سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد مطالبة "القمني" بإدراج الأزهر ضمن الجماعات الإرهابية.. "نجم": أصوات باطلة تهدف لشيوع الفوضى وهدم ثوابت الدين.. "أبوليلة": أكاذيب لا يمكن لعاقل أن يصدقها ضد منارة الإسلام والوسطية في العالم
سيد القمني، اسم دائمًا ما يثير حوله قضايا من شأنها الجدل، ففي الوقت الذي حصل فيه على جائز الدولة التقديرية منذ سنوات، وثار جدل شديد وقتها حول أحقيته في الحصول على الجائزة، فقد اعتاد على الخروج بتصريحات تثير الجدل، من أشهرها وصف فتح عمرو بن العاص لمصر بأنه غزو عربي، واحتلال استيطاني باسم الإسلام. والآن، وفي هذا التوقيت يخرج علينا بطلب رفع قضية أمام محكمة الجنائية الدولية في الأممالمتحدة، للتصديق على إدراج الأزهر ضمن قائمة المنظمات الإرهابية دوليًا، وجاءت دعوة سيد القمني، بعد الحكم بحبس إسلام البحيري، لمدة عام، بتهمة "ازدراء الإسلام"، ومن المؤكد أنه لا أحد يستطيع التعقيب على أحكام القضاء المصري، فهو يحكم بما لديه من أوراق، ويستند أيضًا إلى قوانين. في البداية قال، "إسلام نجم الدين"، خبير سياسي، إن الهجوم الشرس الذي يشن على مؤسسة الأزهر وإلصاق تهمة الإرهاب بها وبمناهجها جزء من الحرب الحقيقة على الدين الإسلامين فالأزهر الشريف، الذي يعمل على مواجهة الفكر المنحرف سواء كان فكرًا تكفيريًا أو فكرًا إلحاديًا أو فكرًا خارجًا عن صحيح الممارسات الإسلامية من خلال الفكر والدعوة السليمة والصحيحة، يُحارب الآن من مجموعات مختلفة مثل الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي يكشف الأزهر عن تلاعبها بالآيات الكريمة والأحاديث والسنن المتواترة عن الرسول والصحابة، وهو ما يمكنهم من السيطرة على العقول، وتجنيد جيل جديد من الإرهابيين، وهو ما يقف أمامه الأزهر بقوة، ويدافع عن الدين وقيمه العليا من الحب والتسامح والإخاء، وقيمة العمل، كما أن الموجات الإلحادية التي تريد هدم الأديان من أساسها وشيوع الفوضى الخلقية وأحكام العقل فيما يضر، كلها تحارب الأزهر، وتريد ضربه وبقوة، ليصبح الإسلام بلا منارات علمية حقيقية تدافع عنه ضد التطرف العلماني والأوروبي ضد الإسلام، كما أن الأزهر يلعب دوره في الحفاظ على الحياة الدينية السليمة لدى الأقليات المسلمة في دول كثيرة، ومحاربته في مصر تساعد في ضربه في أماكن الدعوة البعيدة مثل أوساط آسيا وأوروبا وجنوب روسيا، مستغلًا صفته الرسمية في الدولة المصرية، كما أن ضرب التراث الديني وإخراج أدق تفاصيل الفقه لكبار العلماء من متن الكتب إلى الساحة الإعلامية، لتشكيك المسلمين فيها، هو خطوة إلى هدم أساس العقيدة، فيما بعد وهو ما يقف أمامه الأزهر وعلماؤه، حتى لو اختلفنا مع البعض من علمائه. فعند تناول سن زواج الرسول صلي الله عليه وسلم، من السيد عائشة رضى الله عنها، الإصرار على ذكر السن والإلحاح على أنها تزوجت في سن أصغر هو ضرب لمجهودات الدولة، في تحديد سن الزواج، وأي إسقاط على أن النبي لا يجب أن يعمم على الناس، كما أن التشكيك في رحلتي الإسراء والمعارج، لا يفيد إلا أعداء الدين وأعمال العقل فيه يؤدي إلى الشك ثم الإلحاد وإنكار الألوهية، فهل هذا يفيد الإسلام في شيء بل علينا تعزيز قيم الدين والتعامل الحسن علينا أن نبرز للناس خلق الرسول الكريم والصحابة وفقه المعاملات وأسلوب تعامل الإسلام في الحرب والسلم ومحاربة الأفكار الفاسدة حول القتال ومعاملة الأسرى مثل ما تفعله فصائل تدعي أنها تمثل الإسلام فمحاربة الأزهر هو دعم مباشر لجماعات العنف والقتل التي تدعي التدين لأنها ستتمكن من المجتمع الفكري دون أي روافد للرد عليها وإيقافها. فيما أكد "محمد أبو ليلة" أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الانجليزية بجامعة الأزهر، تلك الدعوات التي تخرج علينا في كثير من الأوقات من أشخاص يسيئون للسلام بالخارج وإظهار مدي تفكك الإسلام وابناء الدين الواحد على الكثير من الآراء وخاصة أن جميع الدول الإسلامية بها الكثير من الحروب والفتن ما ظهر منها وما بطن لن يجدي الدين الإسلامي الذي ينادي بأنه يريد له الخير وتجديد للخطاب الديني بل هو خراب يعود على المسلمين ليس إلا، هي دعوات تطرف في الفكر الذي من الطبيعي أن يقابله تطرف في الإرهاب، كما أنجب الأزهر كثيرًا من العلماء المجتهدين مثل الإمام محمد عبده، وبعض الشيوخ الكرام الذين طرحوا التجديد، فكيف يتحول الآن الأزهر إلى حامل للإرهاب؟، مشيرًا إلى أن ما يحدث الآن هراء من النوع الأول والتدخل في الدين والتطاول على رجال الدين وعلى أكبر مؤسسات الدولة ما هو إلا تطرف فكري وسياسي محض في الوقت الذي يبحث فيه المثقفون المصريون عن الوصول لفهم ما يجرى عبر الخطاب الديني وشروط الدولة المدنية والأحزاب. من جانبه قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الأزهر الشريف منذ إنشائه إلى الآن وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لا يقوم إلا على الفكر الوسطى الذي يستوعب جميع الآراء، وبالتالي فإن الأزهر مكانته تفوق كل تلك الأكاذيب التي لا يمكن لعاقل أن يدعى أن الأزهر مؤسسة تصدر الإرهاب، وإن من يقول إن الفتوحات الإسلامية كانت بغرض الاحتلال وأنها كانت بمثابة الفساد في الأرض، لا يقترب إلى الصحة بمثقال ذرة فالإسلام دين علم ونفع للجميع المسلمين بمختلف الازمنة وان الإسلام يدافع عن المسلم وغير المسلم، فقد قال تعالي (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، هذا الحال مع غير المسلمين فكيف يكون الوقوف على المسلم حتى وإن كان عاصيًا ولكن الخيال المريض الذي يطلقونه بعض المغرضين الداعين لنبذ السلم والعمل على التفرقة والشر حتى يتخيل أشياء لا وجود لها ويطعن في صحابة الرسول وان هناك بعض الاشخاص يبحثون عن آراء شاذة ليصدر رأيًا لا أساس له من الصحة ويدعي فيه أنه يحرر الدولة فكريًا، وهذا محض افتراء ولا يستند إلى حقيقة دينية أو اجتماعية أو سياسية. وأوضح أن الأزهر أول من هاجم أفكار داعش والجماعات الإرهابية التي تهلك الحرث والنسل، وأكد أن أفعالهم لا علاقة لها بالإسلام، وطالب بإقامة أشد العقوبات عليهم، مصداقًا لقول الله تعالى: «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ».