رئيس مجلس إدارة "النصر لتصنيع الحاصلات الزراعية" يتحدث ل"البوابة": التصدير للسوق الأمريكية هدفنا في المرحلة المقبلة.. و خطة لإقامة مصنع الكوثر في سوهاج.. ونسعى لسداد مديونيات بنك الإسكندرية

قال محمد مكاوى، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة النصر لتصنيع الحاصلات الزراعية: إن الشركة تنتظر موافقة محافظة سوهاج للحصول على قطعة أرض على مساحة 15 ألف متر مربع بمدينة الكوثر الصناعية، وذلك لإقامة مشروع لإنتاج البصل المجفف بطاقة إنتاجية تصل إلى 3 آلاف طن سنويًا، متوقعًا فى حال الحصول على الموافقات النهائية أن يتم الانتهاء من مرحلة التراخيص، والبدء فى مرحلة الإنشاءات قبل منتصف العام المقبل.
وعزا مكاوى اتجاه الشركة لإقامة مصنع جديد فى محافظة سوهاج لاستغلال الوفرة فى محاصيل البصل فى سوهاج والمحافظات المجاورة لها كالمنيا، متوقعًا أن يوفر المصنع الجديد 150 فرصة عمل.
جاء ذلك خلال حوار محمد مكاوى، رئيس مجلس إدارة شركة النصر للحاصلات الزراعية مع «البوابة».
■ لماذا قرر مجلس الإدارة بيع أرض مصنع كفر سليم؟
- قرر مجلس إدارة الشركة ذلك، بعد التأكد من عدم وجود جدوى اقتصادية من وراء تشغيله، فالمصنع الذى يقع على مساحة 27.185 ألف متر مربع يضم ماكينات ومعدات قديمة يعود تاريخ تصنيعها إلى عام 1964، وهو من أقدم المصانع العاملة فى مجال تجفيف الحاصلات الزراعية، واضطرت الشركة خلال السنوات الماضية إلى إيقاف تشغيله، بعد أن تبين أن تكلفة التشغيل أعلى من الإيرادات المتحققة، إذ أصبحت منتجات المصنع غير مطابقة للمواصفات القياسية، لذلك تم طرح القرار على الجمعية العامة غير العادية والحصول على الموافقة، كما تم الحصول على موافقة بنك الإسكندرية بصفته دائن الشركة، ليقوم بفك الحجز على الأرض، لإتاحة الفرصة للشركة القيام بالبيع فى مزايدة علنية بنظام المظاريف المغلقة.
■ وكيف سيتم استغلال حصيلة بيع المصنع؟
- تسعى الشركة لاستغلال حصيلة البيع فى سداد مديونياتها طرف بنك الإسكندرية، التى وصلت إلى 38 مليون جنيه قبل عقد التسوية الجديدة، ويتضمن ذلك إسقاط الفوائد المتراكمة، وتصل إلى 18 مليون جنيه، على أن يتم سداد ما تبقى من مبلغ الدين، ويقدر بنحو 12 مليون جنيه خلال 6 أشهر، كما تسعى الشركة لسداد أجور العاملين المتاخرة، وتطبيق نظام توفير العمالة بواسطة المعاش المبكر لنحو 45 عاملا بمصنع كفر سليم، ولدى الشركة أيضًا خطة لإعادة تشغيل مصنع بنى سويف، وإنشاء مصنع الكوثر بمحافظة سوهاج.
■ ولماذا ألغيت نتيجة المزايدة العلنية التى عقدت مؤخرًا؟
- لعدم الحصول على السعر المناسب للبيع، إلا أن هناك مفاوضات قائمة مع بعض المشاركين فى المزاد لرفع قيمة العروض للوصول للسعر المناسب لبيع الأرض، وإن لم تنجح الشركة فى إقناع البعض برفع السعر فإن الشركة سوف تضطر لإعادة طرح أرض مصنع كفر سليم مرة أخرى فى مزايدة علنية، تتم خلال الأشهر القادمة.
■ وماذا عن مصنع بنى سويف؟
- بدأت الشركة خطة لإعادة تشغيل مصنع بنى سويف المتوقف الذى يقع على مساحة 33 ألف متر مربع، وتتم حاليًا صيانة الماكينات والمعدات، التى تعمل بتكنولوجيا ألمانية، تمهيدًا لإعادة تشغيله، اعتبارًا من أول نوفمبر المقبل، بكامل الطاقة الإنتاجية التى تقدر بنحو 500 طن شهريًا من الحاصلات الزراعية المجففة، منها الثوم والبصل والخضروات العشبية.
■ كيف يتم بيع منتجات الشركات من الحاصلات الزراعية المجففة؟
- كانت الشركة تقوم بتصدير 90٪ من إنتاجها للخارج، ومع توقف الإنتاج فقدنا جزءا من عملائنا المميزين، ونعمل على استعادة الثقة من جديد، إذ تتم حاليًا مخاطبتهم لتجديد عقود التصدير مع بداية الموسم الشتوى، وتقوم الشركة بالتصدير للسوق الأوروبية، كألمانيا وفرنسا وهولندا ورومانيا واليونان وإنجلترا.
■ وماذا عن السوق المحلية؟
- لا نستهدف التوسع بالسوق المحلية خلال الفترة المقبلة، إذ نكتفى ببيع 10٪ فقط من إنتاجنا ل3 مصانع متخصصة فى صناعة الأغذية هى: «فالكون باربكيو بشبرا، والشركة المصرية الأوروبية للمنتجات الغذائية بالسادس من أكتوبر، وشركة العاشر من رمضان لصناعة الأغذية».
■ ما الميزة التنافسية المنتظر أن تحصل عليها شركة النصر مستقبلا؟
- الشركة تعتبر أكبر ثالث شركة فى مصر تعمل فى مجال تصنيع الحاصلات الزراعية، وهو ما استدعى وزارة التجارة والصناعة لمخاطبة الشركة مؤخرًا، واختيارها ضمن 3 مصانع أخرى للتصدير للولايات المتحدة الأمريكية، وأنه يجب عليها الالتزام بالاشتراطات والمعايير القياسية اللازمة للسماح لها لدخول السوق الأمريكية، كما تلقت طلبًا من الشركة اليابانية لحلول الغذاء، ولديها مقر فى مدينة السادس من أكتوبر، والذى تم افتتاحها منذ أشهر معدودة بواسطة رئيس الوزراء، وتعمل فى مجال تصنيع وتوريد الغذاء، المستخدم فى المعونات الغذائية التى يتم توزيعها على الشعوب الفقيرة من خلال قوافل لتوزيع الطعام فى القرى داخل مصر وخارجها وبالتحديد فى الدول الإفريقية، وسوف يقوم مندوبو الشركة اليابانية بزيارة مصنع بنى سويف بعد افتتاحه، للتأكد من مطابقته للمعايير القياسية اللازمة، وفى حال الموافقة سوف يتم التعاقد مع الشركة لتوريد الحاصلات المجففة التى تدخل فى تصنيع الغذاء.
■ كيف يتم توفير مدخلات الإنتاج من الحاصلات الزراعية؟
- نقوم بتوفير المواد الخام من الحاصلات الزراعية اللازمة لمدخلات الإنتاج من السوق المحلية بالكامل، خاصة من محافظات مختلفة، أبرزها محافظات: «الفيوم ، بنى سويف، المنيا، سوهاج، الفيوم»، كما يتم التعامل مع بعض الشركات الموردة للحاصلات التى تملك أراضى الجمعيات التعاونية كشركة البشاير لاقتصاد المعرفة.
■ ما أسباب تراجع حجم الخسائر المتحققة خلال العام الماضي؟
- وضعت الشركة خطة لإعادة الهيكلة المالية تعتمد على تقليص حجم المصروفات مقارنة بالإيرادات، وذلك بغرض الخروج بالشركة من حالة التعثر الشديد وإعادة التوازن للقوائم المالية للشركة، وهو ما تم البدء فيه من خلال إعداد دراسات للجدوى الاقتصادية لتشغيل المصانع، الأمر الذى انتهى بمجلس الإدارة لإيقاف تشغيل مصنع كفر سليم وتخريده وعرضه للبيع، كما تم إيقاف تشغيل مصنع بنى سويف بصورة مؤقتة نظرًا لارتفاع تكلفة الإنتاج، هذا فى الوقت الذى كانت الشركة حققت خسائر نتيجة ارتفاع تكلفة تشغيله المتوقعة من 25 مليون جنيه لتصل إلى 43 مليون جنيه، نتيجة ارتفاع أسعار الأسمنت والحديد والدولار.
■ متى تتوقع التحول من الخسارة إلى تحقيق الربح؟
- الشركة نجحت خلال العام المالى الماضى المنتهى فى 31 مارس فى تقليص الخسائر بنحو 77٪، ليصل صافى الخسارة إلى 2.9 مليون جنيه مقابل 12.8 مليون جنيه، وهو ما يعنى أن الشركة فى طريقها لتحقيق غرضها بخطوات ثابتة، وأتوقع حال نجاح الشركة فى بيع أرض مصنع كفر سليم، فإن هذا سوف يوفر سيولة كافية لسداد كل المديوينات والمتأخرات التى تكبل الشركة، كما أن خطة إعادة تشغيل مصنع بنى سويف بالتزامن مع إقامة مصنع الكوثر بسوهاج سوف ينعكس على الطاقة الإنتاجية للشركة التى من المنتظر أن تساعد على زيادة صادرات الشركة، وأتوقع أن يظهر انعكاس ذلك على إيرادات الشركة قبل مطلع العام الجديد.