أكد السفير محمد إدريس مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية أن مصر ستستمر فى جهودها خاصة من خلال وجودها فى مجلس الأمن حاليا ومجلس السلم والأمن للدفاع والتركيز على القضايا والمصالح الإفريقية. جاء ذلك خلال الاحتفالية الضخمة التى نظمتها وزارة الخارجية مساء اليوم بمناسبة يوم أفريقيا بحضور الدكتور محمد فائق، أمين المجلس القومى لحقوق الإنسان أحد رموز العمل المصرى الأفريقي، ولفيف من السفراء الأفارقة المعتمدين بالقاهرة ومديري المنظمات والمؤسسات الأفريقية وأعضاء من مجلس النواب وممثلي الجامعات والهيئات المعنية بالعمل الافريقي. وحرص السفير إدريس على نقل تحيات وزير الخارحية سامح شكرى للحضور، موضحا أن الاحتفال هذا العام مرتبط بعدد من المناسبات فى مصر يتم تنظيمها من خلال وزارة الخارحية وعدد من الوزارات والمؤسسات المصرية، كما سيتم مساء اليوم انارة مبنى وزارة الخارحية على النيل بكلمة أفريقيا لتعكس رسالة سلام وتنمية وكرامة من القاهرة الإفريقية للعالم. وقال إدريس إنه خلال الاحتفال بالذكرى ال 53 لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية أو منظمة الاتحاد الإفريقي حاليا فإنها فرصة للتعبير عن الاحترام للآباء المؤسسين لتلك المنظمة، ففى هذا اليوم عام 1963 بدأ هؤلاء الرجال العظام مدفوعين بالآمال والمشاعر الفياضة العميقة تجاه قارتهم الأم وبإيمانهم القوى بحقوق الشعوب الأفريقية فى الحرية والوحدة والتماسك بإنشاء المؤسسة التى ستكون حارسة لتطلعات الافارقة وهو ما ترجمته كلمات نكروما "إننى لست أفريقيا لأنى ولدت بأفريقيا ولكن لأن أفريقيا ولدت بداخلي".. وأضاف إدريس أن تلك المنظمة ما كانت لتتحقق إلا بتضحيات هؤلاء العظماء الأوائل الذين حاربوا لتحرير أفريقيا من الاستعمار والعنصرية. وأشار إدريس إلى كلمات مانديلا أنه بعد أن تتسلق تلا كبيرا ستكتشف أن هناك تلالا أخرى كثيرة عليك أن تتسلقها، ولهذا فإن الدول الأفريقية عليها أن تعمل معا يد بيد لتحرير الشعوب الأفريقية من الفقر والمعاناة والتفرقة، مضيفا أن شعار الاتحاد الإفريقى هذا العام هو عام حقوق الإنسان مع التركيز على حقوق المرأة، والآن فإن المرأة الإفريقية تضطلع بمناصب هامة ولدينا سيدات تم انتخابهم كرؤساء كما أن الجهاز الأفريقى ترأسه إمرأة ، وهو ما يجب البناء عليه. وقال إن أفريقيا لديها موارد طبيعية وبشرية ستساعدها فى تحقيق أجندة 2063 وتساهم فى تحسين معيشة الأفارقة والمزيد من استخراج الموارد، مضيفا أن هناك العديد من التحديات مثل الإرهاب والتطرف وهو ما تعاني منه القارة بدرجة عالية مؤخرا، وعلينا أن نضع استراتيجيات متكاملة وإجراءات مؤثرة للتعامل مع جذور وأسباب عدم الأمان والإرهاب. من جانبها حرصت السيدة دولامينى زوما رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي على توجيه رسالة خلال الاحتفالية ألقاها السفير عبد الحميد بو زاهر ممثل الاتحاد الأفريقى بالجامعة العربية، أكدت فيها على وحدة نضال الشعوب الأفريقية ومستقبلها المشترك وأهمية تعزيز أطر التعاون فى مواجهة التحديات التى تواجه دول وشعوب القارة الافريقية. كما ألقى سفير تشادبالقاهرة وممثل الاتحاد الافريقى بالقاهرة حسن آدم أدجيه كلمة حيا فيها - ونحن نحتفل بيوم أفريقيا في 25 من مايو - الصمود الافريقي . وأعرب عن فخره بالوحده الافريقية، مؤكدا أن أفريقيا الآن في مفترق الطرق ويجب العمل في ظل التغيرات الدولية، مشيرا إلى أننا لدينا أجندة ونهدف لأفريقيا جديدة وصامدة ومستقرة بعد أن تحررت من الاستعمار والعبودية، وفي إطار أجندة 2063 هناك العديد من المشروعات منها مشروعات في مجالات الطرق والسكك الحديدية والكهرباء. وتأتى احتفالات مصر هذا العام بيوم أفريقيا فى وقت دشنت فيه وزارة الخارجية برنامجاً وطنياً متكاملاً لإبراز الإنتماء الأفريقي لمصر، مصحوباً بحملة إعلامية في وسائل الإعلام وعلى صفحات وحسابات الوزارة على شبكات التواصل الاجتماعي للتعريف بدور مصر في دعم القضايا الأفريقية. ويعد الاحتفال بيوم أفريقيا هذا العام ذو أهمية خاصة، حيث يوافق شهر مايو 2016 رئاسة مصر لمجلس الأمن من خلال عضويتها في المجلس ممثلة للقارة الأفريقية عامى 2016 و2017، ويتقاطع أيضا مع تمثيل مصر لدول الشمال الأفريقي فى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي خلال الفترة من 2016 إلى 2018. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبو زيد إن وزارة الخارجية قامت برفع أعلام الدول الأفريقية وعلم الاتحاد الأفريقي مع علم مصر على مبنى وزارة الخارجية مع إنارة المبنى – واجهة النيل – بكلمة أفريقيا "AFRICA" إحتفاءً بهذا اليوم، بالإضافة إلى قيام سفاراتنا بالخارج بتنظيم احتفالات بيوم أفريقيا بالمشاركة مع الدول الأفريقية فى الدول المعتمدة لديها. وقد بدأت الحملة الإعلامية التي أطلقتها وزارة الخارجية، يوم الأحد الماضي تحت عنوان "أفريقيا قارة النضال والآمال"، وتستمر حتى اليوم 25 مايو الموافق "يوم أفريقيا"، وشملت تخصيص اليوم الأول للتعريف بالآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية، واليوم الثاني للتعريف بمؤسسات العمل الأفريقي المشترك، والثالث لإبراز الدور المصري في أفريقيا تاريخياً وحالياً، واليوم الرابع لإلقاء الضوء على أهم الشخصيات الأفريقية البارزة وأهم إسهاماتها في دعم القضايا الأفريقية . من جانبه اختتم وزير الخارجية سامح شكرى فعاليات الحملة بمقال على مدونة الوزارة أبرز فيه اهتمامات السياسة الخارجية المصرية بأفريقيا ودور مصر الداعم للقضايا الأفريقية ورؤيتها لمستقبل القارة. وتنسق وزارة الخارجية على المستوى الوطني برنامجاً مكثفاً من الفعاليات – 15 فعالية – تقام هذا العام على مدار شهر مايو فى إطار احتفالات مصر بيوم أفريقيا بالتعاون مع مجلس النواب المصري ووزارات: الثقافة، والسياحة، والشباب والرياضة، والتعليم العالي، والهيئة العامة للاستعلامات، وبالتنسيق مع السفارات الأفريقية الشقيقة وبعثة الاتحاد الأفريقي وعدد من المنظمات والجمعيات المعنية، منها فعالية "هنا أفريقيا" بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ومؤتمر"أفريقيا: آفاق جديدة" بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية، واحتفالية "شباب أفريقيا" بالجمعية الأفريقية، ومؤتمر الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، بالإضافة إلى عدد من النشاطات الرياضية والثقافية والفنية والاجتماعية وعروض الأزياء بمشاركة زوجات السفراء الأفارقة وشباب الجالية الأفريقية والفرق الشعبية من دول القارة.