لا تختلف استعدادات الكنائس للاحتفال بميلاد «المخلص» كثيرًا، الأمر سيان تقريبًا بين الكنائس الكبيرة والصغيرة، «كنيسة النعمة الإنجيلية» من هذا النوع الأخير، ولأن عدد روادها قليل، إلى حد ما، يشارك الجميع، كبارًا وصغارًا، فى التجهيز للاحتفال بعيد الميلاد. كاميليا زاخر، مسئولة الأطفال فى الكنيسة، قالت عن إشراك الأطفال فى التجهيز للاحتفال يقول الإنجيل: «من أفواه الأطفال والرضع أسست حمدًا»، لهذا نحرص كل عام على أن نشرك الأطفال فى الاحتفالات، ونديهم ترانيم يقولوها للناس، وهما اللى بيعلموا الكبار كمان». يجلس الأطفال فى صفوف يحفظون ترانيمهم، ويعيدون إنشادها قبل موعد حفل رأس السنة بأيام، يغنى الطفل «مارك ناجى» بصوته العذب قائلاً: «فاتت سنة من عمرى يا ربى، طول السنة وأنا شايفك جمبى»، يقول «ناجى»، 9 سنوات: «أنا بحب أرنم فى الكنيسة وأتكلم مع ربنا وأسبحه، وكل سنة بقضى رأس السنة هنا». ينتظر الأطفال مرور العام بفارغ الصبر ليشاركوا فى احتفالية رأس السنة، فهى الأكبر فى الكنيسة، تقول إيرينى كامل، 12 عامًا: «طول عمرى نفسى أمثل بس كنت صغيرة، والسنة دى أول مرة أكون من أبطال المسرحية، وعشان كده دى أكتر سنة فرحانة»، تتحدث «كاميليا» عن المسرحية قائلة: «إحنا معندناش فريق مسرح بس كل الأطفال لازم يبقالهم دور، ويشاركوا باللى بيعرفوا يعملوه، تمثيلا أو ترنيم أو حتى حفظ وترديد آيات من الإنجيل، لازم يحسوا إنهم جزء من الحدث عشان يحبوه، ومينفعش نقول لطفل أنت مش هتشارك لأى سبب غير التزامه». تتزين الكنيسة قبل أيام من موعد الحفلة، يزين الأطفال الشجرة ويعلق الشباب الزينة، وتقول كريستينا كامل، 9 سنوات: «إحنا بنحب نيجى نزين الشجرة فى الكنيسة، ونعلق فيها النجوم والأجراس، ونعرف معنى كل حاجة»، وتضيف زميلتها نانسى ناجى: «كل حاجة بتتعلق فى الشجرة ليها قصة حصلت زمان أيام ميلاد المسيح، وده اللى بنعرفه فى الكنيسة، لكن أهم حاجة فى العيد إننا نشارك فى الحفلة ونقول للناس حاجة جديدة». وتقول بسمة مجدى، 15 عامًا: «إحنا عددنا قليل بس ده بيخلينا نحس إننا جزء أساسى فى الكنيسة ودورنا مهم، بنتكلم مع المسئولين، وبنقدم ترانيم ومسرحية كل سنة عشان نوصل هدف معين». فى يوم الحفل يقف الأطفال فى صفوف أمام الحضور ينشدون أغنياتهم، يتلعثمون أحيانًا ويضحكون أخرى، ولكن الجميع يصفقون لهم مشجعين فى النهاية، أما الشباب فيشاركون بترنيماتهم التى تُغنى بمصاحبة العود فقط، ليس بسبب تحريم الموسيقى، ولكن لقلة الإمكانات، يقول إدوار إسحاق «العازف الوحيد»، 22 عامًا: «من زمان كنت عايز أتعلم العود، وأشارك بيه فى شكر وحمد ربنا، ومن 3 شهور تقريبًا بدأت أعزف فعلا، بحاول أسمع الموسيقى كويس وأتدرب عليها فى البيت كتير، وبعدين أشارك زمايلى ونتدرب عليها سوا». فى نهاية الحفل توزع «الوعود» على الحضور، و«الوعود» تقليد ابتدعته كنيسة النعمة الإنجيلية، عبارة عن ورق يحمل آيات من الإنجيل فى صيغة وعد، يحتفظ كل شخص بواحدة من الآيات، وكأنها وعد الله له خلال العام الجديد.