قالت الشرطة الأمريكية يوم الاثنين إن الضابط الأسود السابق بمشاة البحرية الأمريكية الذي قتل بالرصاص ثلاثة من ضباط الشرطة في عاصمة لويزيانا استهدفهم بشكل خاص في الوقت الذي تئن فيه الولاياتالمتحدة تحت وطأة أحدث عنف دموي يشمل الشرطة ومواطنين سود. وذكر حاكم الولاية أن ضابطا آخر كان قد أصيب في إطلاق النار يوم الأحد في بيتون روج يصارع الموت. وكانت المدينة مسرحا لاحتجاجات متكررة ضد عنف الشرطة في أعقاب إطلاق ضباط شرطة النار في الخامس من يوليو تموز على ألتون ستيرلنج - وهو رجل أسود - خارج متجر فأردوه قتيلا. وجرى تعريف مسلح بيتون روج بأنه جافين لونج ويبلغ من العمر 29 عاما وهو من مدينة كانساس سيتي بولاية ميزوري وخدم في مشاة البحرية لخمس سنوات بما في ذلك إرساله عام 2008 ضمن القوات المشاركة في حرب العراق. وقتل الرجل الطويل الذي كان يتشح بالسواد ومسلحا ببندقية صباح يوم الأحد في معركة بالأسلحة النارية مع الشرطة. ويزداد التوتر العرقي في الولاياتالمتحدة بشكل خاص منذ قتل جندي احتياط أسود سابق بالجيش الأمريكي خمسة من شرطة دالاس كانوا يقومون بدورية خلال احتجاج بشأن إطلاق الشرطة النار على ستيرلنج ورجل أسود آخر في مينيسوتا. وقال حاكم لويزيانا بيل إدواردز لتلفزيون (إم.إس.إن.بي.سي) يوم الاثنين "الوضع هنا صعب للغاية.. هجوم على نسيج المجتمع." وقال المتحدث باسم شرطة لويزيانا اللفتنانت جيه.بي سلاتون لصحيفة نيويورك تايمز يوم الاثنين إن تحقيقا برلمانيا يظهر أن مسلح بيتون روج "نصب بشكل قاطع كمينا لهؤلاء الضباط." وأضاف "لا نزال نحاول استجلاء دوافعه وسيكون ذلك جزءا من تحقيقنا. لكننا نعتقد أنه كان يستهدف هؤلاء الضباط." وشملت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي مرتبطة بشخص يدعى جافين لونج وبعنوان بكانساس سيتي والتي طوقتها الشرطة تسجيلا مصورا نشر على يوتيوب في العاشر من يوليو يقول فيه إنه سئم من سوء معاملة السود وأشار إلى أن العنف والضغط المالي وحدهما سيؤديان إلى التغيير. وجرى تعريف الضباط المقتولين بأنهم مونتريل جاكسون (32 عاما) و ماثيو جيرالد (41 عاما) وبراد جارافولا. وقال إدواردز إن أحد الضباط المصابين يصارع الموت في حين خضع الثاني لجراحة واحتاج لجراحة أخرى في رقبته. وخرج ضابط ثالث كان قد أصيب بجرح في رقبته من المستشفى يوم الأحد. وفي تصريحات معدة للإدلاء بها خلال مؤتمر لمسؤولي إنفاذ القانون من السود في واشنطن قالت وزيرة العدل الأمريكية لوريتا لينش إن ضباطا من مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالات اتحادية أخرى موجودون في بيتون روج لمساعدة السلطات المحلية. وأضافت "نحن في وزارة العدل عازمون على فعل كل شيء من شأنه معالجة الانقسامات ورأب الصدع واستعادة الثقة وضمان أن كل أمريكي يشعر بالاحترام والدعم والأمان." ولعاصمة لويزيانا تاريخ طويل من انعدام الثقة بين المواطنين السود وسلطات إنفاذ القانون. وزاد مقتل سترلينج من توتر الأوضاع فيها. ويعتبر كثيرون في بيتون روج الشرطة مفرطة في استخدامها للقوة وليست ممثلة لمدينة أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 230 ألفا من السود. ونقلت لينش - وهي من السود - تصريحات لجاكسون وهو ضابط أسود قتل في بيتون روج بأنه تعرض "لنظرات كريهة وتنطوي على الكراهية" خلال وجوده في الخدمة وشعر بأن بعض الأشخاص اعتبروه تهديدا عندما خرج من الخدمة. ونقلت عنه قوله "رجاء لا تتركوا الكراهية تصيب قلوبكم." وقالت لينش إنه "إذا كان لنا حقا أن نقدر خدمته (في الجيش) ونحزن على فقده - وفقد أصدقائه وزملائه وكثيرين جدا آخرين رحلوا عنا - فإنه يتعين علينا ألا ندع الكراهية تصيب قلوبنا."