سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خطة الشيعة لنشر الفوضى في السعودية.. إيران تسعى لتقسيم المملكة وتكوين دولة منفصلة.. الإثنى عشرية خططوا لتحويل شرق السعودية لدولة خاصة.. و"الإسماعيلية" ساعدوا الحوثي لضرب المملكة من الجنوب
منذ عشرات السنين، وضعت إيران نصب أعيونها على خلق فوضى داخل المملكة العربية السعودية عبر الأقلية الشيعية التابعة لها في شرق البلاد، وحاولت استغلال الأحداث المختلفة لخلق أزمة حقيقة تعمل على تقسيم المملكة لتحقيق أغراضها وأهدافها التي وضعتها بدقة، والتي كان آخرها حادث تدافع الحجاج في "منى" شهر سبتمبر الماضي، والذي راح ضحيته ما يقرب من 800 قتيل، حيث حولته إلى حادث سياسي بالدرجة الأولى ودعت خارجية طهران إلى سحب إدارة موسم الحج من السعودية أنذاك. يتركز الوجود الشيعي في السعودية في شرق البلاد في منطقة الإحساء التي كانت تعرف قديمًا ب"بلاد البحرين" ويعود وجودهم فيها إلى القرامطة وهم من الشيعة الإسماعيلية، وقد استطاعوا تأسيس دولة لهم في هذه المنطقة – إضافة إلى أجزاء أخرى من الجزيرة العربية– في أواخر القرن الثالث الهجري أثناء حكم العباسيين. وللشيعة الإثنى عشرية نفوذ كبير في عدة مناطق، حيث تحوي منطقة الشرق السعودي والأماكن الغنية بالنفط، خاصة في "القطيف" وقراها التي تعد أكبر مناطقهم، ومنطقة الإحساء، ومدينة الدّمام، كما يتواجدون في المدينة المنوّرة في "حي العوالي" ويطلق عليهم اسم "النخاولة"، واستطاعوا تكوين حسينيات لهم في الرياض وحفر الباطن والمنطقة الغربية، أما الشيعة الإسماعيلية والزيديون القادمون من اليمن فإن لهم وجودًا في المنطقة الجنوبية، خاصة في جازان، ونجران وعسير، حيث يشكلون نسبة 15% من سكان المملكة حسب آخر إحصائيات. للشيعة في السعودية وجود تربوي وثقافي، وحضور في مختلف المؤسسات والدوائر، وفي مناطقهم الكثير من المدارس لمختلف المراحل وهي غالبًا مكتظة بالطلاب، ويقبل الشيعة على العمل في سلك التعليم، وفي الوظائف الإدارية المرتبطة به، ففي منطقة المدينة النبوية التعليمية تعمل 300 مدرسة شيعية، أما في المنطقة الشرقية فالعدد كبير. وإضافة إلى المدارس، فلهم في الجامعات وجود ملحوظ، وخاصة في جامعة الملك فيصل بالدمام والإحساء والملك فهد بالظهران، كما أن لهم ميولًا للعمل في الكليات والمعاهد التقنية والصناعية، ويحرص الشيعة على إقامة المعارض الثقافية ومعارض الكتاب وفيها تباع الكتب المخالفة للعقيدة الإسلامية ككتاب التوحيد لابن بابوية القمي، والآيات البينات لمحمد الحسين، في إطار استراتيجية فكرية ينفذوها. ومع قدوم ثورة الخميني في فبراير سنة 1979، كان شيعة السعودية على موعد مع الأمل، إذ إن هذه الثورة التي انقاد لها معظم الشيعة في العالم أوجدت لديهم الرغبة في الحكم وتأملوا بصعود نفوذهم، ففي أواخر سنة 1979، اندلعت الاضطرابات الواسعة في القطيف وسيهات وجاءت متزامنة مع أيام الحداد الديني لدى الشيعة (عاشوراء) واحتجاز الرهائن الأمريكيين في طهران، وأحداث جهيمان في مكةالمكرمة (16)، كما أنها جاءت استجابة لنداء الخميني لشيعة السعودية بالثورة على آل سعود، وفي 19 نوفمبر سنة 1979 سحق الحرس الوطني السعودي المظاهرات الشيعية واستمرت الإضرابات حتى نهاية ذلك العام. وظلت علاقات السعودية بشيعتها غير ودية، وكانت علاقة المملكة المتوترة مع إيران إحدى أسباب هذا "اللاود"، حيث كانت دول الخليج ومن ضمنها السعودية مسرحًا للتخريب الإيراني، والاعتداء على السفارة السعودية في طهران، وبلغ التخريب أوجه في محاولة الاعتداء على بيت الله الحرام، وإفساد موسم الحج عامي 1987 و1989م. وفي يونيو 2015 الماضي حاولت إيران استغلال حالة الانفلات قرب الحدود مع اليمن مع شن جماعة الحوثي وقوات على عبدالله صالح، الرئيس السابق، هجومًا على المدن الجنوبية للمملكة وخططت لإنشاء "مجلس علماء الشيعة" كخطوة في طريق التقسيم، حيث سعت إلى إعطاء تكاليف أطلق عليها "التكليف الشرعي من الولي الفقيه" موجّه إلى بعض رجال الدين الشيعة في السعودية بتأسيس مجلس علمائي يضمهم جميعًا، بحيث يكون نواة لحراك أكبر في القريب العاجل على غرار مجالس مماثلة قد أسست في لبنان قبل ظهور "حزب الله". وسعت طهران عبر هذا المجلس إلى تحقيق جملة أهداف على رأسها توحيد صفوف رجال الدين الشيعة، ومن ثم مدّهم بأسباب القوة واستعمالهم لتحقيق مشروعها، كما تسعى للتعلم من تجربتها في العراق حين تأسست عدة جماعات شيعية هناك ما أدى إلى ما يشبه النزاع بينها، ولذا هي تريد خلق قوة شيعية موحدة في السعودية محصورة الولاء لها، وبهذا تقضي على أي تنوع داخل الطائفة الشيعية في السعودية، حسبما أوضحت المصادر. ويأتي الإصرار الإيراني على تأسيس المجلس ضمن خطة خلق نواة دينية وسياسية كرأس حربة في خاصرة المملكة من دون أن يكون الهدف تمثيل الشيعة هناك والتعبير عن مطالبهم، كما يتمثل الهدف الرئيسي للمجلس في انفصال المنطقة الشرقية بدعوة التهميش للشيعة، ومن بعدها يتم طرح مسألة جمعها ووصلها بالبحرين، حيث إن إنشاء المجلس سيمهد لتظهير شخصية مستقلة لأبناء المنطقة الشرقية للمملكة بعيدًا عن حسّ المواطنة. وعلى مستوى آخر يتم استغلال التفجيرات الانتحارية التي طالت مساجد في "القديح" و"الدمام" من أجل تجيير حالة النقم والتضامن في آن لتمرير مثل هذا المجلس، وإظهار الشيعة على أنهم الفئة المغضوب عليهم ولا تعمل المملكة على حمايتهم. وحادث مكة في شهر سبتمبر الماضي ليس ببعيد عن المؤامرة، حيث سارعت إيران إلى استغلال سقوط قتلى وجرحى في موسم حج هذا العام للهجوم إعلاميا ودبلوماسيا على السعودية والتشكيك في مكانتها الدينية، ودعت إلى سحب تنظيم الحج منها، في الوقت الذي ثارت فيه شكوك قوية بشأن تسبّب حجاج إيرانيين بحادث التدافع الذي حدث في مشعر منى وخلّف المئات من القتلى والجرحى، فيما أظهرت إيران حرصا على توظيف الحادث في صراعها السياسي مع السعودية عبر محاولة المساس بمكانتها الدينية في العالم الإسلامي والتشكيك في قدرتها على تنظيم الحج وحماية الحجاج. ونشرت عدة فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لعدد من الحجاج الإيرانيين وهم يصرخون قبل الحادث بدقائق مرددين "لبيك يا على"، ويسيرون في اتجاه معاكس، وهو إعادة لسيناريو سنة 1987 بتسيير مظاهرات في الحج ما تسبب آنذاك بمقتل نحو 400 شخص. وإثر حادثة سقوط الرافعة قبل حادث التدافع بعدة أسابيع، بالحرم المكي متسببة بخسائر في صفوف الحجاج بادرت إيران إلى اتهام السلطات السعودية، عبر صحيفة كيهان "المقرّبة" من المرشد الأعلى على خامنئي ب"الإهمال وعدم الأهلية لإدارة قبلة المسلمين الأولى"، والدعوة من ثمّ إلى سحب امتياز الإشراف على البقاع المقدّسة من السعودية وإسناده إلى "هيئة أمناء من العالم الإسلامي". وأدلى الرئيس الإيراني حسن روحاني الموجود في نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بتصريحات تماثل تصريحات كان قالها الزعيم الأعلى الإيراني على خامنئي وألقى فيها باللوم على السعودية. وقال روحاني في بيان نشرته وكالة الأنباء الإيرانية "أطالب الحكومة السعودية بتحمل مسئولية هذه الكارثة والالتزام بواجباتها القانونية. ولم يكن تلك الأحداث التي وقعت العام الماضي هي الأولى، ففي أكتوبر 2013 أثار ما حدث في مكةالمكرمة من جانب فئة من الحجاج الإيرانيين من أعمال تظاهر وعنف تسبب في وفاة عدد من الأشخاص استياء واستنكار زعماء العالم الإسلامي وشعوبه، كما أثار أيضا استنكار مئات الآلاف من الحجاج المسلمين الذين وفدوا من مختلف أنحاء العالم إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، عندما قام مجموعة من الحجاج الإيرانيين بالتظاهر والاصطدام برجال الأمن والمواطنين السعوديين عندما حاول هؤلاء التدخل سلميا لفض هذه المسيرة التي أغلقت منافذ وطرقات المدينة وعرقلت الحركة فيها وحالت دون أداء الحجاج المسلمين لمناسكهم والوصول إلى الحرم الشريف، وإقدام بعض الإيرانيين على إحراق عدد من السيارات وإصابة العديد بجروح. وهذه أيضًا ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الحجاج الإيرانيون استغلال موسم الحج لترويج دعايات وأهداف ذات أغراض سياسية، والإقدام على أعمال تظاهر وشغب في الأماكن المقدسة. فقد شهدت الأعوام الماضية العديد من المحاولات المماثلة وقد واجهتها السلطات السعودية بسعة صدر وضبط نفس حرصا منها على راحة ضيوف الرحمن كان منها العثور مع 21 إيرانيا على منشورات دعائية وصور وشعارات وتبين أن قدومهم لم يكن بغرض الحج بل لإحداث فوضى ممنهجة.