حذرت تقارير أممية من مغبة تدهور الأوضاع الإنسانية لنصف مليون نازح داخلي مسجل جراء الصراعات التي يشهدها اليمن. ووفقا لتقرير المفوضية السامية لشئون اللاجئين الذي تم استعراضه خلال المؤتمر الإقليمي للجوء والهجرة من القرن الإفريقي إلى اليمن والذي يختتم أعماله اليوم، تضرر العديد من المناطق بشكل مباشر جراء الصراعات والأزمة السياسية المندلعة منذ مطلع عام 2011. وأكد التقرير استمرار موجة النزوح الداخلي خلال عام 2012، موضحا وجود ما يزيد عن 300 ألف نازح منهم قرابة 100 ألف في صعدة و65 ألف في حجة مع وجود أعداد لا بأس بها في محافظاتصنعاء وعمران والجوف، ووجود مخيمين في حجة لاستقبال النازحين بينما تقيم الغالبية العظمى من النازحين داخليا خارج المخيمات لدى الأسر المضيفة وفي غرف الإيجار إلى جانب مئات من أماكن الإيواء المؤقتة بما فيها الكهوف. وذكر التقرير أن الحروب المتتالية في صعدة أسفرت عن موجات نزوح واسعة النطاق وبرغم إيقاف الحرب في فبراير 2010، إلا أن النزاعات المسلحة مستمرة بين جماعة الحوثيين والمجموعات القبلية المناوئة لها ما ينجم عن تجدد واستمرار موجات النزوح، وفيما يتعلق بمحافظة أبين جنوب البلاد يشير التقرير إلى الحالة الأمنية غير المستقرة، برغم عودة مايزيد عن 163 ألف لاجئ إلى منازلهم بدعم من المفوضية التي هدفت إلى توفير السلامة الجسدية وحماية العائدين من خلال توزيع مواد الإيواء ومعدات إصلاح المأوى في حالات الطوارئ والمشاريع ذات الأثر السريع وتأهيل المرافق الأساسية كمناطق صيد الأسماك وتسويقها. وأوضح التقرير تمكن قرابة 98% من النازحين (23 ألفا و889 نازحا) المقيمين في 78 مدرسة ومبنيين حكوميين في محافظة عدن من العودة إلى أبين، وبقاء ألف و115 نازحا لم يعودوا من أصل 25 ألف لاجئ، كما تم إخلاء مدارس لحج من النازحين بشكل متكامل، منوها إلى غياب المأوى المناسب الذي يعرض النازحين والعائدين إلى المزيد من مخاطر الحماية بما في ذلك الألغام الأرضية.