رغم الأوضاع الأمنية التى تمر بها تونس، والتى تشهد العديد من الهجمات الإرهابية التى يشنها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» الإرهابي، تستعد دور النشر المصرية للمشاركة فى معرض تونس الدولى للكتاب، والمقرر انطلاقه فى الرابع والعشرين من مارس الجاري، حتى الرابع من إبريل المقبل، برئاسة عادل الخضر مدير المعرض، بقصر المعارض بمدينة الكرم. وقال موسى علي، مدير التسويق بالدار المصرية اللبنانية، إن الدار سوف تشارك بمعرض تونس، وفى المعرض الدولى للكتاب بالبحرين، والمقرر انطلاقه فى التوقيت نفسه، لافتًا إلى مشاركة الدار فى المعرضين بنفس العناوين المشاركة الآن فى فعاليات معرض الرياض، مؤكدًا أن الدار تحرص على المشاركة فى كل الفعاليات والمعارض الثقافية، رغم تأثر عدد كبير منها بأحداث العنف التى أعقبت ثورات الربيع العربى «ومنها على سبيل المثال معرض تونس، والذى تتكلف تغطيته فعالياته أكثر من مردوده اقتصاديًا». وأوضح محمد أشرف يوسف، صاحب دار «عالم الكتب»، أن تونس دولة لها طبيعة خاصة فى نوعية الكتب المطلوبة، رغم القول الشائع عن ارتفاع نسبة المتعلمين والمثقفين بين أبنائها، مضيفًا أن نوعيات محدودة من الكتب هى التى تلقى القبول لدى القارئ التونسى «والكتب الصادرة عن الدار ذات طبيعة أكاديمية، ومن ثم يصعب تسويقها فى ذلك البلد»، مشيرًا إلى أن الدار تستعد الآن للمُشاركة فى الدورة الجديدة من معرض أبوظبى الدولى للكتاب، والمقرر أن تبدأ فى إبريل المقبل، ويُعّد من أهم المعارض الثقافية. وفى السياق ذاته، قالت مها الحملي، مدير دار «هبة النيل للنشر والتوزيع»، إنها والعديد من دور النشر لم تشارك فى معرض الرياض، والذى تستمر فعالياته حاليًا، بسبب الخسائر التى لحقت بعدد كبير من دور النشر المصرية، بسبب ضعف الإقبال بالدورة الأخيرة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب الذى عقد فى يناير الماضي؛ مؤكدة ل«البوابة» أنها تستعد للمشاركة فى معرض تونس الدولى للكتاب، فى محاولة لتعويض هذه الخسائر؛ على عكس جمال إبراهيم، مدير دار «الحرية للنشر والتوزيع»، والذى أعلن عدم مشاركته فى الدورة المُقبلة من معرض تونس بسبب ما وصفه ب«ضعف الإقبال» فى هذا المعرض. التخوفات من ضعف الإقبال وعدم الجدوى الاقتصادية نفسها هى ما أكدها إسلام عبدالمعطي، مدير دار «روافد للنشر والتوزيع»، الذى أكد أن خبرات دور النشر المصرية، التى شاركت فى فعاليات معرض تونس الدولى للكتاب على مدار عدة دورات فى سنوات عديدة تؤكد أن الأمر ليس مغريًا من الناحية المادية، مُرجعًا الأمر إلى الأوضاع الأمنية التى تلت اندلاع ثورات الربيع العربي، والتى أثرت على معرض الكتاب فى القاهرةوتونس «كما لحقت أضرار أخرى وصلت إلى حد إلغاء هذه المعارض فى دول أخرى مازالت تشهد صراعات حتى الآن منها سوريا واليمن وليبيا».