بكل شماتة ومتاجرة بأرواح الشهداء من الحجاج المسلمين الذين راحوا ضحية التدافع فى منى، شن المسئولون الإيرانيون هجومهم السافر على المملكة السعودية واتهموها – ظلما – بتقصيرها فى الإعداد والتنظيم لموسم الحج، وطالبوا بتدويل التحقيقات فى أسباب الحادث نكاية فى السعودية قلعة وقلب المذهب السنى فى العالم كله. وانتهز ملالى إيران الشيعة حادث منى للترويج لأوهامهم وأحلامهم البغيضة بسحب الأشراف على الأراضى المقدسة وتنظيم الحج من المملكة - قلعة أهل السنة – لتكون تحت إدارة إسلامية مستقلة تسيطر عليها إيران الشيعية بالطبع، هذا رغم وجود شبهة مؤامرة إيرانية وراء حادث التدافع فى منى، والذى يتردد أن هناك تعمد التدافع من الحجاج الإيرانيين وهم يرددون "لبيك يا حسين" بدلا من دعاء "لبيك اللهم لبيك". وشن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامئنى هجوما حادا يملأه الحقد على السعودية متهما المملكة بسوء الإدارة والتعامل الفاشل مع الحادث، فى الوقت الذى قامت فيه السلطات السعودية بتسخير كل إمكانياتها لإنقاذ وإسعاف وعلاج المصابين وانتشال الضحايا وفحص هوياتهم وإجراء تحقيق شفاف عن ملابسات الحادث دون إخفاء أى معلومات.
ولم يتوقف الحقد الإيرانى والمتاجرة بدماء شهداء منى عند هذا الحد، بل وصل لقيام الرئيس الإيرانى حسن روحانى باستغلال اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة ليطالب من على منبرها بتحقيق شفاف عن الحادث، ساعيا لتدويل القضية، وهو ما طالب به خطباء الجمعة فى إيران الذين حولوا خطبة الجمعة إلى أبواق سياسية للهجوم على المملكة ورموزها، مطالبين بتحويل الحادث والتحقيق فيه لمحاكم دولية. وعلى مدار مواسم عديدة للحج، سعى الحجاج الإيرانيون لإفساد موسم الحج واختلاق المشاكل وإيقاع الحوادث وافتعال الأزمات مع باقى الحجاج ورفع صور آيات الله وتحويل الحج من فريضة دينية تجمع وتوحد المسلمين لساحة للصراع السياسى بتحريض وتنظيم من الدولة الإيرانية حقدا على أهل السنة من ناحية وسعيا وراء إظهار السلطات السعودية بمظهر الفاشل فى إدارة وتنظيم الحج، ولا ينسى المسلمون ما فعله الحجاج الإيرانيون فى موسم 1987 بتحريض من النظام الإيرانى عندما قطع الحجاج الإيرانيون الطرق وعرقلوا أداء الحجاج للفريضة وحاولوا اقتحام المسجد الحرام ومارسوا أعمال شغب ورفعوا صورة مرشد الثورة الإيرانية آنذاك آية الله الخمينى، وهو ما أدى إلى مصادمات دامية مع سلطات الأمن. ولا شك أن الهجوم الإيرانى – تحت دعوى الدفاع عن دماء الحجاج المسلمين – لن يحقق أهدافه ولا أهداف السياسية الإيرانية التى تهدف لتصدير الثورة الشيعية للبلدان الإسلامية السنية تحت أكثر من ستار.. أحيانا يكون ستار المواجهة مع إسرائيل وأحيانا تحت ستار التعاون الاقتصادى والآن تحت ستار الدفاع عن المسلمين ومواجهة الفشل – كما يدعون – فى تنظيم المملكة العربية السعودية – قلب العالم السنى – لمواسم الحج.
ووجهت معظم الدولة الإسلامية - وفى مقدمتها مصر – صفعة على وجه المؤامرة الإيرانية بإعلان دعمها للمملكة ووقوفها إلى جانبها وتقديم خالص التعازى لها ولأسر الضحايا والإشادة بما قامت وتقوم به المملكة لخدمة الحجاج وخدمة الحرمين الشريفين، وعلى إيران أن تعلم علم اليقين بأن العالم الإسلامى السنى بالكامل لن يسمح بأن يكون للإيرانيين أى دور تنظيمى أو إشرافى أو سيادى على الحرمين الشريفين وكل ما يدور فى خلد ملالى وآيات إيران هو من قبيل الوهم والحلم، وأن أى عدوان غاشم على المملكة هو اعتداء على العالم العربى والإسلامى كله وفى القلب منه مصر.
أما حقيقة ما قدمته المملكة من خدمات جليلة لحجاج بيت الله وللحرمين الشريفين على مدار عقود عديدة، فلا ينكره إلا جاحد ومغرض، ويكفى حجم التوسعات التى لا تتوقف فى المسجد الحرام والمسجد النبوى وما يتم إنشاؤه من مشروعات تطوير لتوفير الراحة والأمان للحجاج وتيسير أداء المناسك، ويكفى ما يتم الآن فى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ومن قبله المغفور له جلالة الملك عبد الله.