ما بين الإشادات والانتقادات ترواحت ردود الأفعال تجاه الدورة ال45 من معرض القاهرة الدولي للكتاب التي تجري فعالياتها في مدينة نصر، وقد رصدت "البوابة نيوز" في جوله ميدانيه داخل المعرض أهم نقاط الضعف والتميز بهذه الدورة التي وصلت لمنتصف مشوارها الذي ستطوى صفحته يوم 6 فبراير المقبل. وذلك من خلال استطلاع رأي عدد من دور النشر المستقلة في فعاليات المعرض هذا العام، والوقوف على نسبة المشاركة مقارنة بالأعوام السابقة، وبعض المعوقات التي قد تواجه الجمهور أو دور النشر داخل المعرض، ومعرفة إذا ما كان هناك رقابة على عرض بعض الكتب من عدمه، وكذا حجم التواجد الأمني. وقد أشاد الجميع بالتواجد الأمني هذا العام، وأن هذه الإجراءات الأمنية تصب في صالح الجمهور ودور النشر أيضًا، لأنها كما تؤمن الجمهور داخل المعرض وتحرص على سلامته، فإنها كذلك تعمل على تأمين دور النشر داخل المعرض. كما اتفق الجميع على عدم وجود رقابة على أي من أنواع الكتب، فيما تباينت الآراء حول الإقبال على الشراء ووسائل الانتقال داخل المعرض وأسعار الكتب المرتبط بأسعار الورق وأحبار الطباعة وكذا الحالة السياسية والاقتصادية العامة للدولة. وكانت الشكوى العامة من العشوائية وسوء التنظيم، حيث اتفق الجميع على رأي واحد وهو عدم وجود خرائط توضيحية ورسوم مصورة لبيان موقع المكتبات والأجنحة المختلفة، وأكد الجميع على سوء دور الاستعلامات داخل المعرض وعدم تواجدها بشكل كبير. من جانبه قال أحمد حمد الله مدير دار مكتبة مصر: المشاركة منذ ثلاث أيام متميزة جدًا، وإن كانت مرتبكة بعض الشيء في بداية الدورة، إلا أن العام الحالي أفضل من العام الماضي في المشاركة فالعام الماضي كان "النحس حالل علينا" وكان أغلب الشغل جملة، كما كانت الحالة الجوية سيئة، أما هذا العام كما نرى الحالة الجوية مستقرة، يوم الخميس الماضي كان يومًا خرافيًا من ناحية الإقبال، ثم هبط مستوي الإقبال، ثم ارتفع مرة أخرى يومي 28، 29 والإقبال العام الماضي كان أغلبه مُنصب على الكتب التي كانت ممنوعه في السابق مثل " كتب سيد قطب" وكانت واجهه العرض كتب "حسن البنا". وأضاف حمد الله: كما أن الإقبال هذا العام أغلبه من الشباب على الكتب الثقافية والفلسفات وكذا الأعمال الأدبية ولولا أحداث العنف المتكررة لكانت المشاركات فاعلة جدًا، كما أن الأسعار هذا العام بسيطة متواضعة جدا فهناك كتب بعد الخصم يبدأ سعرها من ثمانين قرش وجنيه واحد مثل كتاب "النقد الفني" لنبيل راغب، "والأرجوحة" لفؤاد طلبة، وغيرها الكثير تتدرج الأسعار حتى تصل مجموعة "فتح الباري وهي 15 مجلد طباعه فاخرة إلى 175جنيه بعد الخصم، فالمؤسسة على حد قوله لا تحصل سوى على أسعار الورق والطباعة وهامش ربح بسيط يجعل الكتب في متناول الجميع. أما سيد محمود سيد مدير معرض دار المستقبل للنشر والتوزيع فقال: "إن الأسعار في متناول الجميع ولم ترتفع الأسعار بأي حال من الأحوال، ولكن الأحداث المضطربة تؤثر على نسبة التواجد، كما أن الكثير من دور النشر لم تشارك هذا العام، مثل "مكتبة الإسكندرية للنشر والتوزيع" و"الكلمة الطيبة للنشر والتوزيع" "دار جنا للنشر والتوزيع" وذلك لغلاء أسعار الاشتراكات وخوفًا من الأجواء الغير مستقرة وحدوث أضرار أثناء فترة العرض، وذلك على حد قوله. في حين أكدت رشا على محمود مديرة إدارة شركة يونايتد العالمية وكيل "أطلس- لعروض الأجهزة الرقمية والإلكترونية الدقيقة" أن نسبة المبيعات لديها سيئة جدًا هذا العام مقارنة بالعام الماضي على الرغم من العدد الكثيف داخل المعرض، كما قال المسئول "بالدار الذهبية للنشر والتوزيع": الإقبال بدأ ضعيفًا ولازال متوسطًا ونتمنى أن يتحسن الأسبوع القادم، أما عن الأسعار فهي نسبية متغيرة حسب العرض والطلب، ولا توجد رقابة على الفكر فكل الأعمال معروضة مثل الأعوام السابقة، ولم ترد إلينا أي نشرات بحظر عرض أي نوع من الكتب، أما عن الخدمات داخل المعرض فالجمهور يحتاج إلى خريطة أو كروكي توضيحي، مدعوم بلوحات إرشادية وتوضيحية، فالمتعارف عليه بالمعارض خارج مصر بأن يكون بكل قاعة لوحة مطبوعة بها أسماء دور النشر، وذلك تسهيلا على الجمهور، وهذا ما يفتقده الجمهور في معرض القاهرة على حد تعبيره، أما مدير "دار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي" فهو معترض على أسلوب الدعاية للمعرض بوسائل الإعلام المختلفة والتي يرى أنها محدودة جدًا ولا تتناسب مع حجم وقوة معرض القاهرة للكتاب، وأضاف بأن دور النشر تواجه مشكلة كبيرة وهي سرقة الأعمال الأدبية وإعادة طباعتها وبيعها بأسعار زهيدة جدًا،وهذا التصرف يسبب خسائر كبيرة لدار النشر مالكة حق النشر والتوزيع، كما أن الإهمال في تسليط الضوء على هذه السرقات إعلاميًا يزيد من فرصه وقوعها. أما شريف عبد الوهاب مدير مكتبة "ثري دي كمبيوتر سنتر" فيرى أن توقيت المعرض "سيئ"، وأن هذا التوقيت من العام يقابل احتفالات ثورة 25يناير، والحشد والحشد المضاد الذي يؤثر بالسلب على الوضع الأمني ومن ثم تقل نسبة الإقبال على المعرض، كما أن المعارض في جميع الدول العربية، غير مرتبطة بإجازة منتصف العام الدراسي، وهي ميزة تتيح للمدارس تنظيم رحلات مدرسية للمعرض، ما يكثف التواجد داخل المعرض، ويعطي فرصة للطفل بأن يعرف قيمة الكتاب، وأهمية الحصول عليه واقتنائه. كما يرى مدير دار المكتبة التوفيقية الذي رفض ذكر اسمه أن البداية الفعلية للتواجد داخل المعرض من ناحية المبيعات كانت يوم 28/1 ولم ترد إليه أي نشرات تفيد حظر عرض أي من أنواع الكتب الإسلامية التي كانت تعرض من قبل، وعلى المستوى الدولي أكد أن الخدمات ذات مستوى أفضل بالمعارض خارج مصر إلا أنه لا توجد مقارنة بين معرض القاهرة الدولي للكتاب والمعارض الدولية الأخرى، سواء من حيث المادة العلمية، والثقافية،أو الفنية، أو التراث الفكري الإسلامي، وكذا من حيث الإقبال والتوافد حيث يشكل معرض القاهرة أكبر المعارض على المستوى العربي على حد قوله.