قضت منذ قليل، محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية الدائرة الأولى بالبحيرة، برئاسة المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين محمد حراز ووائل المغاورى نائبى رئيس مجلس الدولة في حكمين لصالح طفلين، بوقف تنفيذ قرار رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحى السلبى بالأمتناع عن صرف الدواء المقرر لعلاج للطفلة "فاطمة وهبة مصباح" ذات العامين من مرض شلل دماغى تشنجى بالأطراف الأربعة الحقن بعقار البوتيليفم توكسين أ عدد 2 امنبول كل 3 أشهر، وكذلك الدواء المقررللطفل "عمر خالد عبدالرازق" البالغ سبع سنوات من مرض شلل نصفى بالطرف السفلى نتيجة إصابته بالشلل الدماغى الحقن بعقار البوتوكس عدد 3 حقن بصورة دورية مستمرة كل 3 أشهر، وما يترتب على ذلك من أثار أخصها. والزامت المحكمة، الهيئة بصرف ذلك الدواء للطفلين وعرض حالتهما على الطبيب المختص دوريا لتقرير مدى حالتهما الصحية في ضوء ما يسفر عنه تناول ذلك الدواء وأمرت بتنفيذ الحكمين بمسودتهما بدون إعلان. وقالت المحكمة إنه يتعين ألا يغيب عن ذهن التأمين الصحى أن التعامل مع أطفال مرضى الشلل الدماغى الصغار منذ ولادتهم وحتى دون السن المدرسى أمر دقيق للغاية، ذلك أن علماء الطب يذهبون إلى أن شلل الدماغ Cerebral palsy هو مجموعة من الاضطرابات والاختلالات التي تصيب الجهاز العصبي وتؤثر على وظائف الخلايا الدماغية كذلك، فيحدث تغيرا وقصورا في وظائف الدماغ سيما وأن أعراض حدوث الشلل الدماغي على المريض بصعوبة في الكلام أو الحركات غير الطبيعية وفقدان بعض الحواس أو كلها مجتمعة وعادة ما يصيب الأطفال منذ ولادتهم وتظهر عليهم الأعراض في عمر من سنتين إلى ثلاث سنوات وهو ما يستنهض همة ملائكة الرحمة في سرعة تقديم يد العون اليهم خاصة وأن مرض الشلل الدماغي يؤدى إلى إعاقة نمو الدماغ بشكل طبيعي ويعاني الأطفال الصغار المصابون بالشلل الدماغيِّ – كما ذهب أهل الطب - من بطء في الوصول إلى مراحل النموِّ الأساسية غالبًا مثل التدحرج والجلوس والزحف والابتسام والمشي، وتختلف الأعراضُ من شخص لآخر ويعد هذا المرض من أهم أسباب حدوث الإعاقات الجسمية الدائمة للإنسان فيصاب الطفل بصعوبات التعلم ومشاكل في الرؤية والكلام والسمع وغيرها من الحواس واضطراب في ردود الفعل أو تصلب في الأطراف أو الجذع، كما هو الشأن في حالة الطفلة فاطمة المصابة بالشلل الدماغى التشنجى spastic وهو أكثر الأنواع شيوعا لدى الأطفال من بين أنواعه الأربعة المتعارف عليها طبيا، والطفل عمر المصاب مرض شلل نصفى بالطرف السفلى نتيجة إصابته بالشلل الدماغى.