«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إنجيلية وأرثوذكسية تكتبان تجربتهما: مذكرات زوجات الكهنة

ربما كانت «كاميليا شحاتة» - زوجة الكاهن «تادروس سمعان» - والأزمة التى سببتها حالة خاصة بين قطاع من النساء فرضت أقدارهن عليهن ضرباً فريداً من «العلاقة الزوجية» له متطلبات وخصائص قد لا تتواءم معها أى سيدة أخرى إلاَّ أنه فى المقابل فإن هناك كثيرات كانت حياتهن الشخصية كزوجات رجال دين بمثابة «تجربة حياتية» بالغة الثراء لعبن فيها دوراً لا يقل أهمية عن دور القساوسة والآباء الذين جمعهم بهن رباط الزواج الأبدى.. تجربة آثرن توثيقها بأقلامهن لتكون شهادة للتاريخ.
من هؤلاء «نادية منيس» زوجة القس «منير عبدالنور» - راعى الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، والتاسونى «إنجيل باسيلى» زوجة القمص «بيشوى كامل» - راعى كنيسة مارجرجس باسبورتنج ورفيقة مشواره!
من نحو 206 صفحات تروى «نادية أرسانيوس سيفين» رحلة خدمتها للكنيسة وشعبها التى امتدت لنحو 60 عاماً عقب زواجها من القس «منيس عبدالنور»، فتقول إنها اشتهرت بعدة ألقاب منها «الست نادية»؛ و«مَرَة القسيس» - أى زوجته؛ كما عرفت فى اجتماعات الشباب بالكنيسة «قصر الدوبارة» ب«ماما أو طنط» ثم «تيتة نادية»؛ وأخيراً «الأم الروحية»؛ لكن أكثر الألقاب التصاقاً بها وأقربها إلى قلبها هو «نادية منيس» - نسبة إلى «الزوج الفاضل والصديق والراعى وأستاذها القس منيس عبدالنور «الذى أهدته مذكراتها التى عنونتها ب«من ذكرياتى»!
وتحت عنوان «البداية» تقدم السيدة «نادية» للقارئ رؤية ملخصة لحياتها قبل خطبتها إلى الشاب «منيس» فتقول «عندما ولدت فى أول فبراير عام 1932 استقبلتنى عائلتى بفرحة كبيرة؛ فقد سبقتنى ثلاثة طرابيش صغيرة؛ أعنى ثلاثة أخوة ذكور هم عبدالمسيح؛ أمين، نعيم، ثم جاء بعدى ولد وبنت»؛ وبحكم عمل والدها كموظف حكومة كانت مسألة تنقله من بلدة ومحافظة إلى أخرى أمراً روتينياً؛ إلى أن نقل إلى «طوخ» بالقليوبية عندما كانت «نادية» فى الخامسة تقريباً؛ ولعدم وجود مدارس هناك فقد أرسل الأب الموظف «أرسانيوس سيفين» أولاده الكبار إلى «القاهرة» على أن يلحق بهم مع باقى أفراد الأسرة بعد عام؛ وحتى تتمكن الطفلة «نادية» وشقيقها الصغير «نعيم» من الالتحاق بمدارس الابتدائى «القاهرية» فقد قامت الأم بتدريس مواد الروضة وأولى ابتدائى للصغيرين فى المنزل؛ حتى استطاعت «نادية» أن تلتحق بالصف الثانى الابتدائى مباشرة فور انتقالها للقاهرة مع الأسرة فى مدرسة «الأمريكان» الملحقة بالكنيسة الإنجيلية بالقللى.
ثم التحقت بعد الشهادة الابتدائية بمدرسة الصادقة للفنون الطرزية فى شبرا فقد كان هذا اتجاه معظم العائلات.
أما عن الخطوبة فقد لعب فيها جدها لأمها مع زوج خالتها وهما قسيسان بالصعيد دوراً مهماً حيث ناقشا مع والدى موضوع خطبتى إلى ابن خالتى منيس، الذى كان وقتئذ طالبا فى السنة النهائية بكلية اللاهوت، وتم الاتفاق على أن يكون حفل الخطبة فى يوليو 1949 وبالنسبة للأسرة فإن منهم من أيد وبارك ومنهم من اعترض قائلاً «سوف تتعب ابنتك فى الريف» عجين وخبز وتربية طيور علاوة على مسئولية الكنيسة، وقال البعض الآخر «أنهما صغيران على أعباء الكنيسة ومشاكل الشعب».
أول هدية تلقيتها من خطيبى كانت «الكتاب المقدس» وسعدت بها جداً، وأعتقد أنه كان يحاول أن يستشف مدى استعدادى للخدمة، وقد تعرف كل منا على ميول الآخر من خلال الخطابات التى تبادلناها معا، وكانت تتطلع بطموح إلى خدمة تربطنا معا، وقد احتفظت بخطاباتنا فى ملف كبير وعدنا لقراءتها معا حتى بعد زواجنا لكن حدث أن وجدنا فى دولاب قديم ببيت الكنيسة بعض خطابات تخص الراعى السابق وزوجته وحرصا على قدسية المشاعر وخصوصيتها قمنا بحرقها، وعندئذ طلب منى القسيس أن نحرق خطاباتنا بأيدينا، فى البداية اعترضت وعز علىَّ أن أفقدها، ثم وافقته لاقتناعى بحرمة الخصوصية.
أما عن الزواج فعقد مساء الثلاثاء 11 يوليو 1950 بكنيسة الفجالة الإنجيلية، وقام بالمراسم القس جرجس هابيل الذى أوصانى قائلاً «إن زوجة الراعى ليست ملكا لنفسها، كما أن بيتها يعتبر ملاذا للكثيرين وأن علاقاتك بالشعب ستساند وتكمل عمل زوجك» أما القس توفيق جيد فقال لى «كونى له فرامل، إن عمل القسيس ليس له ساعات محددة وعليك أن تساعديه على الراحة».. وجاء يوم السفر إلى قرية حرز التى تقع على بعد 13 كيلومترا إلى الجنوب الغربى، سافرت معى والدتى لتساعدنى فى ترتيب البيت الجديد ومكثت معى والدتى 15 يوما وقبل سفرها بيومين سافر القسيس منيس إلى ديروط وهى البلدة التى كان بها والده وأخوته وعاد ومعه شقيقته فضيلة، التى توطدت علاقتى معها بمحبة عميقة خالصة إذ اعتبرها أختى الصغرى.
فى حرز.. سمعت ملاحظات عابرة عن إرسال هدايا للراعى الأسبق، فوضعت حداً لهذا الكلام لأحفظ للخدمة كرامتها فاتفقت مع بعض السيدات على شراء البيض واللبن يومياً وعلمتهن أن يدفعن عشور ما يباع إلى الكنيسة.
بعد أن رزقنا بابنتنا فيفى وبعد أن أتمت عامها الأول فكرنا فى عمل بوليصة تأمين تنفعها عندما تكبر، وطلبت أن يكون العقد لمدة 15 عاما لعلها تتزوج قبل سن العشرين بقسط شهرى قدره 113 قرشا يصل فى نهاية المدة إلى 300 جنيه، كان المبلغ كافيا لتجهيز غرفة النوم، فى ذلك الوقت - 1953 - حيث كان ثمن كيلو اللحم البتلو 25 قرشا وثمن الفرخة 20 قرشا، كما كنا نشترى كل 5 بيضات بقرشين، لكن فى عام 1974 خطبت ابنتنا فيفى بعد تخرجها فى كلية طب الأسنان وعدت بذاكرتى إلى فكرة ادخار 300 جنيه ولم تكن كافية إلا لشراء مفروشات غرفة النوم فقط!!
تتنقل «نادية منيس» فى مذكراتها بين قرية حرز ومحافظة المنيا ثم الزقازيق وقصر الدوبارة إلى جانب أسفارها المتعددة فى إطار خدمتها لزوجة قسيس ومنها رحلة أفريقية مرهقة عانت فيها كثيراً من سوء التنظيم من أجل حضور حلقة لتقييم عمل المرأة في الكنيسة في ست دول أفريقية هي الكاميرون وزامبيا والسنغال وتوجو وموزمبيق ومصر.
وتقول: سألوني مراراً لماذا لم ترسم المرأة شيخة أو قسيسة في مصر؟
حاولت الإجابة وحاولت الدفاع أن السيدات يقمن بنشاطات مختلفة.
ولكن لم تلق استحساناً حينئذ، بل كان ينظر إلىَّ على أنى رجعية، أما الآن وبينما أنا أسطر هذه الذكريات فقد أقر السنودس رسامة المرأة إلى منصب شيخ، وهناك مساع لأن ترسم السيدات اللواتى درسن فى كلية اللاهوت مصر، فى المدارس والمستشفيات التابعة للكنيسة ويسمونه CHAPLIN.
وعن بيت القسيس وخدماته، كتبت الأم «نادية» : «كان مكتب القسيس فى البيت وكان أصدقاء القسيس كثيرين، فكنت أفاجأ بضيوف بلا موعد سابق وطبعاً تجهيز الأكل يستلزم وقتاً حسب العدد، وأحياناً كان يحضر شخص طلباً للمشورة، ثم تمتد الجلسة فيدعوه القسيس للغداء.
كنت أحيانا أتذمر داخلى وأقول: يا ريت يخترعوا حنفية تنزل أكل! كان طبعاً حل المشكلة مسئوليتى أنا، فرتبت شراء ديب فريزر، لأحتفظ ببعض الوجبات جاهزة للطوارئ، ثم بعد سنوات اشتريت مايكروويف.
كانت تلك المواقف فى البداية صعبة لأنى لا أحب المفاجآت، ولكنى تعودت عليها بعد ذلك بل أصبحت جزءاً من برنامج حياتى ثم وجدت أن عدداً من الشباب أو السيدات يحتاجون لرعاية ومشورة متكررة، وكانت حالات البعض تستلزم رعايتهم لعدة أيام، لذلك حسبت بيتى هو حقل خدمتى وأسميتها: خدمة البيت المفتوح، واعتبرت نفسى راعية لهذه النفوس المتعبة لأساند القسيس فى العناية بها والصلاة معها - وتذكر الأم «نادية» عدة نماذج لحالات أسهمت فى حل مشكلاتها - منها مثلاً إحدى الشابات التى حكت لى أنها اختلفت مع زوجها على موضوع ما، وأحست بحاجة ملحة أن تحكى بعض متاعبها إلى صديقة لها أخبرت زوجها أنها ستزور صديقة لها وستقضى الليلة معها ذهبت إلى بيت صديقتها فلم تجدها ووجدت نفسها مدفوعة إلى أخذ الأوتوبيس إلى ميدان التحرير.
وقفت فى الميدان قليلاً ثم سألت عسكرى المرور: ألا توجد كنيسة قريبة من هنا؟ أجابها: نعم هناك كنيسة كبيرة خلف مبنى المجمع هذا.
تناقشنا معاً ثم دعوتها لقضاء الليلة معنا، وكانت تلك الليلة سبب بركة كبيرة.
بعنوان «مذكراتى» عن القمص بيشوى كامل «تكتب شريكة حياته تاسونى «أنجيل» فى جزءين عن علاقتها وزواجها برجل دين «أرثوذكسى» كان رافضاً لفكرة الزواج أصلاً كما أكدت «التاسونى» بنفسها، وكلمة «تاسونى» تعنى الأخت وهو ما يعكس النظرة التى تعامل من خلالها شعب الكنيسة مع «أنجيل باسيلى» التى قدر لها أن تكون زوجة «أبونا بيشوى» ويقع الجزء الأول فى 168 صفحة من الحجم الصغير والثانى فى 260 صفحة من نفس الحجم وهى فى شكل السؤال والجواب وأقرب إلى الحكاوى وتعود أهميتها لأنها تكشف بعض طرق اختيار زوجة الكاهن فتقول تاسونى إنجيل: الحقيقة أنا مش باحب أتكلم أبداً فى الموضوع ده لكن فى ضغطة كبيرة إنى أنا أتكلم.. الحقيقة أن أبونا بيشوى ماكانش بيفكر فى الجواز خالص.
فلما سيدنا البابا «كيرلس السادس» قال إن ده شخص حلو.. أبونا مينا إسكندر تبنى الموضوع وشبط فيه وقال له (لسامى كامل) أبونا بيشوى أنا عندى عرايس.. قال له مش بفكر فى عرايس ولا بفكر دلوقتى فى حاجة.. أنا بفكر فى ربنا عاوز منى إيه؟.. يعنى أنا أروح الدير.. ولا أنا أقبل إن أنا أبقى كاهن فى العالم.. هو ده اللى شاغلنى.. أنا مش شاغلنى أى موضوع غيره قال له لأ لازم.. أنا عندى واحدة خدمة اجتماعية مش عارفة اسمها إيه.. وعندى واحدة تانية.. فقال له لأ.. الحاجات دى كلها أنا مش بفكر فيها.. يعنى لما زنق عليه جامد جامد قال أنا موضوع العروسة ده مش شاغل بالى ده سهل ولو ربنا عاوز هايبقى مش مشكلة.
وأبونا بيشوى كان من كتر ما هو مشدود مش عارف إرادة ربنا فين.. فراح الدير من غير ما يقول ولا لحد فى مدارس الأحد.. ولا حتى باباه أو مامته.. ولا حد خالص يعرف هو راح فين.. إلا للمقدس يوسف حبيب بس.
أنا أعترف كنت عند أبونا يوحنا مش عنده.. لكن هو مالهوش علاقة بى.. ولا يعرف حاجة عنى.. فهو جه كلمنى عن أنواع الخدمة دخل فى الموضوع ده قلت له أنا بأستبعد الحاجات دى.. خلينا فى الأولانية قال لأ أحنا عاوزين ده غصب عنك هانخدك ونقعدك على كرسى الأكليل بالعافية.. يوم الأحد.. قلت له يا أبونا إزاى؟! قال لى كده هو كدة ومافيش حل ولا بركة لا تقولى لماما ولا لبابا ولا حد من إخواتك.. فالحقيقة تعبنى بأمانة يعنى تعبت قوى قوى فى الفترة دية.. كان يوم الخميس قعدت أنا من يوم الخميس ليوم السبت أنا كنت تعبانة جداً.. لأن أنا عمالة أتخيل إزاى إجبارى يعنى؟.. وأنا كنت ساذجة مش مثلاً أعرف أقول لأ.. ممكن أنا أرفض وأقول لأ ولكن أنا ما أقدرش أبداً أكسر كلام كاهن.. لا سيما قال لا حل ولا بركة.. وفى نفس الوقت الموضوع مش قابلاه نفسياً ولا عقلياً ولا حاجة.. فتعبت وماسألتهوش مين الشخص ولا حاجة.. مش عايزة أعرف لأن نفس المبدأ أنا مش موافقة عليه.
أنا كنت متعودة أنا وزميلاتى كنت وقتها فى سنة تالتة فى كلية تجارة فكنا بنروح شلة أصحاب وزميلات كده نروح للبابا كيرلس يصلى لنا.
فرُحت برضه فى الميعاد.. طلعنا ورحنا علشان ندخل نسلمّ عليه.. فقاموا قالوا لى إياك تقولى لسيدنا على الموضوع.. قلت يووه.. لا أقول سيدنا.. ولا أقول لبابا.. ولا أقول لماما.. ولا أقول لإخواتى.. يعنى أموت فى نفسى؟، وبعدين كنت بصارع فى نفسى أنا مش عارفة أنا عندى كلمة البطرك تبقى كلمة المسيح نفسه.. بغض النظر عن أى حد تانى.. بس البابا كيرلس.. قال لى:
يعنى إنتِ عايزة تروحى الدير بمزاجكِ ولا بمزاج ربنا؟.. قلت له لأ بمزاج ربنا.. قال لى طب خلاص هو دلوقتِ فى الدير، وإذا كان ربنا عاوزكِ تروحى الدير هايستنى فى الدير.. وإذا كان عاوزكِ تخدميه فى العالم ها تبصى تلاقيه رجع، أنت تصلى وتقولى يا ربى يسوع لتكن إرادتك.. طول النهار.. قلت له خلاص حاضر.. وصلى لى وطلعت.. كنت شايلة هم وارتحت.. وروّحت البيت مبسوطة.. وفى البيت لسه ماكانوش يعرفوا الموضوع.. وقلت أبتدى بقى أذاكر علشان أعوض الكام يوم اللى فاتونى.. كنت مش قادرة أعمل حاجة.. وريّحت كده شوية وقلت علشان أقوم بعديها.. فبصيت على الساعة عشرة ونص مساءً كده دخل أبونا مينا ودخل يقول لى ياللا قومى قومى سيدنا بيقولك وافقى.. فأنا لسه واقفة كده فلقيت بابا جالى.. وقال لى يا بنتى ياريت بلاش ترفضى.. مع إن بابا من طبيعته ما بيضغطش علينا أبدًا فى الموضوع ده. لكن أنا كمان كلمة سيدنا فوق كل الكلام ده كانت بتزن فى ودنى.. قال لى اوعى ترفضى فأنا مشيت زى ما قالوا لى.. تعالى هنا.. اقعدى هنا.. اوقفى هنا.. وإحنا أول ما دخلنا صلوا لنا بقى.. هو ده اللى كان الXeiieniwt بتاعنا.. ومالبسناش دبل.. وضربوا تليفون لمامته وباباه يقولوا لهم.
أبونا بيشوى «سامى كامل» كان فى الدير رجع يوم الاثنين على الضهرية كده تقريبًا.. ومارجعش على بيتهم كمان.. رجع على بيت المقدس يوسف حبيب.
فالمقدس يوسف قال له خلاص يعنى استريحت؟.. قال له أنا الحقيقة كنت عاوز علامة واضحة من ربنا.. لكن ما أخدتش علامة واضحة وما أعرفش ورجعت.. فقال له أحسن حاجة نسمع كلام سيدنا والعروسة أخت فايز باسيلى.. قال هى اللى فكرت فيها.
لما راحوا لسيدنا قال بلغها إن سيدنا بيقول لك توافقى.. قال له حاضر يا سيدنا وصلى لهم وهم جاءوا البيت عندنا.
مامته وباباه ما كانوش يعرفوا أى أخبار عنه.. لكن أثناء ما كانوا بيصلوا لنا راح أبونا مينا إسكندر ضرب تليفون لمامته وقال لها سامى بجانب العروسة.. طبعا كانت بالنسبة ليهم مفاجأة.. الإكليل بقى تانى يوم علشان كان داخل صيام الميلاد يوم الخميس على طول.. وده سر العجلة وأنا رحت الكنيسة الثلاثاء الصبح وهو راح واتناولنا.. ويومها سيدنا بابا كيرلس وهو بيناولنى الدم ناولنى 3 مرات.. وقال لى ياللا ما إنت شماسة.. وطلعنا من القداس وسامى راح المدرسة عشان يقدم استقالته وأنا رحت مع أبونا يوحنا حنين عشان نجيب الدبل وأخذوا مقاس صباعه لأنه لم يكن معنا.
وتروى الزوجة تاسونى إنجيل موقف معهم فتقول فى عام 1976 أبونا سألنى تفتكرى خدمتنا للفقراء خدمة مظبوطة؟ قلت له يا خبر يا أبونا أمال أنت عايز تعمل إيه أكتر من كده أننا لا نذلهم والخادمات بيروحوا لغاية عندهم يدولهم حاجتهم وعملت لهم كنيسة وغيرت اسم اجتماعهم لاجتماع الشابات والسيدات بدلا من الفقراء أخوة المسيح، لكنه قال لا دى مش خدمة ليس هناك داع لحجرة سفرة لنا أو حجرة نوم وممكن نشوف لنا أوضة صفيح ونجيب لنا أى حاجة كدة سرير وكرسى أى حاجة بسيطة ونعيش زيهم هى دى الخدمة لكنى رفضت تماما وقلت مش ممكن أعذرك المرة دى أنا مقدرش أبدا هل ستتحمل ثقوب الصفيح فقال خلاص خلاص مش هتقدرى بلاش، أنا مش هضغط عليك، وقد تضمنت المذكرات خدمة أبونا بيشوى فى أمريكا ومعاناته مع مرض السرطان حتى رحيله عام .1979


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.