسباب توقف القوات العراقية في معاركها، إلى حرق تنظيم داعش لآبار النفط، والتي تسبب في وقوع أكثر من ألف حالة اختناق، رصدتها منظمة الاممالمتحدة للبيئة في الموصل. وقال منظمة الأممالمتحدة للبيئة، في بيان لها، أن التنظيم الإرهابي قام بإحراق 19 بئرُا نفطيًا في محاولة لتعطيل عملية تحرير المدينة، إضافة إلى حرق مخزونات من غاز ثاني أكسيد الكبريت في منشأة صناعية ما أدى إلى تشكل سحابة سامة كبيرة. من جانبه، قال الميجر كريس باركر، المتحدث باسم التحالف، إن أحد أسباب توقف المعركة في الموصل، يعود إلى مقاومة تنظيم داعش الإرهابي، التي تزداد قوة مع تقدم القوات العراقية إلى المدينة، مشيرًا إلى أن مسلحي داعش أجبروا القوات العراقية الأربعاء الماضي على وقف تقدمها السريع جنوب الموصل. كما شن تنظيم داعش الإرهابي العديد من الهجمات أمس الأول على القوات العراقية، حيث ذكرت وكالة أعماق الذراع الإعلامي للتنظيم ف بيان لها عبر موقع التواصل الاجتماعي "التليجرام" أن عناصر التنظيم قامت بتنفيذ عميلتان استشهاديتان على تجمعين للقوات العراقية في قريتي الهرم وعين ناصر قرب مفرق القيارة جنوب الموصل، أسفرت عن مقتل العشرات من القوات العراقية وتدمير 7 سيارات همر.