استغاث أهالي منطقة كومباوند "الكرنك" بالهرم، من انتشار تجارة المخدرات والتعاطي والجنس والسرقات، داخل منطقتهم، بعد أن تمكن "بلطجية"، من هدم جميع حوائط الكومباوند، واحتلال أطرافه للقيام بكافة الممارسات غير الأخلاقية، حتى تحول إلى "باطنية جديدة"، حسب وصفهم، مطالبين الحكومة بالتدخل ومنحهم التصاريح اللازمة لإغلاقه، وتطهيره من هؤلاء البلطجية. في البداية قال المهندس "نبيل عباس" أحد سكان الكومباوند أن حدود كومباوند "الكرنك" المطل على شوارع، خاتم المرسلين، منطقة الزهور، شارع الجلاء، أطلق عليها تجار المخدرات "الباطنية الجديدة"، فيما بينهم للتعارف، محتلين حدود هذا الكومباوند والذي كان مغلقًا من جميع الجهات إلا الجهة الرئيسية المطلة على شارع الهرم الرئيسي، كاسرين لجميع القوانين وهدموا جميع حوائط الكومباوند، واحتلوا أطرافه، حيث يقومون بحوادث، سرقات، مخدرات، دعارة. وأضافت نهى من سكان الكومباوند أن السبب الرئيسي لدخول هؤلاء البلطجية هو أن الكومباوند أصبح مفتوحًا لا حدود له مما أتاح لهم الفرصة بالتردد على المكان دخولا وخروجًا دون محاسبة من أدنى شخص وارتكاب ما شاء لهم من جرائم عديدة كالسرقة وتعاطي المخدرات بل ووصل الأمر إلى الاتجار بها ولا أدنى مشكلة في وجود فتيات أثناء التعاطي. والأمر ذاته أكده "إبراهيم صابر" أحد سكان الكومباوند، قائلًا إن ذعر الناس من هؤلاء المجرمين هو السبب الرئيسي في التأخر عن أخذ أي موقف إيجابي لحماية أنفسهم. وذكر إبراهيم أن طلبهم الوحيد هو مساندة الحكومة والجهات المختصة لهم بإجراء كل التصريحات لغلق هذا الكومباوند كما كان في السابق، مشيرين إلى أنهم سيتكفلون بأي تكاليف تخص هذا الأمر أي بالجهود الذاتية. وشكا "صلاح محمد" أحد سكان الكومباوند من مدى الإزعاج والرعب الذي يحدثه لهم هؤلاء البلطجية، مشيرًا إلى أنه من سكان دور أرضي من العمارات، ونافذته تطل عليهم مباشرة مما يصدر له جميع الأصوات والانتهاكات البذيئة من شتى الألوان. وناشدت "علا" إحدى سكان الكومباوند جميع المسئولين ضرورة التدخل وبسرعة قصوى، فلا مطلب لهم غير المساندة من الحكومة لتقفيل الكومباوند كسابق عهده، مشيرًا إلى أنه ابتلي بهذه النكسة منذ ثورة يناير، وما صاحبها من انفلات أمني. وأضاف "مايكل" من سكان المنطقة، أن المنطقة أصبحت مفتوحة بشكل لا يصدق، يأتي إليها جميع المشتبه بهم من الخارج، بعد عمليات السطو على الكومباوند منذ اندلاع الثورة، راجيًا الجميع بضرورة التدخل السريع لكي يعود الكومباوند كسابق عهده. وأكد "رشدي"، من سكان المنطقة، سيتولون جميع تكاليف الإغلاق لعودة الكومباوند كما كان، ولا مطلب لهم سوى التصاريح التي تسمح لهم بالغلق، مشيرًا إلى أنهم بالفعل تعرضوا لجميع أنواع التهديد من البلطجية وأصحاب النفوذ. وقال الدكتور "عبد الرحمن" مدير وحدة الإدمان بمستشفى العباسية: إن من طبيعة مرض الإدمان أنه مرض اندفاعي، يتسم بوجود رغبة ملحة لتعاطي مادة مخدرة أي لا يسيطر على ذاته وقتها، فكل تفكيره يتمثل بجلب هذه المادة بشتى الطرق سواء عن طريق الضرب، السرقة، التكسير، ولا ضرر إن وصل به الأمر للقتل لجلب الأموال للتعاطي. وأشار إلى أن الترامادول والهيروين، يسبب ضعف الذاكرة ويؤثر على مراكز معينة بالمخ، أي يؤثر على جميع الوظائف المعرفية بالمخ، فلا عاقبة للأمور لديه، ولا مانع لديه من أن يمارس الجنس أو يفعل ما يحلو له دون أدنى مسئولية أو إحساس. ومضيفا أن 56.7% من مرتكبي الجرائم جميعهم يتعاطون المخدرات قبل الجرائم بساعات وهذا ما يفسر السبب الرئيسي أيضًا لحوادث الطرق والتي مثلت 16 ألفًا سنويًا.