بائعو السعف: أحد الشعانين موسم من العام للعام والرزق على الله    برلماني: انضمام مصر لصندوق تنمية الصادرات بأفريقيا يعزز جهود توطين الصناعة    انخفاض أسعار الأسماك 30% في بورسعيد.. بشرى سارة من الغرفة التجارية بعد المقاطعة    الرئيس السوري يؤكد ضرورة تعزيز التضامن العربي لتحقيق الاستقرار بالمنطقة    باحث بالشؤون الأمريكية: تأثير احتجاجات الحركة الطلابية لن يكون بالمستوى المتوقع    جانتس يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو حال منع وزراء فيها صفقة مع حماس    أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لتر من الماء يوميا    وزير خارجية الأردن: على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات فاعلة تفرض حل الدولتين    وزيرالدفاع الإسرائيلي: ملتزمون بالقضاء على «حماس» وتحرير الأسرى    نص أقوال محمد الشيبي خلال التحقيق معه في قضية حسين الشحات    تحقق أول توقعات عبير فؤاد لمباراة الزمالك ودريمز الغاني    إصابة 11 شخصا إثر حادث تصادم سيارتين في بني سويف    غدا.. الجنايات تستكمل محاكمة متهم بقتل آخر عمدًا بالحوامدية    تحذيرات عاجلة لهذه الفئات من طقس الساعات المقبلة.. تجنبوا الخروج من المنزل    فوز رواية قناع بلون السماء للكاتب الفلسطيني باسم خندقي بجائزة البوكر للرواية العربية    ثقافة الإسكندرية تقدم التجربة النوعية «كاسبر» على مسرح الأنفوشي    أمين الفتوى: 3 أمور تمنع الحصول على الورث (فيديو)    وزير الصحة يشهد فعاليات الاحتفال بمرور عامين على إطلاق «معًا لبر الأمان» للكشف المبكر وعلاج سرطان الكبد    «الصحة» تفتتح فعاليات ورشة عمل حول «وضع أطر مؤسسية لمشاركة القطاع الخاص في الرعاية الصحية»    أغنيتين عراقيتين.. تفاصيل أحدث ألبومات أصالة    بروتوكول بين إدارة البحوث بالقوات المسلحة و«التعليم العالي»    مذكرة لرئيس الوزراء لوقف «المهازل الدرامية» التي تحاك ضد المُعلمين    التشكيل الرسمي للمقاولون العرب وسموحة في مباراة الليلة    حزب الوفد: نرفض أي عدوان إسرائيلي على رفح الفلسطينية    أرخص 40 جنيها عن السوق.. صرف الرنجة على بطاقة التموين بسعر مخفض    التشكيل الرسمي ل مباراة نابولي ضد روما في الدوري الإيطالي    أغلى 5 فساتين ارتدتها فنانات على الشاشة.. إطلالة ياسمين عبد العزيز تخطت 125 ألف جنيه    وكيل «صحة الشرقية» يتفقد مستوى الخدمات المقدمة للمرضى بمستشفى أبوكبير    إنجاز جديد.. الجودو المصري يفرض سيطرته على أفريقيا    رضا حجازي: زيادة الإقبال على مدارس التعليم الفني بمجاميع أكبر من العام    نشرة في دقيقة | الرئيس السيسي يتوسط صورة تذكارية عقب افتتاحه مركز الحوسبة السحابية الحكومية    طريقتك مضايقاني.. رد صادم من ميار الببلاوي على تصريحات بسمة وهبة    الإعدام لعامل قتل شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة بواسطة كمبروسر هواء    وزير بريطاني يقدر 450 ألف ضحية روسية في صراع أوكرانيا    الرئيس العراقي خلال استقباله وزير الري: تحديات المياه تتشابه في مصر والعراق    حجازي: مشاركة أصحاب الأعمال والصناعة والبنوك أحد أسباب نجاح التعليم الفني    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل مرضى ومصابي الحرب من الأشقاء الفلسطنيين    مساعد وزير الصحة: انخفاض نسب اكتشاف الحالات المتأخرة بسرطان الكبد إلى 14%    رئيس هيئة الدواء يبحث سبل التعاون لتوفير برامج تدريبية في بريطانيا    تأجيل محاكمة المتهمين في عملية استبدال أحد أحراز قضية    بصلي بالفاتحة وقل هو الله أحد فهل تقبل صلاتي؟..الإفتاء ترد    «رجال الأعمال المصريين» تدشن شراكة جديدة مع الشركات الهندية في تكنولوجيا المعلومات    التنظيم والإدارة يعلن عن مسابقة لشغل 18886وظيفة معلم مساعد بوزارة التربية والتعليم    موعد مباريات اليوم الثالث بطولة إفريقيا للكرة الطائرة للسيدات    الليلة .. سامى مغاورى مع لميس الحديدى للحديث عن آخر أعماله الفنية فى رمضان    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    أجمل دعاء للوالدين بطول العمر والصحة والعافية    قرار جديد من القضاء بشأن 11 متهماً في واقعة "طالبة العريش" نيرة صلاح    جدول امتحانات التيرم الثاني 2024 لصفوف النقل والشهادة الإعدادية (القاهرة)    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    ضبط 4.5 طن فسيخ وملوحة مجهولة المصدر بالقليوبية    «فوبيا» تمنع نجيب محفوظ من استلام «نوبل»    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    غدًا.. تطوير أسطول النقل البحري وصناعة السفن على مائدة لجان الشيوخ    تقييم صلاح أمام وست هام من الصحف الإنجليزية    سعر الدولار الأحد 28 أبريل 2024 في البنوك    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    حسام البدري: أنا أفضل من موسيماني وفايلر.. وكيروش فشل مع مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زكريا عزمي قال عن علاقته بمبارك: واحد يركبني.. وأنا أركب البلد كلها واستخدم كلمة سوقية محل «يركبني»!
«شريف الشوباشي» يفجر مفاجآت وأسراراً عن الرئيس المخلوع وحاشيته
نشر في صوت الأمة يوم 24 - 07 - 2011

· صفوت الشريف أستاذ علم المباركولوجيا ومهندس المؤامرة الكبري علي عقل وضمير الأمة
· أقنع مبارك بتعيين مرسي عطاالله رئيسا للأهرام ليكون رسالة موجهة لرجالنا بأن مكافأة نهاية الخدمة ستكون بانتظارهم!
· فاورق حسني كان يتجسس علي المثقفين المعارضين للسادات في باريس لحساب الأجهزة الأمنية!
· رئيس الديوان الجمهوري في مهمة خاصة بدولة عربية لحساب الراقصة فيفي عبده!
· د.سمير سرحان تنبأ بالصعود الصاروخي لأنس الفقي لأن سوزان مبارك كانت تنظر له «بتدله»
· هل كان «عمر سليمان» مسئولاً عن رفع الكفاءة الجنسية لمبارك؟
· نصحه بتعاطي حقنه لاستعادة الشباب والحيوية ثمنها 30 ألف دولار.. كان يتعاطاها الشيخ زايد!
أعدها للنشر: سمير فراج ابن
الرئيس المخلوع حسني مبارك كان يتعاطي حقنة منشطة ثمنها ثلاثون ألف دولار.. وهي ذات الحقنة التي كان يتعاطاها الشيخ زايد آل نهيان! وزكريا عزمي رئيس ديوانه قال ذات يوم تعليقا علي علاقته بمبارك: «واحد يركبني وأنا أركب البلد كلها» وقد استخدم زكريا كلمة سوقية محل «يركبني»! وذات مرة كلفت الراقصة فيفي عبده رئيس الديوان بمهمة خاصة في دولة عربية وهي تجديد جواز السفر الخاص بزوجها! والأجهزة الأمنية أرسلت فاروق حسني إلي باريس في بداية السبعينيات لاختراق مجموعة المثقفين المصريين المعارضين لأنور السادات لارتمائه في أحضان أمريكا! وقد صرح الدكتور يحيي الجمل بأن فاروق حسني أخبره بأنه مكلف بمهمة أمنية في باريس.. وكان الجمل وقتها مستشارا ثقافيا بسفارة مصر بفرنسا! وجاء الاعتراف لأجل الا يحمل فاروق حسني أعباء في العمل والدكتور «سمير سرحان» رئيس الهيئة العامة للكتاب الاسبق تنبأ بصعود أنس الفقي الصاروخي لأنه بحسب كلامه لاحظ أن سوزان مبارك «كانت بتبص له «بتدله»! وبعدها بأيام قليلة صدر قرار بتعيينه وزيراً للشباب والرياضة! ويوم سئل الراحل أحمد بهاء الدين عن حسني مبارك قال: ينفع «باشكاتب» مش رئيس جمهورية!
هذا بعض ما ورد في أهم فصول كتاب «مستقبل مصر بعد الثورة» الصادر منذ أيام والفصل بعنوان «المباركولوجيا» والكتاب للكاتب الصحفي «شرف الشوباشي» الذي اقترب من حاشية الرئيس المخلوع حسني مبارك بحكم موقعة كمدير لمكتب الأهرام حيث أتاح له موقعه الصحفي في العاصمة الفرنسية التي كانت قبلة لزيارات مبارك المتكررة، أن يقترب من حاشية الرئيس ووزرائه ليري ويسمع ويرصد حكايات لها العجب!
يقول د.شريف الشوباشي في مطلع هذا الفصل الهام: أتاح لي وجودي في باريس وعملي كمدير لمكتب الأهرام في فرنسا أن أتابع عن قرب كل الطاقم المقرب والمحيط بحسني مبارك والذي كان يصاحبه في طائرته الخاصة خلال زياراته لفرنسا وقد وقفت أكثر من عشرين مرة بالجناح المخصص لكبار الزوار في مطار أورلي بجنوب باريس في صف الاستقبال الذي كان يضم أعضاء السفارة ورؤساء المكاتب.. وكان «مبارك» يصافح الواقفين في هذا الصف قبل أن يستقل سيارته وعادة ما كان ينزل بقصر ماريني المخصص لكبار الزوار والقريب من قصر الإليزيه وهو قصر الرئاسة الفرنسية.
وسمعت أن الرئيس المصري «المخلوع» كان يصاب أحيانا بنوبات عصبية يثور فيها علي مساعديه.. ولا أنسي اليوم الذي وقعت فيه أزمة في روسيا عام 1991 وكاد فيه أنصار النظام الشيوعي السابق أن يستعيدوا السيطرة علي زمام الحكم.
ويحكي شريف الشوباشي عن اليوم الذي دعاه فيه الدكتور مصطفي الفقي الذي كان سكرتير مبارك للمعلومات إلي العشاء بمنزله في الساحل الشمالي بعد انتهاء الأزمة مباشرة وقال لي يومها: «الراجل كان عصبي جدا» ويتخانق مع دبان وشه «يقصد مبارك طبعا»!
فقد كان مبارك يخشي أن تعود الشيوعية إلي روسيا وتعود المواجهة بينها ومن الولايات المتحدة، وكان يتمني أن تسود القوي المؤيدة لأمريكا في موسكو وفي كل مكان بالعالم!
ويؤكد المؤلف شريف الشوباشي: ليس هدفي من هذا الفصل «علم المباركولوجيا» أن أقوم بعملية تقييم مبارك وسياساته وانما أن أعطي ملامح عن شخصيته وبعض الروايات عن أقرب المقربين إليه وسأبدأ بأهم التعليقات التي سمعتها عنه مبكرا من رقم واحد من عظماء رجال الصحافة في مصر والعالم العربي كله.. له منزلته وقيمته ومكانته.
الكاتب الصحفي قائل هذه الجملة الخطيرة هو الاستاذ أحمد بهاء الدين الذي عرف مبارك عن قرب وكان له رأي قاطع فيه، ومازالت كلمات الاستاذ بهاء ترن في أذني عندما زارني بمكتبي بالأهرام في بارس عام 1986 وقال عن مبارك باللغة الإنجليزية «هو ليس الرجل المناسب»! ثم أضاف بالعربية! «ده ينفع باشكاتب.. لكن مش رئيس جمهورية»!
ويقول المؤلف: كان مبارك كثير التردد علي باريس كما ذكرت من قبل وكان المسئولون الفرنسيون يتململون من ذلك وقد ألمح لي أكثر من مسئول فرنسي بتبرمهم من كثرة الزيارات لكنه لم يكن من الممكن بطبيعة الحال رفض زيارة رئيس دولة كبيرة لمصر، فكان يستقبل بالحفاوة التي تستحقها مصر، وبالعودة الي مذكراتي وجدت أنني دونت حوارا خاصا جري في 14 يناير 2000 بيني وبين وزير خارجية فرنسا وقتها «هو بير فدرين» قال فيه مازحا إنه لا يستطيع أن يتناول الغداء مع مبارك في كل مرة يأتي فيها لباريس لأنه يحضر كثيرا جدا إلي هنا.
وأضاف أن هناك شخصين فقط كانا يجعلان الرئيس الفرنسي ميتران يقهقه من الضحك مع أنه شخصية تتميز بالجدية والصرامة وهما حسني مبارك وعديله روجيه هانان وهو ممثل مشهور جدا بفرنسا وأوضح أن مبارك كان خلال لقاءاته مع متيران يروي نكتا وقصصا مثيرة وطريفة معظمها حول الزعماء العرب وكان الكثير منها للسخرية من معمر القذافي! وكان فدرين من أقرب المقربين إلي الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا متيران ويحضر كل لقاءاته مع كبار الزوار الاجانب كما كان وزيرا للخارجية في حكومة جوسبان تحت رئاسة جاك شيراك.
يستطرد الشوباشي في حكاياته المثيرة في كتابه الشائق: ومنذ منتصف التسعينيات ظهر عمر سليمان كمرافق ملازم لمبارك في كل زياراته لباريس وذلك بعد تعيينه رئيسا للمخابرات العامة، وأنا شخصيا لا أرتاح أبدا للشخص الذي يتعامل بتعال مع من هم أقل منه ويبدي احتراما زائدا لمن هم أعلي منه شأنا.
وتذكرت ذلك عندما ضرب تعظيم سلام عسكري في نهاية تلاوته للقسم كنائب لرئيس الجمهورية أمام حسني مبارك في 29 يناير 2011 وكأنه ضابط صغير يؤدي التحية لضابط أعلي منه في الرتبة!
ومن أطرف ما أذكره أن عمر سليمان روي أمامي في منتصف التسعينيات وكنا بأحد فنادق باريس خلال زيارة لمبارك أن الشيخ زايد رئيس دولة الامارات آنذاك يتناول حقنة ثمنها 30 ألف دولار تعيد له الشباب والحيوية.. وكان هذا المبلغ في ذلك الوقت فلكيا ومازال مبلغا كبيرا حتي الآن لكنه من المؤكد أن سعر هذه الحقنة قد زاد كثيرا منذ أن حكي عنها عمر سليمان!
وأتصور أن هذه المعلومة كانت جديدة في هذا التاريخ ولم يكن يعلم بها أحد ولا شك عندي في أنه هو الذي نقلها إلي مبارك ونصحه بأن يتناول هذه الحقنة لانعاش جسده الذي بدأت تظهر عليه أعراض الوهن والشيخوخة، وعلي أية حال فمن الثابت أن مبارك كان يتناول حقنة منشطة من نوع خاص جدا في السنوات الأخيرة من حكمه!
يواصل شريف الشوباشي رواية قصصه وحكاياته التي تعطي بعض المفاتيح لفهم شخصية مبارك، وهي شخصية كما يقول شديدة التركيب والتعقيد وهذه المرة يسرد حكاية طريفة سمعها في باريس وهي تدل علي الجانب الخفي من رجال السلطة الذين يتحكمون في مصائر الشعوب في بلادنا العربية وقد رواها أمامه زكريا عزمي رئيس الديوان الرئاسي السابق خلال إحدي زيارات مبارك العديدة لفرنسا وبدوره يرويها كما سمعها ولك أيها القارئ الكريم أن تستخلص النتائج.
قال زكريا عزمي إنه أعلن بالصحافة في أحد الأيام عن قيام مبارك بزيارة لإحدي الدول العربية وفي نفس اليوم تلقي مكالمة من الراقصة الشهيرة فيفي عبده وقالت إن لديها طلبا شخصيا يتلخص في أن زوجها يحمل جنسية هذا البلد العربي الذي سيزوره مبارك وأن جواز سفره قد انتهي ولابد من تجديده!
وأضافت أن ما عليه إلا أن يعرض الأمر علي الشخصية المقابلة له في هذه الدولة أي رئيس الديوان الملكي واسمه كذاوهو سيقوم باللازم ورد عليها زكريا عزمي أن الرئيس لن يمكث في هذا البلد سوي بضع ساعات فقط وهي لن تكفي لتجديد «الباسبور»!
فأجابته الراقصة الشهيرة بثقة: بس اعطيه الباسبور وهو سوف يتصرف علي الفور!
ويضيف زكريا عزمي: إنه لم يكن مطمئنا لرد فعل المسئول الذي يعتبر قرينه في الدولة المضيفة! وبعد هبوط الطائرة وقف الجميع يستمعون للسلام الوطني وكان بجانبه الشخص الذي كلفته فيفي عبده بتسليمه جواز السفر الخاص بزوجها..! وأثناء عزف السلام الوطني مال زكريا عزمي علي الرجل وهو يقول في تردد أن فلانة لديها طلب وفور سماع اسم الراقصة الأشهر في مصر فيفي عبده انفرجت أسارير رئيس الديوان الملكي لتلك الدولة ومد يده لاستلام جواز السفر ثم نادي علي أحد معاونيه وسلمه الجواز بعد أن همس بتعليمات بشأن هذا الموضوع، وبعد ساعات قليلة انتهت مباحثات مبارك الرسمية وعاد الجميع إلي المطار استعدادا للعودة إلي القاهرة ففوجئ زكريا عزمي بالمسئول يسلمه الباسبور الجديد وهو يقول بحرارة: سلم لي علي الست فيفي!! وكان تعليق زكريا عزمي أنه شعر بأنه قام بدور «حامل الحقيبة»!
وفي حكاية أخري من حكايات الشوباشي ترددت كثيرا في ذكر بعض تعبيراته لكن في النهاية استقر رأيي علي ذكرها كما جاءت في سياق سرده لوقائعها.. وقبل ذكر مضمون هذا الكلام يؤكد الشوباشي: لقد تزايدت حظوة زكريا عزمي بطريقة ملحوظة من بدايات التسعينيات وسار هو المتحكم في كل ما يخص الرئيس ولا يجرؤ أحد أن يناقشه واستطاع أن يطيح بكل من ينافسه علي نيل ثقة مبارك من خلال الدسائس والمكائد!
وفي أحد الأيام قال لي أحد الأصدقاء المقربين لزكريا عزمي إن هذا الأخير قال له تعليقا علي علاقته بمبارك: «واحد يركبني.. وأنا أركب البلد كلها»!! وقد استخدم «عزمي» كلمة سوقية مكان «يركبني»..! لا استطيع أن أوردها هنا احتراما لك أيها القارئ الكريم.
كان هذا هو المنطق الذي يسير عليه زكريا عزمي إذا هو يتحمل أي شيء من مبارك ويتحلي بالصبر في كل المواقف وذلك في مقابل أن يظل في موقعه الذي كان يتحكم منه في الوزراء والكبراء.. فما بالنا بباقي خلق الله!
وقد أصبح هذا المنطق شائعا في عصر مبارك وخلاصته أنه يكفي الحصول علي ثقة الرأس الكبيرة في العمل وكل من عداه لا يساوي «نكلة» بل يمكن البطش به وإذلاله!
ويقول شريف الشرباشي عبر صفحات كتابه المثير: «وعندما سألت في باريس أحد كبارالعاملين بالرئاسة عن هذا السر الباتع لزكريا عزمي الذي لا يتمتع سوي بكفاءة محدودة لكنه مع ذلك يحظي بالثقة الكاملة وشبه العمياء لمبارك..! فتح محدثي كف يده اليمني قائلا: «هو فاهمه وحافظه زي كف إيده»!
وكان المحيطون بمبارك يتفنون في معرفة طبائعه وما يحب وما يكره وكأنهم يقومون برسالة دكتوراة في شخصية الرجل المتحكم في مصائرهم، ومن المؤكد أن كل الذين صمدوا وتعاملوا مع مبارك طوال فترة توليه الرئاسة وعلي رأسهم صفوت الشريف.. كانوا أشبه بالأطباء النفسيين فيدرسون شخصيته ويعرفون ما يسعده وما يغيظه.. وكأنهم أصبحوا متخصصين في علم استطيع أن اسميه «مباركولوجيا» مثل علم «الانثولوجيا» أي علم دراسة الأجناس.
مبارك يستمع إلي ثلاثة فقط في مصر..!
ويقول الشوباشي وفي أحد أيام السنوات الأولي من الألفية الثالثة سألت أحد المقربين للرئيس «المخلوع» عن أقرب المستشارين له.. وكنت أتصور أنه صفوت الشريف.. لكن محدثي ابتسم قائلا: «لا.. إطلاقا.. انه الآن يستمع إلي ثلاثة فقط في مصر كلها.. وهم: سوزان مبارك وجمال مبارك وعلاء مبارك»!
ومن حكاياته الطريفة في الكتاب يقول شريف الشوباشي: في لقاء بباريس مع الفنان عمر الشريف في منتصف التسعينيا ت فوجئت به يقول لي إن مبارك لا يحبه!
وعندما أبديت استغرابي روي لي هذه القصة:
كانت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر، التي لقبت بالمرأة الحديدية معجبة فيما يبدو في شبابها بالنجم المصري الأشهر عمر الشريف المعروف علي المستوي العالمي في السينما العالمية.. وعندما أصبحت تاتشر رئيسة الوزراء كانت تدعوه في مناسبات عديدة ولم استغرب ذلك لعلمي أن نسبة كبيرة من الفتيات الأمريكيات والأوروبيات في الستينيات والسبعينيات كن مولعات بعمر الشريف منذ فيلمه السينمائي الشهير «لورانس العرب» ثم بطولته لفيلم «الدكتور زيفاجو» ولم يكن مبارك يجب زيارة لندن وكان يفضل باريس التي لم يكف عن زيارتها بمعدل مرتين أو ثلاث في السنة، وفي إحدي زياراته النادرة للندن تلقي النجم السينمائي المصري العالمي عمر الشريف دعوة علي العشاء المقام علي شرف الرئيس المصري الذي لم يكن قد التقي به قبل ذلك.
وعندما اقترب عمر الشريف من مبارك صافحه هذا الاخير بتجاهل وكأنه لايعرفه، فارتفع صوت مارجريت تاتشر علي الفور موجهة كلامها لمبارك: سيادة الرئيس: ألا تعرف عمر الشريف؟ ألا تعرف أشهر مصري في العالم!
وامتقع وجه مبارك!واستمر في تجاهل عمر الشريف.. لأنه يعتبر أن أشهر مصري في العالم لا يمكن أن يكون إلا حسني مبارك وحده ودون غيره!
وعن الشخصيات التي كانت ترافق مبارك في معظم رحلاته لباريس.. يقول الشوباشي: أبرزها وزير إعلامه صفوت الشريف وأنا شخصيا أحمل هذا الرجل المسئولية الكبري في الحالة الي آلت إليها مصر خلال الثلاثين عاما الماضية وكان مبارك قد وضع عينه علي صفوت الشريف منذ اليوم الأول لتوليه الحكم وأدرك أن هذا الشخص هو القادر علي أن يوجه السياسة الاعلامية في الطريق المطلوب ويحدث بلبلة في عقل وضمير المجتمع تجعله مهيئا لتقبل كل شيء وللاذعان للسلطة الحاكمة واستمرارها في الحكم وحتي تورث الرئاسة للابن بعد الأب.
وكان صفوت الشريف هو مهندس المؤامرة الكبري التي استهدفت عقل الأمة وتشويه كل المثل والقيم الجميلة التي عاشت عليها مصر منذ القدم، وأطلق صفوت الشريف العنان لمن يتحدثون باسم الدين ويتميز معظمهم بطلاقة اللسان وحسن البيان وبحفظ الآيات القرآنية والاحاديث وبعض الروايات الدينية التي من الممكن أن تؤثر علي أبناء الشعب البسطاء خاصة أن الشعب المصري يتميز بإيمان فطري عميق، كان هناك مخطط لملء عقول الناس ليس بالفكر الديني السليم وانما بكل ما يحمل علي الاستكانة للاقدار والاستسلام للواقع أيا كان وبالتالي عدم معارضة الحاكم كما كان المخطط يهدف الي حشو العقول بالخرافات والخزعبلات والاوهام فصارت أهم محاور التفكير والحوار بين الناس هي عذاب القبر والثعبان الاقرع وارضاع الكبير، وحديث الذبابة لالهائهم عن القضايا والمشكلات الحقيقية التي كانت تعاني منها مصر.
وأصبح ارتداء الحجاب محور أحاديث الناس في كل مكان بدلا من الحديث عن كيفية خروج مصر من أزمتها الاقتصادية والثقافية والحضارية، أصبح الجدل بين مؤيدي الحجاب والنقاب أهم كثيرا من الجدل حول الحصول علي رغيف العيش واستأثر غطاء الرأس باهتمام الناس واستحوذ علي عقولهم حتي أصبح الدفاع عنه أهم من الدفاع عن أرض الوطن.
ويضيف الشوباشي: كان صفوت الشريف هو مهندس السياسة الاعلامية الهدامة ومن أكثر المتعمقين في علم المباركولوجيا، ويعرف مفاتيح شخصية مبارك وكيفية اقناعه بأي شيء والحجج التي من الممكن أن يستجيب بها وسوف أعطي مثالا حيا علي ذلك، فقد كان من أقرب المقربين إلي صفوت الشريف في الأهرام مرسي عطاالله الذي كان يرأس تحرير صحيفة الأهرام المسائي وقد قام الشريف بتقديمه لحسني مبارك في منتصف التسعيني ات كبديل لابراهيم نافع لكنه لم ينجح في ذلك وقتها.
وعندما قارب رئيس مجلس الادارة الاسبق صلاح الغمري بلوغ الخامسة والستين وهي السن القانونية للمعاش كان هناك اتجاه لتركه فترة أخري حيث إنه لم يكن قد انقضي سوي عامين علي توليه رئاسة المؤسسة، وكان عطالله هو الآخر علي وشك بلوغ هذه السن ولم يكن يتبقي له سوي ثمانية أشهر ليصبح في الخامسة والستين، فكان تعيينه ضد القانون وضد المنطق، فالقانون أن يتم التعيين قبل بلوغ الستين ثم من الجائز المد عاما بعد عام حتي الخامسة والستين لكن صفوت الشريف لمعرفته بأسلوب تفكير مبارك ساق الحجج التالية:
أولا: مرسي عطالله هو رجلنا ووقف معنا دائما ولم يمسك العصا من الوسط أبدا كما يفعل غيره وبالتالي فمن العدل أن نكافئه وهذا المنصب بمثابة تكريم له في نهاية حياته المهنية.
ثانيا: إن تعيينه يعتبر رسالة موجهة لكل رجالنا الذين يقفون معنا بأن المكافأة تنتظرهم مهما طال الزمن فيطمئنوا لنا ونضمن ولاءهم المستمر!
ويؤكد شريف الشوباشي في كتابه علي العداء المستحكم بين الشريف وحسني فيقول: كان صفوت الشريف وفاروق حسني من ألد الأعداء وكان كل منهما يكن للآخر كراهية عميقة لكن كلاهما يعلم أن الآخر مسنود من العائلة المالكة!!
وبالتالي فلابد من أن يعمل له ألف حساب ولا يقترب منه، فصفوت الشريف هو المنظر الأول لسياسة مبارك في حين أن الثاني فاروق حسني يحظي بحماية سوزان مبارك ونجح من خلالها في الحصول علي مباركة العائلة كلها بما في ذلك جمال وحتي علاء مبارك!
وكانت أجهزة الأمن قد أوفدت فاروق حسني إلي باريس في بداية السبعينيات لاختراق مجموعة معارضي أنور السادات حيث كانت هناك مجموعة كبيرة من المثقفين قد لجأوا إلي لندن وباريس وغيرها من العواصم الاوربية لاعتراضهم علي سياسة السادات الجديدة وارتمائه في أحضان أمريكا، وكان من أبرزهم في باريس الراحل محمود أمين العالم وطاهر عبدالحكيم وأديب ديمتري وشقيقي الراحل علي الشوباشي.
ولأن سن فاروق حسني كان صغيراً نسبيا فقد قامت أجهزة الأمن بتزوير تاريخ ميلاده وأضافت إليه عامين أو ثلاثة فأصبح يوم ميلاده في الوثائق الرسمية عام 1937 وهو ليس عام ميلاده الحقيقي، ولذلك فهو يبدو دائما أصغر من سنه.. وعندما رشح فاروق حسني نفسه لليونيسكو ندم علي أن أجهزة الأمن قد تلاعبت في تاريخ ميلاده وكان يتمني أن يصرح بعمره الحقيقي لأن كبر سنه كان مثار انتقاد وكان نقطة ضعف اضافية في حملته الانتخابية لكن هذا السر ظل في طي الكتمان حيث لم يكن من الممكن البوح به.
ويقول الشوباشي وبصراحة لم أكن أدرك اطلاقا الدور الذي كان يقوم به فاروق حسني في باريس في السبعينيات وقد تكشف لي شيئا فشيئا إلي أن أدركت منذ فترة قصيرة وخاصة بعد ترشيحه لمنصب مدير عام منظمة اليونيسكو المهمة السرية التي كان يضطلع بها ولماذا كان لا يخشي الاتصال بالمعارضة في حين أن كل طاقم السفارة المصرية آنذاك بما فيهم السفير كان يعتبرهم كالوباء الذي لايجوز الاقتراب منه! وعلمت من الكاتبين المصريين عادل رفعت وبهجت النادي اللذين يقيمان في فرنسا منذ الستينيات من القرن الماضي أن بعض الدارسين في باريس في فترة السبعينيات بعثوا برسائل إلي الصحافة الفرنسية وقت الحملة الانتخابية لليونيسكو يكشفون فيها دور فاروق حسني ويشهدون بأنه كان يقوم بالتجسس عليهم!
وكان أول من فضح أمر فاروق حسني هو الدكتور يحيي الجمل الذي كان يعمل مستشارا ثقافيا بباريس في أول السبعينيات وكان بهذه الصفة الرئيس المباشر لفاروق حسني في تلك الفترة!
وقد صرح الجمل بأن فاروق حسني أخبره صراحة وبكل وضوح أنه مكلف بمهمة خاصة من قبل أجهزة الأمن وبالتالي فلا ينبغي أن يحمله الجمل بأعباء كبيرة في العمل!
وقد كتب الجمل منذ بضع سنوات كتابا روي فيه هذه القصة بالتفصيل وما علمته هو أن الرجل تعرض آنذاك لضغوط رهيبة من أجل التراجع عما جاء بالكتاب، وفي حلقة من برنامج علي نار هادئة للإعلامي الراحل محمود فوزي سأل هذا الأخير فاروق حسني عن مهمته في باريس لصالح أجهزةالأمن فصاح فيه فاروق حسني بلهجة آمرة: «الموضوع ده.. مايتفتحش أبدا»!
ويقول شريف الشوباشي أيضا: كان شقيقي «علي» رحمه الله.. يحب فاروق حسني ويقول لي إن كل أعضاء السفارة المصرية في باريس يخشون لقاءه وأنه لو قابله أحدهم علي أحد الأرصفة فإنه يسرع بالانتقال للرصيف الآخر!
أما فارق حسني فهو جدع وشجاع علي حد قول شقيقي آنذاك.. فهو يتصل به ويزوره في المنزل ويردد دائما: أنا فنان ما تهمنيش الوظيفة! ولم ينتبه شقيقي الراحل علي الشوباشي إلي أن سر شجاعة فاروق حسني وتجرئه علي الاتصال به وبباقي أعضاء المعارضة هو أنه يقوم بمهمة خاصة وأن اتصاله بهم هو بتكليف من الأجهزة الأمنية وليس بمبادرة شخصية منه.
ويشرح شريف الشوباشي بالتفاصيل: كانت المرة الأولي الي التقي فيها بفاروق حسني في منزل شقيقي علي الشوباشي عام 1974 علي ما أذكر وأعرف أنني أعجبت بموقفه الشجاع دون أن يخطر علي بالي الخلفية الحقيقية لهذه الشجاعة، وكنت أحيي شقيقي علي موقفه وكنت أكن مشاعر إيجابية جدا لفاروق حسني لأن هذا الأخير كان حلو المعشر وكان يظهر لنا الجانب الخير من شخصيته ويخفي الجانب الظلامي فكان أشبه بالدكتور جيكيل ومستر هايد، وهي الشخصية المزدوجة الشهيرة.. في رواية روبرت لويس ستيفنسون الصادرة عام 1886م .
وبرغم أنني عملت في وزارة الثقافة لمدة أربعة أعوام وسوف أروي ظروف قبولي لهذا المنصب، إلا أنني كنت بعيدا تماما عن مطبخ الوزارة والقطاعات الحساسة بها حيث كانت مسئوليتي محصورة في العلاقات الثقافية مع العالم الخارجي وكانت اتصالاتي مع السفراء الاجانب وكنت أنا وكيل أول الوزارة الوحيد الذي لا يتحكم في ميزانيته حيث كان الذي يقرر الميزانية ويوقع الشيكات أحد المديرين الاداريين بالديوان العام للوزارة.
ولعل أخطر ما لمسته هو أن ثلاثة من أهم المتحكمين في الوزارة كانوا يعملون في مصر أبعد ما تكون عن الثقافة قبل أن ينعم عليهم فاروق حسني بالمناصب والامتيازات!
كان أحدهم في الأصل «نقاش»..!
والثاني .. «نجار»! والثالث.. «سائق سابق»!!
وهذه بالتأكيد مهن شريفة لا غبار عليها لكن أن يتحول من يحترفها فجأة ودون مقدمات ولا مؤهلات إلي أحد المتحكمين في وزارة الثقافة المصرية فهذه كانت كارثة وأحمد الله أنه لم تكن لي أية اتصالات بالثلاثة!
وكل من عمل بوزارة الثقافة يعلم هذه الحقيقة وسوف أكتفي هنا بالافصاح عن هوية واحد من الثلاثة حيث كان متزوجا من بنت شقيقة الوزير.. وكان يعمل سائقا للدكتور عبدالأحد جمال الدين في باريس!
ويؤكد شريف الشوباشي: أعلم أن بعض المزايدين الذين يحترفون توجيه الاتهامات وهم جالسون في مقاعدهم قد يتطوعون بالسؤال الآتي: ولماذا سكت عن هذا؟
واجابتي: لقد كنت أؤدي عملي ولم يكن لي أي احتكاك بأي من هؤلاء الثلاثة ولم يحدث أن تدخل أحد في عملي من قريب أو بعيد كما أنني لم أكن شاهدا علي أي عملية فساد، وان كنت قد سمعت كثيرا عن الفساد في الوزارة،وعندما تم إلقاء القبض علي أيمن عبدالمنعم الذي كان الذراع اليمني لفاروق حسني كتبت مقالا بعنوان «الفساد والثقافة» وسلمته كالعادة للمطبعة بالأهرام لكني فوجئت بعدم نشره في اليوم المخصص لي، ولما ذهبت إلي مكتب رئيس التحرير للاعتراض علي منع المقال بادرني أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام السابق قائلا قبل أن أفتح فمي بكلمة:
تصدق لو قلت لك إن هو شخصيا كلمني في الموضوع ده!
فهمت علي الفور أن صيغة المجهول بالنسبة لي تعني ولي النعم أي حسني مبارك وقال لي «اللي عنده كلمة كويسة عن فاروق يقولها واللي ما عندوش يسكت أحسن، وقد فاجأني أن يتدخل رئيس الجمهورية في أمر ليس من الشئون السياسية الهامة ويحمي وزيرا من أي نقد أو حتي تساؤلات بعد أن سقط أقرب المقربين إليه بين يدي العدالة بتهمة الرشوة والفساد.
وفي مقالي الذي منع من النشر كشفت عن بعض الحقائق الخاصة بأكاديمية روما التي كانت من الناحية النظرية تابعة للعلاقات الثقافية التي كنت أرأسها وقد تبينت بعد تعييني بفترة أن مكتب الوزير هو الذي يتخذ جميع القرارات المتعلقة بالاكاديمية فذهبت إلي فاروق حسني كما كتبت بالمقال الذي لم ينشر وقلت له حرفيا: أرجو نقل الاكاديمية من العلاقات الثقافية إلي مكتب الوزير «لأني ما أتعودتش أكون طرطور»!
لحظتها هز فارق حسني رأسه ولم يجب لكنه صدر بعدها بأيام قليلة قرار بنقل أكاديمية روما لمكتب الوزير، وأنا مقتنع بأن هذه الأكاديمية منغلقة علي أسرار كثيرة لا يعرفها إلا الخاصة من المقربين من فاروق حسني!
كما رويت بالمقال أن فاروق حسني عرض علي بعد أن تركت الوزارة أن أكون مستشارا له بمرتب مغري، واتصلت بي الشئون القانونية بالوزارة عدة مرات لتوقيع العقد.. لكني رفضت ذلك لأنه اتضح لي أن هذا المنصب هو منصب وهمي وكل مميزاته هو أن أتقاضي راتبا شهريا ومكافآت وحوافز دون أن أقوم بأي عمل مقابل ذلك.
وقصة ترشيح فاروق حسني لمنصب مدير عام اليونيسكو جديرة بأن تدرس من أجل معرفة كيفية إدارة حملة فاشلة من البداية حتي النهاية فمنذ اللحظة التي أعلنت فيها مصر عن اسم مرشحها لم تبد الدول العربية ولا الاجنبية أي حماس لهذا الاختيار! لكن هناك دولة اعترضت صراحة بعد الاعلان الرسمي عن الترشيح بفترة قصيرة وهي الولايات المتحدة فقد طلبت سفيرة أمريكا في مصر مارجريت سكوبي، موعدا عاجلا مع أحمد أبوالغيط وزير الخارجية آنذاك وتم تحديد الموعد في اليوم نفسه!
وبادرته السفيرة قائلة إن بلادها متحفظة علي هذا الترشيح لكن دون أن تبدي الاسباب ثم أضافت بأسلوب مباشر أنهم لن يكتفوا فقط بالاعتراض، وانما سيبذلون الجهود من أجل اقناع باقي الدول برفض فاروق حسني!
وقد ركب أبوالغيط أعلي خيله وتحمس لمرشح رئيسه وقال لها: إن أمريكا لاتريد مصريا أو مسلما علي رأس إحدي المنظمات الدولية الكبري فأجابته السفيرة الامريكية في مصر: بأن هذا غير صحيح والدليل علي ذلك أنه لو تقدمت مصر بمرشح آخر فهي تتعهد بأن بلادها ستسانده! لكن حسني مبارك أصر علي فاروق حسني!!؟
فاروق حسني غير أمين وكل همه ارضاء مبارك!
ويضيف شريف الشوباشي.. ولهذه القصة خاتمة في غاية الطرافة تكشف عن جانب آخر من شخصية مبارك فبعد أن فازت البلغارية إيرينا بوكافا بمنصب مدير عام اليونسكو قامت بزيارة سريعة للقاهرة من أجل اظهار حسن نواياها تجاه بلد المرشح الذي كان يتنافس معها علي منصب المدير العام، وكانت أول جملة قالها حسني مبارك لدي استقبالها أنه نصح فاروق حسني بألا يترشح وأكد لايرينا بوكوفا أنه قال لفاروق حسني إنه لن ينجح في هذه الانتخابات ثم أضاف: «لكنه أصر علي ذلك».. وهذا الكلام سجل في محضر اللقاء ويمكن الرجوع إليه.
ويقول أيضا المؤلف: وقد كشف لي سفير فلسطين في اليونيسكو إلياس صنبر وهو مثقف عربي معروف عن سر اعتراض الولايات المتحدة علي ترشيح فاروق حسني حيث قال لي: إن المندوب الامريكي لدي اليونيسكو اجتمع به في بداية الحملة الانتخابية وقال إن بلاده تتحمل 60% من ميزانية اليونيسكو وأن لديهم معلومات من مصادرهم بأن فاروق حسني ليس الشخص الذي يمكن أن يؤتمن علي مثل هذه الميزانية الضخمة! والسفير إلياس صنبر رجل يحظي باحترام كبير ومازال في منصبه حتي كتابة هذه السطور.
والطريف كما يؤكد الشوباشي: أن فاروق حسني كان مقتنعا بأنه خبير في السياسة مع أن معلوماته كانت متواضعة للغاية في هذا المجال.. وكانت تتلخص في كيفية ارضاء الحاكم والبقاء في الكرسي لأطول فترة ممكنة مثله مثل غالبية المحيطين بمبارك.. ولا أنسي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.