سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فاروق حسني يتحدث ل"البوابة نيوز": لا بد من ترجمة الأدب الإسرائيلي للعربية والنظر بطريقة أخرى للتطبيع الثقافي.. لا يُمكن مقارنة عهد مبارك بهذه الأيام وأنصح المسئولين: "خدوا الشباب ما تخافوش منهم"
الجميع يريدون تحقيق إنجازات فاروق حسني.. وكل مساعدي أصبحوا وزراء لا يُمكن مقارنة عهد مبارك بهذه الأيام وأنصح المسئولين عن الثقافة: "خدوا الشباب ما تخافوش منهم" أنا هاو سياسة وعمري ما احترفتها ولكني أومن بأن أي مشروع ثقافي يجب أن يعكس مردودا اقتصاديا وهذا ما أبقاني 23 عامًا نجاح مشيرة خطاب يتوقف على قوة مصر دولياً.. وأتمنى فوزها "عشان تاخد لي حقي" مواجهة مصر للإرهاب تبدأ من الموبايل والأفكار وحدها تشكل المجتمع العام في حريق مسرح بني سويف مبارك قال لي: "أنت بتحمل نفسك المسئولية ليه" فصل الثقافة عن الآثار "جهل" وأعدت دار الكتب لمكانها بعد أن كانت إدارة في هيئة الكتاب من قصر ثقافة الأنفوشي إلى المركز الثقافي بباريس، ثُم إلى أكاديمية الفنون بروما، 18 عامًا قضاها خارج البلاد، ليستقر بعد ذلك لأكثر من 20 عامًا بالزمالك حيث مكتبه الذي شغله لأكثر من 23 عامًا كوزير للثقافة. هو السياسي الهاوي وواحد من أكثر المسئولين قرباً لعائلة مبارك؛ وطيلة تلك الأعوام نجا من أكثر المواقف العاصفة التي كان من الممكن أن تُطيح بمن هم أشد منه بأساً، منها محرقة بني سويف وأزمة حديثه حول الحجاب، وحتى انتخابات اليونسكو التي خسرها في جولتها الأخيرة ليعتبرها هو فيما بعد" مؤامرة"، ومن قبلها أزمة الروايات الثلاثة والرواية الملعونة "وليمة لأعشاب البحر"، لكن الرئيس الذي كان يملك مقاليد الأمور بقوة كان يكتفي مع رجله الأقرب بعبارته الشهيرة "إرمي ورا ضهرك يا فاروق". يبدو فاروق حسني بعد 5 سنوات من خروجه من السلطة وكأنه تخفف من أعباء السياسية التي لم يهتم بها رغم 23 عاماً قضاها في أروقة أطول الأنظمة عمراً في مصر حتى الآن. كان في قمة رونقه وأناقته وهو يستقبلنا في مكتبه الفاخر الذي يبعد أمتار قليلة عن المنزل الذي اختاره للتقاعد. وسط لوحاته التي نالت سُمعة عالمية، والتُحف -الأنتيكات كما نُطلق عليها- التي تناثرت حول مكتبه ومكتبته الضخمة، دعانا قبل بدء الحديث إلى مشاركته قهوته الإيطالية التي تصادف وجودنا وموعدها اليومي، في الحقيقة كان لها مذاقاً خاصاً بينما الموسيقى الكلاسيكية تملأ المكان. كان طبيعياً أن يدور الحديث في البداية عن مبارك، لا يُمكن لصحفي أياً كان توجهه ألا يسأل عنه وقد واتته الفرصة للحديث الودي مع واحد من أقرب رجاله، مع ذكر الرئيس الأسبق ابتسم الرجل بهدوء مكتفياً بالإشارة إلى أنه بخير على عكس الشائعات المتداولة عنه، ربما تخفف من أحماله هو الآخر مُكتفياً بجناحه العلاجي، أشار إلى أنه يتواصل معه ويطمئن كلاهما على صحة الآخر. لم يبد لنا الرجل وكأنه حزيناً من مغادرة السُلطة، أو حتى وكأنه غادرها يوماً، بل ربما كانت الكثير من الراحة تغمر ملامحه. مع نهاية القهوة الأولى ابتسم مستعداً لبدء الحوار. طلبنا منه إيقاف الموسيقى من أجل التسجيل وزيادة الإضاءة قليلاً، وكانت الكاميرا بدورها جاهزة لتسجيل ما اتفقنا أنه حديث طويل وافق على تحمّله. لا ينفي الاتفاق أو الاختلاف مع نظام مبارك أن فاروق حسني هو أنجح من تولى حقيبة الثقافة، ربما في النصف الأخير من القرن العشرين كله، حتى أن البعض يُقارن إنجازاته بما فعله الراحل ثروت عكاشة؛ ولكن السقوط المدوي لتلك الحقيبة الوزارية الهامة جعل البعض يقول ساخراً بأن فاروق وكأنه "غيّر المفاتيح وقفل ومشي"، كما تقول العبارة الشعبية، وكأن كل من خلفوه في المنصب لم يستطيع أحدهم أن يتوصل لتلك المفاتيح، كان التساؤل هو كيف فعلت كل هذا طوال 23 سنة في ظل نظام اعتبره الكثيرون كارهاً للثقافة؟! عادت الابتسامة إلى وجهه، وبدا كمُعلم يُلقن تلاميذه درساً، قال: إنه حينما تولى حقيبة الثقافة كان لابد له وأن يضع تصوراً دقيقاً عن عمله، بداية من التوقيت والأزمات المحيطة، وحتى الأهداف التي ينبغي تحقيقها وترتيب المهام "كان لابد وأن تكون هناك خطة وسياسة مُحددة للوزارة"، قالها مؤكداً، وأشار إلى أنه استلم مهامه بينما المجلس الأعلى للثقافة يعج بشخصيات من جهابذة الفكر منهم الأديب العالمي نجيب محفوظ، وسهير القلماوي، وبنت الشاطئ، بالإضافة إلى كم هائل من الأفذاذ كانوا موجودين في هذا الوقت، حسب قوله، وأضاف "وضعت سياسة ثقافية وخططا للبدء بها، وبعثت بها لزكي نجيب محمود، وأنيس منصور، ولويس عوض وغيرهم ليخبرونا عن موضع النقص وليقدوا لنا اقتراحاتهم لتحسين هذه الخطة، وكان هناك إجماع غريب أن تلك هي أول مرة يروا فيها أن هناك خطة ثقافة لها أهداف ولها أعمدة يمكن الإعتماد عليها، كانت هناك سياسة محددة".