مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    وزير التعليم العالي يهنئ رئيس الجمهورية والقوات المسلحة والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء    وزير التنمية المحلية يتابع مع وفد البنك الدولى الموقف التنفيذي لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر    غير مستقر.. سعر الدولار الآن بالبنوك بعد ارتفاعه المفاجئ    محافظ القليوبية يتفقد أعمال النظافة بمدينتي الخصوص وأحياء شرق وغرب شبرا الخيمة    خبير اقتصادي: الدولة نفذت 994 مشروعا تنمويا في سيناء بنحو التريليون جنيه    الدورة 15 لحوار بتسبيرج للمناخ بألمانيا.. وزيرة البيئة تعقب فى الجلسة الأفتتاحية عن مصداقية تمويل المناخ    ضمن الموجة ال22.. إزالة 5 حالات بناء مخالف في الإسكندرية    تحصين 434 ألف رأس ماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع في الشرقية    بعد مغادرة قادتها لتركيا.. حقيقة غلق مكتب حماس في قطر    بلجيكا: استدعاء السفير الإسرائيلي لإدانة قصف المناطق السكنية في غزة    "حماس": حال قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس سنضم جناحنا العسكري للجيش الوطني    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    تطرح مرحلتها الأولى اليوم للمستفيدين... مدينة رفح الجديدة" درة تاج التنمية" على حدود مصر الشرقية بشمال سيناء ( صور)    إمام عاشور وديانج بقائمة الأهلي أمام مازيمبي بفرمان كولر    أنطوي: أطمح للفوز على الزمالك والتتويج بالكونفدرالية    تشافي يبرّر البقاء مدربًا في برشلونة ثقة لابورتا ودعم اللاعبين أقنعاني بالبقاء    مصر تنافس على ذهبيتين وبرونزيتين في أول أيام بطولة أفريقيا للجودو    «الجيزة» تزيل تعديات وإشغالات الطريق العام بشوارع ربيع الجيزي والمحطة والميدان (صور)    السيطرة على حريق نشب أمام ديوان عام محافظة بني سويف    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    بالصور .. بدء طباعة وتظريف امتحانات الترم الثاني 2024    نقابة الموسيقيين تنعي مسعد رضوان وتشييع جثمانه من بلبيس    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    الصحة: فحص 6 ملايين و389 طفلًا ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع    علماء يحذرون: الاحتباس الحراري السبب في انتشار مرضي الملاريا وحمى الضنك    كيفية الوقاية من ضربة الشمس في فصل الصيف    أحدهما بيلينجهام.. إصابة ثنائي ريال مدريد قبل مواجهة بايرن ميونخ    بنات ألفة لهند صبرى ورسائل الشيخ دراز يفوزان بجوائز لجان تحكيم مهرجان أسوان    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    عقب سحب «تنظيم الجنازات».. «إمام»: أدعم العمل الصحفي بعيداً عن إجراءات قد تُفهم على أنها تقييد للحريات    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    وزارة العمل تنظم فعاليات «سلامتك تهمنا» بمنشآت السويس    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    محافظ شمال سيناء: كل المرافق في رفح الجديدة مجانًا وغير مضافة على تكلفة الوحدة السكنية    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    هشام الحلبي: إرادة المصريين لم تنكسر بعد حرب 67    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    حبس شاب لاستعراضه القوة وإطلاق أعيرة نارية بشبرا الخيمة    بيلاروسيا: في حال تعرّض بيلاروسيا لهجوم فإن مينسك وموسكو ستردّان بكل أنواع الأسلحة    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    آخرهم وائل فرج ومروة الأزلي.. نجوم انفصلوا قبل أيام من الزفاف    منها طلب أجرة أكثر من المقررة.. 14 مخالفة مرورية لا يجوز فيها التصالح بالقانون (تفاصيل)    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إنجيلية وأرثوذكسية تكتبان تجربتهما: مذكرات زوجات الكهنة

ربما كانت «كاميليا شحاتة» - زوجة الكاهن «تادروس سمعان» - والأزمة التى سببتها حالة خاصة بين قطاع من النساء فرضت أقدارهن عليهن ضرباً فريداً من «العلاقة الزوجية» له متطلبات وخصائص قد لا تتواءم معها أى سيدة أخرى إلاَّ أنه فى المقابل فإن هناك كثيرات كانت حياتهن الشخصية كزوجات رجال دين بمثابة «تجربة حياتية» بالغة الثراء لعبن فيها دوراً لا يقل أهمية عن دور القساوسة والآباء الذين جمعهم بهن رباط الزواج الأبدى.. تجربة آثرن توثيقها بأقلامهن لتكون شهادة للتاريخ.
من هؤلاء «نادية منيس» زوجة القس «منير عبدالنور» - راعى الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، والتاسونى «إنجيل باسيلى» زوجة القمص «بيشوى كامل» - راعى كنيسة مارجرجس باسبورتنج ورفيقة مشواره!
من نحو 206 صفحات تروى «نادية أرسانيوس سيفين» رحلة خدمتها للكنيسة وشعبها التى امتدت لنحو 60 عاماً عقب زواجها من القس «منيس عبدالنور»، فتقول إنها اشتهرت بعدة ألقاب منها «الست نادية»؛ و«مَرَة القسيس» - أى زوجته؛ كما عرفت فى اجتماعات الشباب بالكنيسة «قصر الدوبارة» ب«ماما أو طنط» ثم «تيتة نادية»؛ وأخيراً «الأم الروحية»؛ لكن أكثر الألقاب التصاقاً بها وأقربها إلى قلبها هو «نادية منيس» - نسبة إلى «الزوج الفاضل والصديق والراعى وأستاذها القس منيس عبدالنور «الذى أهدته مذكراتها التى عنونتها ب«من ذكرياتى»!
وتحت عنوان «البداية» تقدم السيدة «نادية» للقارئ رؤية ملخصة لحياتها قبل خطبتها إلى الشاب «منيس» فتقول «عندما ولدت فى أول فبراير عام 1932 استقبلتنى عائلتى بفرحة كبيرة؛ فقد سبقتنى ثلاثة طرابيش صغيرة؛ أعنى ثلاثة أخوة ذكور هم عبدالمسيح؛ أمين، نعيم، ثم جاء بعدى ولد وبنت»؛ وبحكم عمل والدها كموظف حكومة كانت مسألة تنقله من بلدة ومحافظة إلى أخرى أمراً روتينياً؛ إلى أن نقل إلى «طوخ» بالقليوبية عندما كانت «نادية» فى الخامسة تقريباً؛ ولعدم وجود مدارس هناك فقد أرسل الأب الموظف «أرسانيوس سيفين» أولاده الكبار إلى «القاهرة» على أن يلحق بهم مع باقى أفراد الأسرة بعد عام؛ وحتى تتمكن الطفلة «نادية» وشقيقها الصغير «نعيم» من الالتحاق بمدارس الابتدائى «القاهرية» فقد قامت الأم بتدريس مواد الروضة وأولى ابتدائى للصغيرين فى المنزل؛ حتى استطاعت «نادية» أن تلتحق بالصف الثانى الابتدائى مباشرة فور انتقالها للقاهرة مع الأسرة فى مدرسة «الأمريكان» الملحقة بالكنيسة الإنجيلية بالقللى.
ثم التحقت بعد الشهادة الابتدائية بمدرسة الصادقة للفنون الطرزية فى شبرا فقد كان هذا اتجاه معظم العائلات.
أما عن الخطوبة فقد لعب فيها جدها لأمها مع زوج خالتها وهما قسيسان بالصعيد دوراً مهماً حيث ناقشا مع والدى موضوع خطبتى إلى ابن خالتى منيس، الذى كان وقتئذ طالبا فى السنة النهائية بكلية اللاهوت، وتم الاتفاق على أن يكون حفل الخطبة فى يوليو 1949 وبالنسبة للأسرة فإن منهم من أيد وبارك ومنهم من اعترض قائلاً «سوف تتعب ابنتك فى الريف» عجين وخبز وتربية طيور علاوة على مسئولية الكنيسة، وقال البعض الآخر «أنهما صغيران على أعباء الكنيسة ومشاكل الشعب».
أول هدية تلقيتها من خطيبى كانت «الكتاب المقدس» وسعدت بها جداً، وأعتقد أنه كان يحاول أن يستشف مدى استعدادى للخدمة، وقد تعرف كل منا على ميول الآخر من خلال الخطابات التى تبادلناها معا، وكانت تتطلع بطموح إلى خدمة تربطنا معا، وقد احتفظت بخطاباتنا فى ملف كبير وعدنا لقراءتها معا حتى بعد زواجنا لكن حدث أن وجدنا فى دولاب قديم ببيت الكنيسة بعض خطابات تخص الراعى السابق وزوجته وحرصا على قدسية المشاعر وخصوصيتها قمنا بحرقها، وعندئذ طلب منى القسيس أن نحرق خطاباتنا بأيدينا، فى البداية اعترضت وعز علىَّ أن أفقدها، ثم وافقته لاقتناعى بحرمة الخصوصية.
أما عن الزواج فعقد مساء الثلاثاء 11 يوليو 1950 بكنيسة الفجالة الإنجيلية، وقام بالمراسم القس جرجس هابيل الذى أوصانى قائلاً «إن زوجة الراعى ليست ملكا لنفسها، كما أن بيتها يعتبر ملاذا للكثيرين وأن علاقاتك بالشعب ستساند وتكمل عمل زوجك» أما القس توفيق جيد فقال لى «كونى له فرامل، إن عمل القسيس ليس له ساعات محددة وعليك أن تساعديه على الراحة».. وجاء يوم السفر إلى قرية حرز التى تقع على بعد 13 كيلومترا إلى الجنوب الغربى، سافرت معى والدتى لتساعدنى فى ترتيب البيت الجديد ومكثت معى والدتى 15 يوما وقبل سفرها بيومين سافر القسيس منيس إلى ديروط وهى البلدة التى كان بها والده وأخوته وعاد ومعه شقيقته فضيلة، التى توطدت علاقتى معها بمحبة عميقة خالصة إذ اعتبرها أختى الصغرى.
فى حرز.. سمعت ملاحظات عابرة عن إرسال هدايا للراعى الأسبق، فوضعت حداً لهذا الكلام لأحفظ للخدمة كرامتها فاتفقت مع بعض السيدات على شراء البيض واللبن يومياً وعلمتهن أن يدفعن عشور ما يباع إلى الكنيسة.
بعد أن رزقنا بابنتنا فيفى وبعد أن أتمت عامها الأول فكرنا فى عمل بوليصة تأمين تنفعها عندما تكبر، وطلبت أن يكون العقد لمدة 15 عاما لعلها تتزوج قبل سن العشرين بقسط شهرى قدره 113 قرشا يصل فى نهاية المدة إلى 300 جنيه، كان المبلغ كافيا لتجهيز غرفة النوم، فى ذلك الوقت - 1953 - حيث كان ثمن كيلو اللحم البتلو 25 قرشا وثمن الفرخة 20 قرشا، كما كنا نشترى كل 5 بيضات بقرشين، لكن فى عام 1974 خطبت ابنتنا فيفى بعد تخرجها فى كلية طب الأسنان وعدت بذاكرتى إلى فكرة ادخار 300 جنيه ولم تكن كافية إلا لشراء مفروشات غرفة النوم فقط!!
تتنقل «نادية منيس» فى مذكراتها بين قرية حرز ومحافظة المنيا ثم الزقازيق وقصر الدوبارة إلى جانب أسفارها المتعددة فى إطار خدمتها لزوجة قسيس ومنها رحلة أفريقية مرهقة عانت فيها كثيراً من سوء التنظيم من أجل حضور حلقة لتقييم عمل المرأة في الكنيسة في ست دول أفريقية هي الكاميرون وزامبيا والسنغال وتوجو وموزمبيق ومصر.
وتقول: سألوني مراراً لماذا لم ترسم المرأة شيخة أو قسيسة في مصر؟
حاولت الإجابة وحاولت الدفاع أن السيدات يقمن بنشاطات مختلفة.
ولكن لم تلق استحساناً حينئذ، بل كان ينظر إلىَّ على أنى رجعية، أما الآن وبينما أنا أسطر هذه الذكريات فقد أقر السنودس رسامة المرأة إلى منصب شيخ، وهناك مساع لأن ترسم السيدات اللواتى درسن فى كلية اللاهوت مصر، فى المدارس والمستشفيات التابعة للكنيسة ويسمونه CHAPLIN.
وعن بيت القسيس وخدماته، كتبت الأم «نادية» : «كان مكتب القسيس فى البيت وكان أصدقاء القسيس كثيرين، فكنت أفاجأ بضيوف بلا موعد سابق وطبعاً تجهيز الأكل يستلزم وقتاً حسب العدد، وأحياناً كان يحضر شخص طلباً للمشورة، ثم تمتد الجلسة فيدعوه القسيس للغداء.
كنت أحيانا أتذمر داخلى وأقول: يا ريت يخترعوا حنفية تنزل أكل! كان طبعاً حل المشكلة مسئوليتى أنا، فرتبت شراء ديب فريزر، لأحتفظ ببعض الوجبات جاهزة للطوارئ، ثم بعد سنوات اشتريت مايكروويف.
كانت تلك المواقف فى البداية صعبة لأنى لا أحب المفاجآت، ولكنى تعودت عليها بعد ذلك بل أصبحت جزءاً من برنامج حياتى ثم وجدت أن عدداً من الشباب أو السيدات يحتاجون لرعاية ومشورة متكررة، وكانت حالات البعض تستلزم رعايتهم لعدة أيام، لذلك حسبت بيتى هو حقل خدمتى وأسميتها: خدمة البيت المفتوح، واعتبرت نفسى راعية لهذه النفوس المتعبة لأساند القسيس فى العناية بها والصلاة معها - وتذكر الأم «نادية» عدة نماذج لحالات أسهمت فى حل مشكلاتها - منها مثلاً إحدى الشابات التى حكت لى أنها اختلفت مع زوجها على موضوع ما، وأحست بحاجة ملحة أن تحكى بعض متاعبها إلى صديقة لها أخبرت زوجها أنها ستزور صديقة لها وستقضى الليلة معها ذهبت إلى بيت صديقتها فلم تجدها ووجدت نفسها مدفوعة إلى أخذ الأوتوبيس إلى ميدان التحرير.
وقفت فى الميدان قليلاً ثم سألت عسكرى المرور: ألا توجد كنيسة قريبة من هنا؟ أجابها: نعم هناك كنيسة كبيرة خلف مبنى المجمع هذا.
تناقشنا معاً ثم دعوتها لقضاء الليلة معنا، وكانت تلك الليلة سبب بركة كبيرة.
بعنوان «مذكراتى» عن القمص بيشوى كامل «تكتب شريكة حياته تاسونى «أنجيل» فى جزءين عن علاقتها وزواجها برجل دين «أرثوذكسى» كان رافضاً لفكرة الزواج أصلاً كما أكدت «التاسونى» بنفسها، وكلمة «تاسونى» تعنى الأخت وهو ما يعكس النظرة التى تعامل من خلالها شعب الكنيسة مع «أنجيل باسيلى» التى قدر لها أن تكون زوجة «أبونا بيشوى» ويقع الجزء الأول فى 168 صفحة من الحجم الصغير والثانى فى 260 صفحة من نفس الحجم وهى فى شكل السؤال والجواب وأقرب إلى الحكاوى وتعود أهميتها لأنها تكشف بعض طرق اختيار زوجة الكاهن فتقول تاسونى إنجيل: الحقيقة أنا مش باحب أتكلم أبداً فى الموضوع ده لكن فى ضغطة كبيرة إنى أنا أتكلم.. الحقيقة أن أبونا بيشوى ماكانش بيفكر فى الجواز خالص.
فلما سيدنا البابا «كيرلس السادس» قال إن ده شخص حلو.. أبونا مينا إسكندر تبنى الموضوع وشبط فيه وقال له (لسامى كامل) أبونا بيشوى أنا عندى عرايس.. قال له مش بفكر فى عرايس ولا بفكر دلوقتى فى حاجة.. أنا بفكر فى ربنا عاوز منى إيه؟.. يعنى أنا أروح الدير.. ولا أنا أقبل إن أنا أبقى كاهن فى العالم.. هو ده اللى شاغلنى.. أنا مش شاغلنى أى موضوع غيره قال له لأ لازم.. أنا عندى واحدة خدمة اجتماعية مش عارفة اسمها إيه.. وعندى واحدة تانية.. فقال له لأ.. الحاجات دى كلها أنا مش بفكر فيها.. يعنى لما زنق عليه جامد جامد قال أنا موضوع العروسة ده مش شاغل بالى ده سهل ولو ربنا عاوز هايبقى مش مشكلة.
وأبونا بيشوى كان من كتر ما هو مشدود مش عارف إرادة ربنا فين.. فراح الدير من غير ما يقول ولا لحد فى مدارس الأحد.. ولا حتى باباه أو مامته.. ولا حد خالص يعرف هو راح فين.. إلا للمقدس يوسف حبيب بس.
أنا أعترف كنت عند أبونا يوحنا مش عنده.. لكن هو مالهوش علاقة بى.. ولا يعرف حاجة عنى.. فهو جه كلمنى عن أنواع الخدمة دخل فى الموضوع ده قلت له أنا بأستبعد الحاجات دى.. خلينا فى الأولانية قال لأ أحنا عاوزين ده غصب عنك هانخدك ونقعدك على كرسى الأكليل بالعافية.. يوم الأحد.. قلت له يا أبونا إزاى؟! قال لى كده هو كدة ومافيش حل ولا بركة لا تقولى لماما ولا لبابا ولا حد من إخواتك.. فالحقيقة تعبنى بأمانة يعنى تعبت قوى قوى فى الفترة دية.. كان يوم الخميس قعدت أنا من يوم الخميس ليوم السبت أنا كنت تعبانة جداً.. لأن أنا عمالة أتخيل إزاى إجبارى يعنى؟.. وأنا كنت ساذجة مش مثلاً أعرف أقول لأ.. ممكن أنا أرفض وأقول لأ ولكن أنا ما أقدرش أبداً أكسر كلام كاهن.. لا سيما قال لا حل ولا بركة.. وفى نفس الوقت الموضوع مش قابلاه نفسياً ولا عقلياً ولا حاجة.. فتعبت وماسألتهوش مين الشخص ولا حاجة.. مش عايزة أعرف لأن نفس المبدأ أنا مش موافقة عليه.
أنا كنت متعودة أنا وزميلاتى كنت وقتها فى سنة تالتة فى كلية تجارة فكنا بنروح شلة أصحاب وزميلات كده نروح للبابا كيرلس يصلى لنا.
فرُحت برضه فى الميعاد.. طلعنا ورحنا علشان ندخل نسلمّ عليه.. فقاموا قالوا لى إياك تقولى لسيدنا على الموضوع.. قلت يووه.. لا أقول سيدنا.. ولا أقول لبابا.. ولا أقول لماما.. ولا أقول لإخواتى.. يعنى أموت فى نفسى؟، وبعدين كنت بصارع فى نفسى أنا مش عارفة أنا عندى كلمة البطرك تبقى كلمة المسيح نفسه.. بغض النظر عن أى حد تانى.. بس البابا كيرلس.. قال لى:
يعنى إنتِ عايزة تروحى الدير بمزاجكِ ولا بمزاج ربنا؟.. قلت له لأ بمزاج ربنا.. قال لى طب خلاص هو دلوقتِ فى الدير، وإذا كان ربنا عاوزكِ تروحى الدير هايستنى فى الدير.. وإذا كان عاوزكِ تخدميه فى العالم ها تبصى تلاقيه رجع، أنت تصلى وتقولى يا ربى يسوع لتكن إرادتك.. طول النهار.. قلت له خلاص حاضر.. وصلى لى وطلعت.. كنت شايلة هم وارتحت.. وروّحت البيت مبسوطة.. وفى البيت لسه ماكانوش يعرفوا الموضوع.. وقلت أبتدى بقى أذاكر علشان أعوض الكام يوم اللى فاتونى.. كنت مش قادرة أعمل حاجة.. وريّحت كده شوية وقلت علشان أقوم بعديها.. فبصيت على الساعة عشرة ونص مساءً كده دخل أبونا مينا ودخل يقول لى ياللا قومى قومى سيدنا بيقولك وافقى.. فأنا لسه واقفة كده فلقيت بابا جالى.. وقال لى يا بنتى ياريت بلاش ترفضى.. مع إن بابا من طبيعته ما بيضغطش علينا أبدًا فى الموضوع ده. لكن أنا كمان كلمة سيدنا فوق كل الكلام ده كانت بتزن فى ودنى.. قال لى اوعى ترفضى فأنا مشيت زى ما قالوا لى.. تعالى هنا.. اقعدى هنا.. اوقفى هنا.. وإحنا أول ما دخلنا صلوا لنا بقى.. هو ده اللى كان الXeiieniwt بتاعنا.. ومالبسناش دبل.. وضربوا تليفون لمامته وباباه يقولوا لهم.
أبونا بيشوى «سامى كامل» كان فى الدير رجع يوم الاثنين على الضهرية كده تقريبًا.. ومارجعش على بيتهم كمان.. رجع على بيت المقدس يوسف حبيب.
فالمقدس يوسف قال له خلاص يعنى استريحت؟.. قال له أنا الحقيقة كنت عاوز علامة واضحة من ربنا.. لكن ما أخدتش علامة واضحة وما أعرفش ورجعت.. فقال له أحسن حاجة نسمع كلام سيدنا والعروسة أخت فايز باسيلى.. قال هى اللى فكرت فيها.
لما راحوا لسيدنا قال بلغها إن سيدنا بيقول لك توافقى.. قال له حاضر يا سيدنا وصلى لهم وهم جاءوا البيت عندنا.
مامته وباباه ما كانوش يعرفوا أى أخبار عنه.. لكن أثناء ما كانوا بيصلوا لنا راح أبونا مينا إسكندر ضرب تليفون لمامته وقال لها سامى بجانب العروسة.. طبعا كانت بالنسبة ليهم مفاجأة.. الإكليل بقى تانى يوم علشان كان داخل صيام الميلاد يوم الخميس على طول.. وده سر العجلة وأنا رحت الكنيسة الثلاثاء الصبح وهو راح واتناولنا.. ويومها سيدنا بابا كيرلس وهو بيناولنى الدم ناولنى 3 مرات.. وقال لى ياللا ما إنت شماسة.. وطلعنا من القداس وسامى راح المدرسة عشان يقدم استقالته وأنا رحت مع أبونا يوحنا حنين عشان نجيب الدبل وأخذوا مقاس صباعه لأنه لم يكن معنا.
وتروى الزوجة تاسونى إنجيل موقف معهم فتقول فى عام 1976 أبونا سألنى تفتكرى خدمتنا للفقراء خدمة مظبوطة؟ قلت له يا خبر يا أبونا أمال أنت عايز تعمل إيه أكتر من كده أننا لا نذلهم والخادمات بيروحوا لغاية عندهم يدولهم حاجتهم وعملت لهم كنيسة وغيرت اسم اجتماعهم لاجتماع الشابات والسيدات بدلا من الفقراء أخوة المسيح، لكنه قال لا دى مش خدمة ليس هناك داع لحجرة سفرة لنا أو حجرة نوم وممكن نشوف لنا أوضة صفيح ونجيب لنا أى حاجة كدة سرير وكرسى أى حاجة بسيطة ونعيش زيهم هى دى الخدمة لكنى رفضت تماما وقلت مش ممكن أعذرك المرة دى أنا مقدرش أبدا هل ستتحمل ثقوب الصفيح فقال خلاص خلاص مش هتقدرى بلاش، أنا مش هضغط عليك، وقد تضمنت المذكرات خدمة أبونا بيشوى فى أمريكا ومعاناته مع مرض السرطان حتى رحيله عام .1979


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.