"أطلس" يناقش التحديات التي تواجه الحرف الشعبية

في إطار فعاليات اليوم الثانى للمؤتمر العلمى الثانى لأطلس المأثورات الشعبية المصرية الذي تنظمه الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية المصرية التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث تحت عنوان "الحرف الشعبية والهوية المصرية تأصيل - تحديات- تنمية" ويترأسه د. سميح شعلان ويتولى أمانته د. محمد شبانه خلال الفترة من 10: 12 إبريل الجارى بقصر ثقافة الجيزة.
عقدت الجلسة البحثية الثانية بعنوان "محور التحديات" إدارة د. خالد أبوالليل، حيث تم مناقشة أربع أبحاث، الأول بعنوان "حرفة التلى مصدرًا لتأكيد هوية تصميم ملابس السيدات" للباحث نور محمد، حيث أشارت إلى القيم التشكيلية الجمالية الموجودة في حرفة التلى وتوظيفها لعمل تصميمات طباعية ذات الهوية المصرية لأقمشة السيدات المعاصرة، مشيرة إلى الإمكانيات الفنية لبرامج الكمبيوتر وأسلوب الطباعة الرقمية للحصول على حلول غير تقليدية، وتجسيد تلك الابتكارات في تصميم طباعة أقمشة ملابس السيدات، كما أكدت على افتقار السوق المصرى لتصميمات طباعية متوحاة من زخارف الحرف الشعبية المصرية، مؤكدة على ضرورة إحياء الحرف الشعبية وتعريف الاجيال الناشئة بأهميتها.
تلى ذلك مناقشة البحث الثانى بعنوان "المنظومة الجمالية لحرفة الخيامية في تنمية المجتمع المصرى" للباحثة د. مادلين أنور، حيث أوضحت نشأة الحرف البيئية اليدوية التي ظهرت مع بداية وجود الإنسان لتلبية احتياجاته في ظل الظروف البيئية التي يعيش فيها حتى يحقق الأمن والحماية لاستمرار الحياة، موضحة أن ارتباط الفنان بالتراث دفعه إلى إعادة النظر في المنظومة الجمالية لحرفة الخيامية التي تعد منبع خصب للتنمية المجتمعية، كما أشارت إلى مراحل تشكيل حرفة الخيامية، مشيرة إلى بعض السلبيات التي طرأ على حرفة الخيامية ومنها دخول الميكنة مما تسبب في طرح منتجات الميكنة في الأسواق وتراجع المنتجات اليدوية للخيامية، وطالبت الاهتمام بالصانع الحرفى نفسيًا ومعنويًا وماديًا لإتاحة الفرصة لاستمرار الحرفة وحمايتها من الإندثار.
وناقش البحث الثالث بعنوان "الكليم البدوى- مطروح نموذجا " للباحث حمد خالد، حيث أشار إلى مراحل تصينع الكليم البدوى في محافظة مطروح والأدوات الخاصة لصناعة الكليم، مشيرًا إلى الكليم البدوى من أكثر الحرف عُرضه للإندثار نتيجة لمجموعة من العوامل كارتفارع أسعار الصوف والأصباغ، عدم الإقبال على الكليم بالشكل القديم حيث ظهرت أخرى مُميكنة وبها رسومات وأشكال لامعة، عزوف المرأة البدوية عن ممارسة هذه الحرفة المرهقة والغير مجدية، وقلة الأغنام "البرقى" التي تتميز بصوفها النقى.
وأُختتمت الجلسة بمناقشة البحث الرابع بعنوان "التحديات التي تواجه الحرف ومنتجاتها" للباحث عامر الوراقى، حيث أوضح مجموعة من الحرف التي تتعرض إلى الإندثار كحرفة خرط الخشب، التطعيم، الخيامية، المشغولات المعدنية، صناعة الجريد، النسيخ الشعبى، صناعة الزجاج البلدى والمعشق والخفار والخزف الشعبى، موضحًا مجموعة من التحديات التي تواجه تلك الحرف ومنتجاتها ومنها عدم قدرة أصحاب الفواخير على مجارة التكنولوجيا الجديدة ماديًا، عزوف شيوخ الصنعة وأولادهم عن تعلم أصول الحرفة وتوجههم للتعليم النظامى، ضعف ثقافة الحرفين وعدم الإطلاع على المستحدثات في فنون الحرفة، صعوبة عمليات الدعاية والإعلان للمنتجات، لا يوجد للعمال حقوق مكتسبة خاصة فيما يتعلق بالتأمين الصحى والإجتماعى.
أعقب ذلك إقامة جلسة الشهادات أدارتها د. زينب أحمد منصور شارك فيها الفنانين الحرفيين صالح بدرالدين حرفى الحصير بقصر ثقافة الشرفا، أحمد محمد زكى نقيب الفواخرية "حرفة الفخار"، هانى السيد "حرفة الخيامية"، حيث أشار صالح بدرالدين إلى تجربته الشخصية في مجال حرفة الحصير، مشيرًا إلى مراحل تصينع الحصير والخامات المستخدمه، وأوضح المعوقات التي تواجه الحرفة وأهمها نقص الموارد المالية، كما أشار أحمد زكى إلى أن الفخار صناعة مصرية قديمة ويبلغ عدد الورش في مصر "152" ورشة، مشيرًا إلى أن تجربة د. سعيد الصدر الذي عاش في منطقة الفسطاط في الستينات وقام بتدريب عدد كبير من أبناء المنطقة على حرفة الفخار وأصبحوا الآن من كبار الحرفيين، أما هانى السيد أوضح في كلمته أن التطوير في صناعة الخيامية بدأ منذ عام 2011، موضحًا تجربته في انجلترا حيث شارك في معرض فنى وحظى منتجاته على إعجاب كبير، وطالب بضرورة تدريب الاجيال الجديدة من الشباب على هذا الحرفة للحفاظ عليها من الإندثار.
وفى ختام الجلسة قام د. سميح شعلان رئيس المؤتمر ود. محمد شبانه أمين عام المؤتمر عثمان عزمى رئيس الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية المصرية بتكريم صالح بدرالدين، أحمد محمد زكى وهانى السيد بإهدائهم شهادات تقدير من الهيئة العامة لقصور الثقافة.