إبراهيم سليمان وآية سمير وسلمى محمد وسارة مسعد أحمد سليمان مرت ستة أشهر كاملة على أول جلسة انعقدت لمجلس النواب الحالى الذي يرأسه الدكتور على عبدالعال، في مشهد انتظره المصريون منذ عدة سنوات بعد سقوط برلمان الإخوان، واستحقاق تطلب شهورًا طويلة بمراحل مُتعددة لكى يفرز مجلس شعب مُكتملًا، يُمارس مهام وواجبات تساهم في خدمة المواطن وتحسين أحواله المعيشية. وشهد البرلمان خلال تلك الفترة العديد من الأزمات المُتلاحقة، بداية من اللحظات الأولى من حلف القسم، وما حدث بين النواب من تجاوزات، مرورًا بتهديدات الانسحاب من البرلمان، وسقوط عضوية البعض نتيجة التزوير أو الإخلال بقواعد المجلس، وكان أبرز ما أنجزه البرلمان هو إقرار القرارات بقوانين وعددها 342 خلال ال13 جلسة الأولى، ثم أصدر اللائحة الداخلية للمجلس لأول مرة بقانون طبقًا للدستور. وتقدم «البوابة» كشف حساب للمجلس عن تلك الفترة بما له وما عليه، وأبرز المواقف التي تحسب له، والقرارات المهمة التي اتخذها، والقوانين التي مررها ووافق عليها أو رفضها، وإنجازاته وإخفاقاته، والظواهر التي حدثت تحت القبة سواء كانت إيجابية أو سلبية. انتقادات لكثرة المشادات وطرد النواب.. والتزويغ وقف بث الجلسات أبرز السلبيات لا تخلو المجالس النيابية على مستوى العالم من المشاحنات والمشادات الكلامية، وأحيانا يصل الأمر إلى التعدى والتشابك بالأيدى، وبالرغم من كل ذلك جاء البرلمان المصرى محملًا بالعديد من السلبيات التي ظهرت لكون معظم أعضاء المجلس يبدءون تجربة برلمانية جديدة، وعلى مدى 6 أشهر من الفصل التشريعى الأول في دورة الانعقاد الأولى، ظهرت العديد من المواقف التي بدورها رسمت صورة ذهنية غير طيبة لدى الناس عن البرلمان، وترصد «البوابة» 10 ظواهر سلبية شهدها البرلمان، وهى كالتالي: 1 الشو الإعلامي: تعمد عدد من النواب أن يكون مخالفًا، لكى يعرف في المجلس، وذلك من خلال إثارة الجدل والخروج على المألوف بجانب مشاكسات النائب السابق الإعلامي توفيق عكاشة والمستشار مرتضى منصور، من أول جلسة تذاع على الهواء. 2 التعنت مع الصحفيين: نظرًا لقيام المحررين بتغطية جميع ما يدور في أروقة المجلس، كان هناك بعض الخلافات مع النواب، لأن هناك مواقف يسلط الصحفى عليها الضوء تزعج النائب وتسبب له حرجًا، ما تسبب في تضييق المجلس على الصحفيين في التغطية ومتابعة المهام. 3 طرد النواب من الجلسات: قام رئيس المجلس بطرد عدد من النواب الشباب لعدم التزامهم بالتقاليد والقواعد البرلمانية داخل القاعة منهم أحمد الطنطاوى، سعيد حفنى، ضياء داود. 4 كثرة الإجازات: ظاهرة رصدتها العديد من المراكز المهتمة بالشئون البرلمانية، كما انتقدها بعض النواب، وقال البعض إنها سبب من أسباب تعطيل العديد من مهام المجلس. 5 الوفود البرلمانية: أبدى العديد من النواب تحفظه على الطريقة التي يتم من خلالها اختيار النواب في الزيارات البرلمانية، حيث تقدم أكثر من 25 نائبًا من المستقلين بمذكرة لرئيس المجلس، مطالبين بإيضاح المعايير والأسس التي يتم بناء عليها اختيار النواب للسفر في المأموريات البرلمانية، وانتقد النواب في مذكرتهم عدم العلانية أو الشفافية في هذا الأمر. 6 تزويغ النواب: تزايدت ظاهرة تزويغ النواب من حضور الجلسات العامة، وبالرغم من مناشدات رئيس المجلس أكثر من مرة، ومع إصرار النواب على عدم الحضور، هدد عبدالعال بتطبيق اللائحة، كما شدد على ضرورة حضورهم من أجل إنجاز القوانين. 7 تجاهل الحكومة للنواب: لا تستمع الحكومة إلى مخاطبات المجلس إلا القليل من الوزارات وبصفة غير منتظمة، بل في أوقات كثيرة تتجاهل الحكومة البرلمان وترسل أي مسئول في أحد قطاعات الوزارة. 8 بث الجلسات: حق كل مواطن معرفة ما يقدمه مجلس النواب من تشريعات تمسه، وما يتناوله البرلمان من ملفات وقضايا مهمة، ويكون ذلك من خلال مشاهدة المواطن لأعمال المجلس، ولكن بسبب التصرفات الفردية التي تسببت في إحراج عدد من النواب، قرر مجلس النواب عدم إذاعة الجلسات، خاصة أن القرار جاء بعد انعقاد أولى جلسات المجلس، وسجل بعض النواب اعتراضهم على القرار، بدعوى أنه يزيد من حالات الفوضى ويقضى على حق الشعب في مراقبة نوابه. 9 تجسس النواب: لم تتوقف المشاكل تحت القبة حول مناقشة قوانين أو اعتراض بين نواب على وجهات النظر، إنما أخذت المشاكل منحى آخر، بعد تقديم 10 نواب من أعضاء لجنة الثقافة والإعلام بالمجلس، مذكرة موقعة ضد النائب أسامة هيكل رئيس اللجنة، لقيامه بالتسجيل لهم خلال اجتماعات اللجان، وهو أمر مخالف للائحة والدستور، كما فجرت قضية التجسس مفاجأة حول أزمة نقابة الصحفيين والداخلية، وأظهرت أن اللجنة المكلفة لم تكن حيادية وعملت على تبرئة ساحة الداخلية. 10 تهافت النواب على الوزراء: يقع بعض النواب في خطأ عدم معرفتهم بأن هناك فرقًا بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، وتكالب بعض النواب على الجلوس بجوار الوزراء، وحدثت أزمة بين النواب وبعضهم البعض، بعد أن دخل النائب سعيد حساسين في مشادة مع نائب آخر من أجل الجلوس بجوار خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، كما واصل أعضاء مجلس النواب هواياتهم المفضلة في التهافت والالتفاف حول وزراء حكومة المهندس شريف إسماعيل، وذلك لإنهاء التأشيرات الخاصة بدوائرهم. «حمودة»: يعملون ليل نهار نواب: متميز.. ولكن لا يلبى طموحاتنا وصف عدد من نواب البرلمان المجلس بأنه من أفضل برلمانات العالم، وأكدوا أنه يسير بشكل جيد رغم كل المعوقات، واستطاع إقرار ومناقشة عدد كبير من القوانين في فترة وجيزة، وقالت النائبة إيمان خضر، عضو مجلس النواب عن محافظة الشرقية، إن أداء مجلس النواب حتى الآن يسير بشكل أفضل، والبرلمان يبذل قصارى جهده لإنجاز مهامه، ويعد من أفضل البرلمانات في العالم، كما أنه جاء في ظروف عصيبة، واستطاع أن يتصدى لجميع التحديات والمعوقات وأنجز العديد من القوانين، بجانب دوره في العمل على حل أزمات ليس طرفًا فيها، موضحة أنه كانت هناك تجاوزات وتصرفات مرفوضة من بعض النواب، وهى كانت عفوية، فالجميع كان يريد أن يعبر ويتكلم ليعرف أبناء دائرته أنه يعمل على خدمتهم، ولم يكن هناك من يعمل لصالح منفعة شخصية، إنما يعمل الجميع على تحقيق المنفعة العامة. وأشارت خضر إلى أن البرلمان الحالى مختلف تمامًا عن أي برلمان سابق، ويضع على عاتقه مصلحة الدولة والمواطن، ولا يرى غيرها أمامه، وأوضحت أنه إذا كانت هناك قلة قليلة تسعى لمصالحها الشخصية وتحقيق مكاسب فلن يتركها باقى النواب. بينما شدد النائب عبدالحميد كمال على أن هناك العديد من التحديات التي تواجه مجلس النواب، والتي تعكس صورة خاطئة وسلبية عن أداء النواب داخل المجلس، وأن الجميع ينتظر منه الكثير في ظل الظروف الراهنة للدولة، لافتًا إلى أن المواطن له حق على البرلمان، والنواب يحاولون ويسعون على حل جميع أزماتهم، فبجانب الدور الرقابى والتشريعى يعمل النائب على تقديم الخدمات لأبناء دائرته، ويعمل على تذليل العقبات التي تواجههم، موضحًا أن البرلمان يعبر عن الشعب، ويشعر بالمواطن وبما يعانيه، لذلك يأخذ النواب على عاتقهم تلبية طلبات المواطنين. وأشار عضو مجلس النواب إلى أنه لا تزال هناك عقبات تواجه النواب، وتسبب قصورًا في أدائهم، منها تغيب العديد منهم عن الجلسات بدون وجود أي مبرر لغيابهم، ما يجعل النصاب القانونى للتصويت على القوانين غير مكتمل، وبالتالى لا يتم إنجاز القوانين، بجانب عدم احترام بعض الوزراء للنواب، فكثيرًا ما يتغيب الوزراء عن الحضور في الجلسات العامة أو في اجتماعات اللجان النوعية، ويكتفون بإرسال مسئول في أي قطاع تابع للوزارة، إضافة إلى ذلك تجاهل بعض الوزراء لمطالب النواب الخاصة بالدوائر، إضافة إلى عدم التزام بعض الوزراء بحضور الجلسات العامة للبرلمان، التي تناقش من خلالها المشاكل التي يعانى منها المواطنون، وعلى رأسهم وزير الإسكان الذي تغيب عن جلسة مناقشة مشاكل مياه الشرب بالمحافظات، والصرف الصحى. وأوضح كمال أنه من أجل تقييم أداء البرلمان بالشكل الصحيح ينبغى أن تبث الجلسات على الهواء مرة أخرى، كما أنه يجب وجود متحدث رسمى باسم مجلس النواب، حتى يكون أداء النواب على مرأى ومسمع للجميع. وفى السياق ذاته، لفت النائب إبراهيم حمودة إلى أن المجلس يعمل على قدم وساق، فقد أقر 342 قانونًا، التي أصدرها الرئيس، في 15 يومًا، كما قام المجلس بإعداد اللائحة الداخلية للبرلمان في شهرين، ثم انتخابات اللجان الداخلية وبيان الحكومة، وتجديد الثقة فيها كل هذا يشكل عبئًا نفسيًا وضغطًا، ويعد نتاج شغل متواصل، وأضاف حمودة أن النواب استطاعوا خلال الفترة الأخيرة الاهتمام بمشاكل أهالي دوائرهم، مؤكدا أن هناك مجهودا كبيرا يبذل من قبل البرلمان الحالى على غير عهد البرلمانات السابقة، كما أن هناك نشاطا غير طبيعى من النواب، وعمل ليل نهار، لذلك فأداء المجلس متميز ومقنع. فيما أكدت النائبة إيفلين بطرس أن البرلمان مختلف تماما عن البرلمانات السابقة، وذلك لوجود عدد كبير من النواب مختلفين في الرؤى والأفكار والتوجهات، فالمجلس متعدد الثقافات، مما يؤدى إلى اختلاف البرلمان عن غيره، وأوضحت عضو مجلس النواب أنه لا يوجد من يعمل بالمجلس لمصلحته الشخصية، فالجميع يعمل لخدمة المواطن ولمصلحة الوطن ولعبور هذه الفترة الصعبة، مشيرة إلى أنه بالنظر لما يشاهد في المجالس النيابية في العديد من الدول سواء العربية أو الأوروبية والأفريقية سنجد أن الممارسات التي تمت في البرلمان المصرى أمر عادي لا يساوى شيئًا أمام التجاوزات التي نراها في الخارج. ولفتت النائبة إلى أن البرلمان يتحسن يومًا عن الآخر، نتيجة تفهم النواب للأمور التي نمر بها، ونتيجة لاكتسابهم معرفة كبيرة بالحياة البرلمانية، فمعظم الأعضاء يخوضون أول تجربة برلمانية ومن الطبيعى أن تحمل هذه التجربة بعض التصرفات غير المألوفة ولكن مع مرور الوقت يتم تفاديها، ولا يقع فيها النواب مرة أخرى، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، فبعض النواب الذين أقدموا على أفعال غير سليمة أعلنوا ندمهم عليها. ووصف النائب أمين مسعود أداء مجلس النواب ب«المتميز جدًا»، قائلًا: «قام إبقرار كل هذه القوانين في أول 15 يوما من انعقاده، كما أنجز لائحته الداخلية، وناقش ثم وافق على بيان الحكومة في شهرين، وجدد الثقة فيها، كما قام بمناقشة الميزانية، وكل هذه الأمور تعكس مدى تميز البرلمان». وأكد النائب أيمن أبوالعلا، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، أن الاستحقاقات الدستورية تسببت في تعطيل عمل المجلس، بجانب القوانين التي أقرت في غيابه. اعتمد 342 قرارًا بقانون والإيجابيات: العودة ل«البرلمان الدولى» والرد على الهجمة العالمية ضد مصر يمر مجلس النواب بالعديد من الأزمات التي تم تسليط الضوء عليها وعملت على عرقلة المجلس، وعدم قيامه بالدور المطلوب منه، ومع المناوشات والخلافات المستمرة، أقدم المجلس خلال 6 أشهر من دورة انعقاده الأولى، على السير نحو الخطوات الإيجابية في العمل البرلمانى، وترصد «البوابة» خطوات عمل المجلس على الانتهاء منها وهى كالتالي: 1 أنجز المجلس نحو 342 قرارًا بقانون صادرًا في فترة غيابه، منها قوانين المخطوطات والغرف السياحية والتوقيت الصيفى وضريبة الدخل. 2 وافق على مشروع قانون بتعديل أحكام قانون حالات إجراءات الطعن أمام محكمة النقض. 3 استطاعت لجنة القوى العاملة بالبرلمان الحصول على موافقة الدكتور أشرف العربى، وزير التخطيط، برفع العلاوة الدورية للعاملين بالدولة من 5٪ إلى 7٪، بناء على طلب أعضاء اللجنة. 4 تكليف لجنة برلمانية للرد على البرلمان الأوروبي بشأن حالات الاختفاء القسرى، وموقف أحكام الإعدام ضد أعضاء وقيادات جماعة الإخوان الإرهابية. 5 عودة مصر بعد انقطاع دام أكثر من خمس سنوات، للمشاركة بكامل عضويتها في اجتماعات الاتحاد البرلمانى الدولى في العاصمة الزامبية لوساكا، وعودتها إلى البرلمان الإفريقى. بسبب «الاسكوتر» و«العجلة» و«الحذاء» مواقف وطرائف الفصل التشريعى الأول شهد الفصل التشريعى الأول للبرلمان العديد من المواقف، بعضها أثار سخرية ونقدا لبعض النواب من قبل المواطنين، بجانب سخط عدد من النواب على بعض الأعضاء لسوء تصرفهم عند الظهور أمام شاشات التليفزيون من خلال نقل وقائع جلسات البرلمان على الهواء. وخلال 6 أشهر من انعقاد الفصل التشريعى الأول، جاءت أبرز المواقف من قبل أعضاء مجلس النواب الباحثين عن «الشو الإعلامي» داخل أروقة المجلس، وأبرزهم النائب محمد الحسينى صاحب واقعة العجلة، حيث عمد أن يظهر أمام وسائل الإعلام وهو يذهب إلى مقر مجلس النواب من خلال استخدامه الدراجة الهوائية. ثم تزايدت المواقف داخل المجلس، ليظهر بعدها نائب برلمانى مرة أخرى يذهب للمجلس مستخدمًا دراجة نارية «اسكوتر» وهو النائب رضا البلتاجي، وبعد الضجة الكبيرة حول هذا الموقف صرح بأنه لم يسع للظهور الإعلامي، وقال إنه لم يستطع الوصول إلى البرلمان بدون الاسكوتر، نظرًا لاستخدام نجله سيارته الشخصية. ومن بين المواقف التي أثارت الجدل خارج وداخل المجلس واقعة النائب إلهامى عجينة، عندما طالب النائبات ب«الاحتشام وارتداء زى موحد»، كما تهكم على ملابس النائبات، وهو أيضًا من طالب النواب ب«عدم تقبيل بعضهم البعض عند التحية وأن تكون المصافحة فقط باليد». ومن أكثر المواقف التي انتشرت في وسائل الإعلام المصرية والأجنبية والتي رسمت صورة سلبية عن البرلمان، كانت واقعة النائب كمال أحمد عندما اعتدى على النائب السابق توفيق عكاشة بالحذاء، كما أن هناك مواقف كانت صاحبة أثر بالغ على تعطيل أعمال المجلس عندما تزايدت تصرفات النائب فتحى قنديل بشأن الحديث بدون إذن، وطلب الكلمة بإلحاح، مما جعل الدكتور على عبدالعال رئيس المجلس يهدده بأن «يكشف الجهات التي تحركه من أجل تعطيل المجلس». ومن بين المواقف تأتى واقعة «تى شيرت» النائب أحمد طنطاوي، عندما أصر رئيس المجلس بأن يرتدى النائب «بدلة» وألا يأتى بغيرها في المجلس. اختفاء مفاجئ ل«السيدة العضوة» 90 نائبة أكل حقوقهن الرجال تحت القبة من أهم الظواهر الإيجابية في مجلس النواب وجود نحو 90 نائبة تحت القبة من بينهن سيدات مجتمع وأديبات وبطلات في مجالات مختلفة، وظهرت قوة النائبات في بداية دورة انعقاد المجلس حتى كادت أن تصل النائبة أنيسة حسونة لمنصب وكيل البرلمان، وكان صوت النائبات قويا في بداية عمل المجلس، ولكنه تلاشى مع مرور الوقت نظرا لسيطرة عدد من النواب على البرلمان مع تجاهل النائبات، وفى العديد من التصريحات الصحفية والمؤتمرات والندوات دأبت النائبات على الشكوى من التمييز العنصرى في البرلمان، فبرغم أن عددهن تحت القبة لأول مرة في التاريخ يصل إلى 90 نائبة، إلا أن أشكال التمييز تعددت وتنوعت، ومن صور التمييز إعطاء زوجة النائب الحق في إصدار الباسبور الدبلوماسي، وعدم إعطاء نفس الحق لزوج النائبة، وتطبيق مثل ذلك لا يحمل طمعا منهن في جواز السفر الدبلوماسي، ولكنهن ينادين بتحقيق العدل والمساواة. هناك أيضا أزمة تنظيم الجلوس والكلمة داخل المجلس، فالعديد منهن اشتكين بسبب أولوية الجلوس وأولوية أعطاء الكلمة والتي أصبحت تعطى للشخصيات المشهورة، وأصحاب الصوت العالي، دون أن تطبق اللائحة، كما أن مشاركة النساء في الجلسات، التي تعقد مع ممثلى الوفود البرلمانية والدولية، لا تمثل نصف عدد الحضور وتأتى مشاركتهن بنسبب قليلة. ورغم أن النساء أكثر التزاما في الخطوات المتبعة داخل المجلس، فيما يخص طلب الكلمة أو التصويت، إلا أنهن في النهاية لا يحصلن على حقوقهن المنصوص عليها في لائحة المجلس، بجانب أن الصوت الذكورى يطغى على البرلمان، حتى طلبات الإحاطة والاستجوبات والبيانات العاجلة لا ينظر لها بعين الاعتبار، ولا يكترث المجلس لما تنادى به النائبات من حق المناقشة والحصول على الكلمة، بل إن هناك حقوقًا بسيطة، غير معلومة، وهى أن النائبات يعلمن الأخبار من الصحافة.