قال أحمد عطا، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن إنشاء مراكز في مصر لإعادة تأهيل المتطرفين المحتملين، على غرار المراكز المنتشرة في أوروبا، لن تنجح، لاختلاف التكوين الثقافي والفكري بين المتطرفين المقيمين في مصر، عن نظرائهم في الدول الأوروبية. وأضاف "عطا" في تصريح خاص ل "البوابة نيوز"، اليوم الأحد، :"أسباب جوهرية تحول دون نجاح أي مراكز يتم تدشينها في مصر بهدف إعادة تأهيل المتطرفين المحتملين في مصر". ولفت إلى أن المتطرف الذي يعيش في دولة أوروبية يكون أكثر انفتاحًا من نظيره المصري، لأنه تربى في مجتمع لديه القدرة على التواصل والاختلاف وبناء جسور عبر الحوار، أما المتطرف المصري فينشأ في بيئة مغلقة". وتابع :"الطفل الذي ينشأ في ظل جماعة الإخوان يتعلم منذ نعومة أظافره مبدأ السمع والطاعة فيكون من الصعب عليه تقبل فكرة الانضمام لمركز تأهيلي ضد التطرف، أما متطرفو الجماعة الإسلامية فهم من الصعيد ومعظمهم قضوا فترة داخل السجون وسنهم يتجاوز ال45 عامًا ولذلك الطبيعة الاجتماعية غير مواتية للانضمام لمثل تلك المراكز، ولا يجب أن ننسى أن المراجعات الفكرية للجماعة الإسلامية التي تمت في تسعينيات القرن الماضي من قبل الأجهزة الأمنية لم تؤت ثمارها لأن القيادات الإسلامية التي خرجت من السجون تبرأت من تلك المراجعات وعادت للعنف مرة أخرى وأشهر مثال طارق الزمر الذي انضم لميدان رابعة وهدد بحمل السلاح". وأشار إلى أن الدول الأوروبية فتحت مراكز إعادة تأهيل موجهة بشكل خاص للمتطرفين العرب الذين يحملون الجنسيات الأوروبية كخطوة مضادة لانتشار المراكز الإسلامية التي تنشر الفكر الإسلامي الراديكالي. وأضاف :"ألمانيا كانت أول من أقامت مراكز لإعادة تأهيل الشباب المتطرف ثم لحقتها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبلجيكا وفرنسا وانجلترا التي تضم 19 مركزًا ينشر الإسلام الراديكالي، وفقًا لتقرير صادر عن الأمن القومي الأمريكي، دول الاتحاد الأوروبي تعيش مأساة حقيقية من جراء انتشار المراكز التي تنشر الإسلام الراديكالي والتي يشرف عليها ويرأسها أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين مثل مركز الدراسات الإسلامية في فلوريدا التابع لجماعة الإخوان ويرأسه عبد الواحد محمد على، المسئول الإداري في جماعة الإخوان عن محافظة سوهاج في تسعينيات القرن الماضي". وعن مدى النجاح المتوقع لمراكز إعادة التأهيل الأوروبية، علّق :"لن تحقق سوى نسبة نجاح ضئيلة لأن كل التنظيمات التكفيرية المسلحة مثل داعش والقاعدة وطالبان وفجر ليبيا منتشرة في كل بقاع الأرض وعلى تواصل وتنسيق دائم مع بعضها ويجمعهم هدف واحد وهو محو الفكر العلماني والحداثة التي يرونها تهديد مباشر للإسلام". يُذكر أن فرنساوألمانياوالولاياتالمتحدةالأمريكية افتتحت مؤخرًا عدد من مراكز إعادة تأهيل للمتطرفين المحتملين الذين يحملون أفكار راديكالية متشددة في خطوة منها للحد من انتشار الإرهاب.