أكد محللون سياسيون وخبراء الشئون الدولية، أن انتشار الإرهاب في ألمانيا في الآونة الأخيرة يعود إلى السياسات الألمانية التي تقبل عودة العناصر الألمانية المتطرفة التي سافرت إلى العراقوسوريا وتلقت تدريبات مسلحة هناك ولها اتصالات بعناصر وتنظيمات متطرفة، مما أدى لتفشي الفكر المتشدد بين أفراد صغار السن وبلا سجل إجرامي. وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية: إن سلسلة العمليات الإرهابية التي تعرضت لها الدولة الألمانية، تأتي نتيجة طبيعية لجملة السياسات الألمانية. وأضاف "فهمي"، أن العمليات الإرهابية الأخيرة رسالة مباشرة من تنظيم "داعش" الإرهابي إلى ألمانيا، لتوقف حربها واختراقها للتنظيم، خاصة وأن ألمانيا هي قائدة الاتحاد الأوروبي، والمعبرة عن سياساته المحاربة للتنظيم الإرهابي. وأكد أن استهداف "داعش" لألمانيا يهدف لضرب الاستقرار في الداخل الألماني، منوهًا إلى أن ألمانيا تعتبر ترمومتر الاستقرار في أوروبا. وتابع:"ألمانيا من أكثر الدول الأوروبية التي قدمت تسهيلات لقدوم اللاجئين، وكان من تبعات ذلك دخول عناصر إرهابية من داعش ومن تنظيمات المقاومة المسلحة مع اللاجئين وقيامهم بأعمال عنف". وقال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بالمعهد القومي للبحوث: إن انتشار العمليات الإرهابية في الدول الأوروبية بما فيها ألمانيا سببها عودة المتطرفين الأجانب من العراقوسوريا إلى بلادهم الأصلية، منوهًا إلى أن أعدادا كبيرة من المواطنين الأوروبيين اعتنقوا الفكر المتطرف وسافروا للعراق وسوريا. وأضاف "سلامة" أن العائدون من العراقوسوريا أخذوا يستقطبون آخرين للفكر المتطرف، فهم وإن كانوا يحملون الجنسيات الأوروبية إلا أنهم يحملون أفكارا متطرفة، وأصبحت معظم العمليات الإرهابية يقوم بها شباب بلا أي سجل إجرامي مما يؤكد اعتناقهم الأفكار المتطرفة حديثا، وتابع: "العمليات الإرهابية محاولة لإثبات الذات والوجود من قبل عناصر تعتنق الفكر المتطرف وليس بالضرورة أن يكونوا منضمين للتنظيمات الإرهابية بشكل رسمي" وأكد على أهمية تضافر الجهود الدولية لمواجهة ظاهرة انتشار الإرهاب الذي أصبح يهدد العالم كله. فيما قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسة بجامعة القاهرة: إن المتطرفين الألمان العائدون من سورياوالعراق إلى بلادهم هم السبب الرئيسي وراء انتشار موجات الإرهاب داخل ألمانيا. وأضافت "الشيخ" في تصريح خاص ل "البوابة نيوز"، أن ألمانيا هي ثاني أكبر دولة أوروبية بعد فرنسا صدرت عناصر إرهابية إلى سورياوالعراق، مشيرة إلى أن هذه العناصر عادت مرة أخرى إلى بلادها ولكن بتدريب واتصالات ورؤى جهادية تهدد أمن البلاد. وتابعت أن "ألمانيا تعد أكبر حاضنة للعناصر المتطرفة ونقطة تمركز أساسية للإخوان المسلمين، مناطق بالكامل يسيطر عليها الإسلام الراديكالي والسلطات الألمانية تعطيهم حرية كاملة". واختتمت تصريحاتها قائلة: "الآن تجني ميركل ثمار سياساتها الرخوة تجاه الإرهاب والجماعات الإسلامية المتطرفة سواء داخل ألمانيا أو خارجها".