أثارت تصريحات وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى فى حواره مع جريدة الشرق الأوسط دهشة عدد من المثقفين المصريين، بدءا من العنوان الرئيسى للحوار الذى جاء يقول على لسان حسنى: «كنت ضد توريث جمال مبارك ولو أصبح رئيسا لعاشت مصر أسوأ عهودها». بالإضافة إلى عدد من العناوين الفرعية من قبيل: «سوزان مبارك شخصية نرجسية ولم ألعب دور الاستايلست لاختيار أزيائها». وبينما رفض البعض التعليق على الحوار، من منطلق أنهم لم يكونوا من المقربين لحسنى، وبالتالى لا يستطيعون معرفة الطريقة الحقيقية التى كان يفكر بها، ومن منطلق أيضا أن الرجل بات خارج السلطة، مما لا يجعل للتعليق أهمية، وأن «الضرب فى الميت حرام»، استجاب البعض الآخر للحديث مستفزا من تلك التصريحات. فعلى سبيل المثال، يرى الأديب محمود الوردانى، الذى عرف عنه مهاجمته لفاروق حسنى عندما كان فى منصبه، يرى أن مشكلة وزارة الثقافة أيام تولى فاروق حسنى لم تكن مختزلة فى كونه كان قابلا أو رافضا لفكرة التوريث، ولا كانت أيضا تتلخص فى أنه كان «استايلست» لسوزان مبارك، ولكن المشكلة الأكبر بحسب الوردانى، أن: «الثقافة المصرية تدهورت كثيرا فى عهده، وكان هذا جزءا أصيلا من تدهور كل شىء فى مصر»، يضيف الوردانى: «فاروق حسنى قبل أن يكون وزيرا ل23 سنة، فى وزارة تضامنية مسئولة عن كل ما حدث، ليس فقط فى الثقافة، ولكن فى كل مظاهر التراجع التى حدثت فى عهد الرئيس السابق، ولا يصح أن يقول هذا الكلام». والموضوع من وجهة نظر صاحب «الحفل الصباحى» ليس بسيطا لكى يتم الوقوف فقط عند هذه التفصيلة أو تلك، واندهش من تصريحات الوزير الأسبق، ووصفها بأنها: «لا تليق بشخص له ذكاء فاروق حسنى»، مضيفا أنه يجب عليه الصمت: «وكفاية ما فعلوه بالبلد ليس فقط، وما أوصلوه لها من بذاءة، فمصر كانت تحكمها عصابة من المسجلين الخطر، وفاروق حسنى واحد منهم، وأقول له كفاية ما فعلتموه». وأكد الوردانى أنه كان دائما يهاجم حسنى وهو فى منصبه، وأردف أنه مستاء من اضطراره الهجوم عليه وهو خارج المنصب، ولكن هذه التصريحات مستفزة للغاية. الشاعر الكبير عبدالمنعم رمضان، يرى أن فاروق حسنى يحاول: «استخدام ذكائه كما كان يستخدمه دائما، فى أمر لا يصلح فيه هذا الذكاء، أراد أن ينجو من تهمة تبعيته للهانم بإثبات تبعيته للديكتاتور، وإذا كانت الهانم نرجسية وتبعيته لها عار، فالدكتاتور غبى وتبعيته أكثر عارا»، وأضاف رمضان: «ربما أراد أن ينفى شيئا تردد عند البعض، كما تردد فى رواية جمال الغيطانى التى تروى عن الوزير الذى يعمل لدى السيدة، وقد يقول البعض إنها رواية هجائية، ولكن الراجح أن وزارة الثقافة كلها بمجلسها الأعلى بوزيرها بمكتبة الإسكندرية بمهرجان القراءة للجميع، كلها مشاريع تركها الدكتاتور للهانم كى تتسلى بها، ولا يمكن أن ننفى تلك العلاقة، أو أن أمين عام المجلس الأعلى للثقافة الأسبق كان يكتب خطب الهانم فى مجلس المرأة، وهذا دليل على أن أقوال حسنى الذكية هى مجرد أقوال غبية». الأمر اللافت الذى تحدث عنه رمضان هو أن: «استمرار حسنى الطويل فى الوزارة، 23 سنة، على الأرجح ليس سببه شراء ملابس الهانم، وأتصور أن شراء الملابس، التهمة التى اتهم بها، هى مجرد برافان لإخفاء التهمة الأعظم، والتى تتردد أيضا على الألسنة، وهى اللعب فى الآثار لحساب الهانم والعاملين بالمؤسسة، وهكذا تجد أن الملابس تخفى الآثار». ولم ينس عبدالمنعم رمضان إحدى أهم النقاط التى تخص فاروق حسن، وهو أنه كان يعمل بالأمن، وحكى قصة حدثت بين فاروق حسنى ويحيى الجمل نائب رئيس الوزراء الحالى، وهى عندما ذهب الجمل مستشارا ثقافيا بباريس وطلب الموظف الصغير وقتها فاروق حسنى مقابلة يحيى الجمل، وقال له إن الطلبة المصريين بباريس «يقعون ضمن مسئوليتى بتكليف من الأمن المصرى»، فرد عليه الجمل بأنهم ضمن مسئوليته هو وليس حسنى. يضيف رمضان أن هذه الواقعة حكاها يحيى الجمل عندما نشر سيرته الذاتية ضمن سلسلة كتاب الهلال، مشيرا إلى حسنى ب«ف.ح»، ولم يلتفت إليها القائمون على السلسلة وقتها، ثم أدركوا الخطأ الذى وقعوا فيه فأقاموا صالون المصور، واستضافوا فيه حسنى والجمل، فمكث الثانى دقائق قال فيها كلاما معسولا عن الأول، ثم أصر حسنى أن يتطرق لهذه النقطة وقال: «نعم كنت أقوم بهذا العمل لحماية الطلبة المصريين من الموساد»، فأى وزير هذا؟، يتساءل رمضان معلقا على الواقعة، ويضيف: أمنجى صغير أصبح وزيرا للثقافة، فلماذا لا يحمل حقيبة ملابس الهانم ويلعب فى آثار مصر؟