قضية الألغام التي لم تجد الأجهزة المعنية التعامل معها بشكل جاد للحد من عدد ضحاياها، أحد أشرس مخلفات الحرب العالمية التي تركت لتحصد أرواح الأبرياء. فقد تحولت قرية «دحروج» الفقيرة، التابعة لمركز ديروط فى أسيوط، إلى سرادق عزاء كبير، حزنا على فقد 5 شباب لقوا مصرعهم إثر انفجار دانة بأحد مزارع وادى النطرون التي كانوا يعملون بها. البوابه نيوز، انتقلت للقرية ورصدت الأجواء واتضح أن 5 شباب فى مقتبل العمر، من قرية دحروج التابعة لمدينة ديروط بمحافظة أسيوط، انفجرت بهم دانة مدفع، وذلك أثناء عملهم بأحد المزارع، التى أقرت الحكومة أنها آمنة ومن ثم لا مانع في استصلاح الأراضى. ولقى2 من الشباب مصرعهم في الحال، بينما يرقد 3 في مستشفى الإسكندرية متأثرين بجراحهم وفي حالة خطيرة، وقال أحد أصدقاء الضحايا: "لما الدنيا تضيق على شباب لسه بيشق طريقه، وميلاقيش مكان يأكل منه عيش يروح للموت بنفسه لأنه لم يجد بديل، و الغلطة غلطة الحكومة بسبب الإهمال، فلماذا أقرت الحكومة الموافقة على استصلاح الأراضي الزراعية تقع بها مخلفات حرب من ألغام ودانات بدون تطهير للمنطقة، وهذا ما ردده أيضا معظم الجيران". ومن ناحية أخرى لم يوضِّح البيان الأمني سببًا لوجود هذا اللغم الحربي القديم، و للتذكير فقد وقع في شهر مايو من العام الماضي، حادث مماثل في نفس المنطقة راح ضحيته 2 أيضًا. فيما أفادت وسائل إعلامية محلية أنَّ الانفجار كان شديدًا وسبَّب فزعًا بين أهالي مركز وادي النطرون، الذي يقع في الجانب الصحراوي لمحافظة البحيرة. وقالت أم أحمد طارق الذي لقى حتفه بوادي النطرون: «أحمد كان راجل من يومه، وشايل الهم معرفش ليه»، وأكدت الأم أنها تشعر بأن رب الأسرة تركها وأبناءها فى العراء بوفاته قائلة: إن ابنها ليس له نصيب فى الحياة الحلوة، مثل بقية أقرانه، فقد تحمل المسئولية مبكرا بعد وفاة والده، وفور حصوله على شهادة «الدبلوم»، فكر فى السفر إلى الإسكندرية للعمل مع أصحابه وتحمل المسئولية لكنه رجع لى جثة. وعند مقابلتنا بأم (حسين) الضحية الثانية، والتي كانت فى حالة زهول وغير قادرة على الكلام إطلاقا.. قررت أن تبكي فقط وتقول: «نفسى آخده فى حضنى وأموت، ياريتنى كنت موت بدالك يا حبيبى»، وانصرفنا من المكان ويبقى السؤال: متى يتم تطهير تلك البقع ومتى ينتزع منها الموت حتى يعيش أهلها بسلام وكم من الأعوام مضت ولازالت القضية عالقة دون أي جديد.