أكدت الدكتورة هالة أبو علي الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة أهمية تناول قضية العنف ضد الأطفال خاصة العنف الأسري وفتح باب الحوار بشأنها وبحث سبل جديدة حول التربية الإيجابية السليمة الخالية من العنف. جاء ذلك خلال حلقة نقاشية حول "تجارب ناجحة في مجال التربية الإيجابية للأطفال كوسيلة للحد من العنف" عقدتها اليوم منظمة اليونيسف بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة بهدف تبادل الخبرات في مجال الحد من العنف الأسري واستبداله بمبادئ التربية الإيجابية من أجل حياة بدنية ونفسية سليمة للطفل. وقالت الأمين العام للمجلس في تصريحات صحفية اليوم، إن المجلس أخذ على عاتقه محاربة العنف ضد الأطفال بكل أشكاله وصوره فقد أطلق المجلس خط نجدة الطفل 16000 عام 2005، ليكون بمثابة آلية للتواصل مع الأطفال وأسرهم لاستقبال بلاغات انتهاكات الأطفال وحالات تعرضهم للعنف. كما أشارت أن نسبة تعرض الأطفال للعنف داخل الأسرة ليست بالهينة فمن خلال الدراسة التي أطلقتها منظمة اليونيسف بالتعاون مع المجلس في يناير 2015 تبين أن (من 61% إلى 67% ) من الأطفال في المرحلة العمرية ما بين 13 إلى 17 عام الذين تمت مقابلتهم في محافظاتالقاهرة والإسكندرية وأسيوط تعرضوا لصورة من صور العنف الجسدي، كما تبين أيضًا أن الصبية أكثر عرضة للعنف الجسدي 78% مقارنة ب53% من الفتيات، ذلك في العام السابق على الاستطلاع. ووفقًا للمسح السكاني الصحي في مصر لعام 2014 تعرض 91% من الأطفال في المرحلة العمرية من سن 1 إلى 14 سنة لممارسات التأديب العنيفة والتي تشمل كل من العقاب البدني والاعتداء النفسي. كما يوضح المسح ذاته أن 78% من الأطفال في المرحلة العمرية من سن 1 إلى 14 سنة قد تعرضوا لأحد أشكال العقاب البدني، بينما تعرض 43% منهم للعقاب البدني الحاد والذي يشمل ضرب الطفل ضربًا مبرحًا "بضربات متكررة" أو خبطة أو صفعة على الوجه. وبناء على ذلك فقد أطلق المجلس بالتعاون مع اليونيسف وبدعم من الاتحاد الأوروبي حملة حول التربية الإيجابية تحت شعار "ولادنا بالهداوة نكبرهم وبالقساوة نكسرهم" وكان هدف الحملة هو تقديم طرق سليمة بعيدة عن كل أشكال العنف في تربية الأطفال للمحافظة على صحتهم النفسية والبدنية. كما أشارت الدكتورة هالة أبو على أن هذه الحملة ليست الأولى من نوعها ولكن أطلق المجلس عدة حملات أخرى لفئات مختلفة منها حملة "مدارس خالية من العنف بهدف توعية الأطفال والأباء بضرورة الإبلاغ عن الانتهاكات داخل المنظومة التعليمية، كما قام المجلس بالتنسيق مع الإدارات التعليمية بوزارة التربية والتعليم بتنفيذ عدد من الندوات داخل المدارس والتي استهدفت طلاب المدارس والاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بالمدارس والمدرسين والقائمين على العملية التعليمية. تضمنت الندوات التعريف بأشكال العنف المستخدم تجاه الأطفال وكذلك التعريف بالآثار النفسية والبدنية الناتجة عن تعرض الأطفال للعنف وكذلك المسئوليات والعقوبات التي قد يتعرض لها القائم بالعنف ضد الأطفال، وما هي الأساليب الإيجابية البديلة التي يمكن أن تستخدم لتعديل سلوكيات الأطفال بدلًا من استخدام أحد أشكال العنف. وتحت شعار " لا لزواج الأطفال" تم إطلاق هذه الحملة بهدف التوعية بمخاطر زواج الأطفال وما تعانيه الطفلة الأم أثناء الحمل والزواج حيث تم تقدير حالات الوفيات الناتجة عن الحمل والولادة المبكران بنحو 70000 حالة سنويًا على مستوى العالم، وبشكل خاص التوعية بزواج الصفقة وهو ما انتشر في القرى الأكثر فقرًا، حيت يتعامل بعض الأهالي مع البنت على أنها مشروع استثماري يدر دخلًا من خلال بيعها لزوج ثري عربي مقابل حفنة من المال. وتخلل الحملة قصص لبعض الفتيات اللاتي تزوجن مبكرًا ومعاناتهن مع الزواج.