أعلنت المملكة العربية السعودية عن استعدادها إرسال قوات عسكرية برية إلى سوريا، بعد أيام قليلة من إعلان الرياض أن طائراتها تشارك فى عمليات لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابى هناك. وفور هذا، سارعت الولاياتالمتحدةالأمريكية التى تقود التحالف الدولى لمحاربة الإرهاب فى سوريا والعراق وتشارك السعودية فيه، بالترحيب بهذا الإعلان والعمل على مناقشة الجهود التى يمكن أن تقدمها كل دولة فى هذا الإطار. وجاء التصريح على لسان وزير الدفاع الأمريكى «آشتون كارتر» الذى قال فى بيان رسمى تعليقا على الإعلان السعودى: «إن واشنطن ترحب بهذه الخطوة، وأتطلع إلى مناقشة ذلك مع وزير الدفاع السعودى الأسبوع المقبل، ضمن أى نوع آخر للمساهمات يمكن أن تقدمه السعودية». ومن المقرر عقد لقاء بين وزراء دفاع 25 دولة وعدد من دول التحالف بينها السعودية فى العاصمة البلجيكية بروكسل، لمناقشة سبل محاربة الإرهاب العالمى. وأوضح «كارتر» أن الرياض أشارت إلى استعدادها لبذل المزيد من الجهد فى مكافحة داعش، فى الوقت الذى ترغب فيه واشنطن فى تسريع حملة هزيمة التنظيم. وسنقوم بذلك بشكل أفضل، وستصبح هزيمته بكل الطرق غير العسكرية أسهل، إذا ساهمت الدول الأخرى مع التحالف». وأضاف: «هناك إشارة من المملكة لاستعدادها أخذ زمام المبادرة فى حشد بعض الدول ذات الغالبية المسلمة، وهو أمر متوقع، لأن السكان المحليين فى سوريا والعراق هم من سيُبقى تنظيم الدولة مهزوما»، وأشار السعوديون إلى أن المملكة أفضل من يُرتب لذلك. وكان العميد أحمد عسيرى، المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودى الأمير محمد بن سلمان، ولى ولى عهد المملكة، قال: «إن بلاده على استعداد لإرسال جنود إلى سوريا، إذا قرر التحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدة إرسال قوات برية إلى هناك». وأكد «عسيرى»، المتحدث الرسمى باسم عملية قوات التحالف العربى الذى ينفذ عملية «عاصفة الحزم» فى اليمن، فى تصريحات لقناة «العربية»، أن السعودية ستساهم فى أى تحرك عسكرى تتفق عليه دول التحالف ضد الإرهابيين فى سوريا. وعلى الجانب الآخر، تلقت روسيا الإعلان السعودى ببعض القلق والترقب، وعلق الناطق باسم الكرملين، ديمترى بيسكوف، بأن موسكو «تراقب تطور الأوضاع» على الأرض بعد إعلان السعودية عن إمكانية إرسال قوات إلى سوريا، فى أول تعليق روسى على الموقف السعودى الذى يأتى فى وقت تشتد فيه الضربات الروسية على مواقع المعارضة السورية شمال البلاد. ومن المتوقع أن تثير تلك الخطوة قلق إيران المتورطة بالفعل فى المستنقع السورى، وتعانى من خسائر ضخمة فى سوريا.