المفرج عنهم: كرامة المصريين .. لقمة العيش التي نكسبها في ليبيا “,”مغمسة“,” بالذل والمهانة رغم فرحة السائقين التي تعلو وجوههم والزغاريد التي ملأت منازلهم بعد عودتهم إلى ديارهم بعد احتجازهم من جانب بعض الميليشيات الليبية في أجدابيا إلا أنهم يشعرون بإهانة كرامتهم حيث كان السفر الى ليبيا بمثابة رحلة إلى جزر الشيطان أو البلاد الإفريقية التي تعصف الحرب الأهلية بأهلها ، فالسائقون الذاهبون للبحث عن أرزاقهم عادوا حاملين المذلة والرعب والمهانة وخيبة أمل وندم لاتخاذهم خطوة السفر التي في أغلب الأحيان يعودون منها بخفي حنين أو ميتين في نعوش خشبية. أكد منير عبد العاطي حسن أحد السائقين المفرج عنه والعائد الي مسقط راسة بالغربية أن السائق العائد من ليبيا كأنه عاد من رحلة الموت ، موضحًا ان ليبيا باتت مقبرة لكافة المصريين. وتابع :“,” شاهدنا الموت في كل بوابة تفتيش وعلى مداخل المدن ونحن نمر على قرابة 25 بوابة في الذهاب والعودة، كل بوابة تُدار بطريقة “,” العزب الخاصة “,”ولها قوانين خاصة ونتعرض في الكثير منها للتفتيش بشكل مسيئ ويتم فرض الإتاوة علينا وندفع ما يطلبه المسلحون، ومن يعارض ذلك يكون قد اختار الموت لنفسه. مضيفاً: نذهب للقمة العيش فندفع ما نكسبه في رشوة المسلحين وبالتالي ، فما فائدة السفر من الأساس؟.. وأحيانا تتعرض الشاحنات الخاصة بالمصريين للحرق والتكسير“,”. وأضاف الحاج عطية محيي الدين أحد السائقين العائدين أنه لن يذهب إلى ليبيا مرة أخرى ولو جنى منها في كل سفرية ملايين الجنيهات. وتابع :“,”كرامتنا لا تُقدر بأي ثمن فهذه السفرية تعرضنا لكافة أنواع الإهانة من جانب شباب الميليشيات الذي لا يعرف معنى كلمة مصري ولا يعرف أننا نذهب إلى هناك بخير مصر من طعام وشراب وكل ما يلزمها هناك فهل يكون جزاء مصر وأبنائها أقبح الشتائم والابتزاز على كل بوابات ليبيا ودفع رشاوى وإتاوات ومن يرفض يتعرض للتعذيب والتنكيل به وأحيانا العودة إلى أهله ميتاً في صندوق“,”. ويشير الحاج عطية إلى أنه كان يفضل الموت عن الإفراج عن المتهمين الليبيين المتهمين بتهريب السلاح. واستطرد :“,” أوصيت أهلي في أول اتصال ونحن مختطفين أن يبلغوا السلطات في مصر أن ارواحنا في يد خالقنا ولا يهمنا أن نموت لأنها أقدار ولن يغير أي فرد إرادة الله فما يحدث للسائقين المصريين أشبه بمعاملة العبيد“,”. واختتم إبراهيم حسن أحد السائقين العائدين من رحلة الموت يقول :“,” إن لقمة العيش التي نكسبها في ليبيا أصبحت “,”مغمسة“,” بالذل والمهانة، لكن الحال في مصر هو ما يدفعنا إلى الذهاب بسياراتنا هناك، فنحن ندفع عدة آلاف كأقساط لتلك السيارات ولولا ذلك ما ذهبنا مرة ثانية، ففي كل سفرية يعيش أهالينا حالة من القلق على حياتنا وأن ما تعرضنا له في العشرين سنة من مذلة هناك على أيدى شرطة القذافي وميليشيات الثوار يكفى حتى لو بعنا تلك السيارات بالخسارة“,”. ووجه إبراهيم الشكر للفريق أول عبدالفتاح السيسي والمخابرات في مصر وقائد المنطقة الغربية لأنهم لعبوا دوراً مهما في الإفراج عنهم، بعد أن تغيرت معاملة الخاطفين لنا، فقد استطاعت المخابرات التواصل مع أعداد كثيرة من شيوخ وعوائل إجدابيا، لتؤكد لنا أنهم يضمنون سلامتنا حتى تنتهى مفاوضات الخاطفين مع مصر وتركونا نتحرك في سياراتنا خلال فترة احتجازنا“,”. حنى عدنا سالمين إلى بلدنا مصر بفضل جهود الفريق السيسي والمخابرات فتأكدنا أن مصر لا تفرط في أبنائها. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA