يخطئ من يعتقد – من أعداء الإسلام - أن مواجهتنا المصيرية مع الجماعات الارهابية وعلى رأسها جماعة الاخوان الارهابية المحظورة وجماعات العنف والارهاب المسلح التى خرجت من رحمها مثل داعش وأنصار بيت المقدس وجند الاسلام وغيرها تعنى أننا نخوض حربا ضد الاسلام أو ثورة ضد سنة نبينا الكريم وصحابته الكرام أو أئمتنا الكبار أمثال الامام البخارى أو أبطالنا العظام أمثال صلاح الدين الأيوبى. ويخطئ أعداء الاسلام – أيضا – اذا توهموا أن دعوة الرئيس السيسى لتجديد الخطاب الدينى هى فرصة للضرب فى الاسلام وثوابته تحت ستار تنفيذ ما دعى اليه الرئيس. يا أعداء الاسلام الحرب التى تخوضها مصر رئيسا وشعبا هى حرب ضد المتاجرين بالدين لتحقيق مكاسب سياسية وضد من يفسر الدين لتحقيق مآربه الخاصة فى الوصول للحكم وضد من يستغل البسطاء والجهلاء ومحدودى العلم لتنفيذ عمليات ارهابية وتشكيل تنظيمات مسلحة تحت ستار الدين تسعى لتكون بديلة للدولة أو تكون دولة موازية للدولة. أما الصيادون فى الماء العكر فقد اعتقدوا بغبائهم أنها الفرصة المواتية للانقضاض على الاسلام – عقيدة وفكرا وتراثا – للاجهازعليه تحت ستار مواجهة التطرف والارهاب. ومن هنا فأنا لا أفصل بين دعاوى التشكيك فى السنة النبوية الصحيحة وفى ثوابت العقيدة وبين الدعاوى التى انتشرت لخلع الحجاب بعد محاولة ربطه بالارهاب وبأنه رمز سياسى لجماعة الاخوان الارهابية والترويج لأن المرأة المصرية ترتديه تحت قهر جماعات الارهاب وأنهن ينتظرن اللحظة التى يتحررن منه.. بل بلغ حد السفاهة أن يوصف الحجاب من بعض الموتورين بأنه وسيلة العاهرات للتستر ورائه وأن أكثر من 90 % من العاهرات محجبات. وأيضا لا أفصل بين كل هذا وبين دعاوى تقنين مخدر الحشيش باعتباره الحل السحرى لسد عجز الموازنة فى الدولة من خلال تقنين استيراده وزراعته والاتجار به وفرض ضرائب وجمارك عليه ..ومن يفصل بين هذه الأمور لا يستحق أن يصف نفسه بأنه محلل سياسى. التشكيك فى سنة وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ثم خلع الحجاب تحت حماية قوات الأمن ثم تقنين المخدرات هو اعلان رسمى لخروج مصر من دائرة العالم الاسلامى ثم محاولة خبيثة لاظهار نظام الحكم الحالى أنه نظام يحارب الاسلام مما ينتج عن ذلك مزيد من التطرف ومزيد من الارهاب دفاعا عن قيم الاسلام التى تهدر.. وهذا بالضبط المطلوب والذى يسعى هذا الطابور من أعداء الاسلام للوصول اليه فى ظل فضائيات بعضها يقوم بدور خبيث. ويقينى أن هذه الهجمة زوبعة فى فنجان وتساوى صفرا على الشمال أمام الهجمات التى تعرض لها الاسلام على مدار تاريخه الطويل. فعلى مدار 14 قرنا تعرض الاسلام – فكرا وعقيدة – لحملات تشويه وتطاول من أعداء الاسلام ونشرت ألاف الكتب والدراسات للمستشرقين فى مختلف العصور من الملحدين وأصحاب الديانات الأخرى تهدف للتشكيك فى الرسالة المحمدية وفى القرآن الكريم والسنة النبوية وتسيئى للرسول صلى الله عليه وزوجاته وصحابته الكرام بل وتهدف لنسف الدين الاسلامى من أساسه. ولم يكتف الغرب والشرق غير الاسلامى بهذه الحروب الفكرية بعد أن فشلت فى هزالعقيدة عند المسلمين أو حتى منع اقبال غير المسلمين على الدخول فى الاسلام فقامت الحروب الصليبية على بلاد المسلمين تحت راية الصليب واستمرت مايقرب من 200 عاما وتحديدا من عام 1096 الى 1291 ميلادية. ورغم سنوات الدم والقتل والحرق التى خلفها وراءهم الصليبيون ومن بعدها عصور الاستعمار الأوروبى المسيحى للبلاد الاسلامية ومنها مصر ولا البعثات التبشيرية تحت ستار المستشفيات والخدمات الانسانية والاجتماعية لم تنجح كل هذه المحاولات لتشكيك المسلمين فى عقيدتهم بل على العكس زاد اتباع الاسلام فى كل ربوع الأرض ويتعجب أعداء الاسلام من هذه العقيدة التى لا يرتد معتنقوها عنها مهما كانت الظروف. هذا يوضح أن الحرب على الاسلام ليست وليدة اليوم ولا هذا العصر بل هى حرب مستمرة وسوف تستمر بمختلف الوسائل سواء فكرية أو سياسية أو عسكرية حتى يرث الله الأرض ومن عليها وسيظل الاسلام ينتصر وينتشر رغم حالات الضعف والوهن والتخلف الحضارى التى أصابت المسلمين منذ قرون وحتى رغم المسافة والهوة الكبيرة بين أخلاقيات الاسلام وتعاليمه السمحة وبين ما هو عليه غالبية المسلمين من جهل بالدين وبعلوم الدنيا وبروح الاسلام وتعاليمه. لهذه الأسباب فدائما يجب أن يكون المسلمون على يقين من أن أى هجوم على الاسلام لن يحقق أهدافه رغم ما يحدثه من صخب فى زمن مواقع التواصل الاجتماعى والانترنت والفضائيات التى تبث المعلومة فى ثوان لكل أرجاء الكون. وعلى المسلمين أن تكون سلوكياتهم واجهة حقيقية للتعبير عن الاسلام الحقيقى دين التسامح وقبول الحياة مع الآخر وعدم الغلوأو التشدد .. دين العلم والعمل والتحضر واعمال العقل والاعتماد على النفس وعدم التواكل ..دين المحبة والتضامن الاجتماعى والنظام واحترام القانون. وللأسف نحن ظلمنا الاسلام عندما رأى منا الآخرون التخلف الحضارى والجمود والتشدد والعنف والارهاب واهدار قيمة العمل وقيمة الوقت وبعد أن تحول الفساد فى دولنا الى قاعدة تسيطر على كل المجالات.