· سامية قدري: الزوجة تتعهد مرتين أمام الكنيسة بقبول ومشاركة زوجها والكاهن «يجامع» زوجته في الأصوام الكبري · جورجيت راتب: موافقة الزوجة شرط أساسي لانضمام زوجها للكهنوت وإذا لم تستوعب طبيعة عمله «البيت يخرب» فتحت أزمة زوجة الكاهن كاميليا شحاتة الباب حول أهمية التطرق إلي الحياة الأسرية للكاهن، وليس أقدر علي الحديث في ذلك من زوجات الكهنة أنفسهن. «صوت الأمة» تحدثت مع عدد من زوجات الكهنة اللاتي كشفن النقاب عن العديد من تفاصيل الحياة الزوجية للكاهن، وعن طبيعة هذه الحياة ولم يترددن في الحديث عن العلاقة الخاصة جداً، لاسيما أن الكهنة يقضون فترات طويلة في الصيام، علاوة علي عدم تواجدهم الدائم في المنزل. بداية أكدت سامية قدري أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس ورئيس قسم الدراسات الاجتماعية بمعهد الرعاية، وزوجة القمص مرقص يواقيم راعي كنيسة السيدة العذراء ب6 أكتوبر أن وظيفة الكهنوت ذات طبيعة خاصة مثل الطياروالضابط والطبيب، تلك المهن التي تتطلب وجود الزوج خارج المنزل لفترات طويلة، ولكن زوجاتهن يكن قادرات علي المحافظة علي الحياة الأسرية كاملة بالرغم من أنهن يعملن أيضاً مشيرة إلي أن 90% من زوجات الكهنة يعملن في مهن عليا كالطب والهندسة وأساتذة جامعات ومحاميات وهذا لا يقلل من دورهن الأسري. وأكدت أن زوجة الكاهن توافق مرتين علي قبول أن يدخل زوجها للكهنوت الأمر الأشبه «بميثاق» الأولي أمام أسقف الايبارشية الذي يستدعيها ويخبرها بمهام الكهنوت وطبيعته وأعبائه ويطلب موافقتها، فإذا وافقت فقد تعهدت أمام الأسقف والكنيسة بذلك. والمرة الثانية أثناء «رسامة الكاهن» وتقف أمام المذبح بالكنيسة ويملي عليها الأسقف أعباء الكهنوت ويقول لها «هل ستتحمل معه أعباء الحياة ومشاركته فيها».. فتتعهد أمام الأسقف والكنيسة للمرة الثانية بأنها موافقة وستتحمل معه أعباء الحياة الكهنوتية». وبذلك فهي تعهدت مرتين لمشاركة زوجها في كل ما يحدث مشيرة إلي أن 90% من زوجات الكهنة يتحملن ذلك عن حب، وربطت ذلك بوفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة قائلة إنه ليس بسبب حدوث مشكلتين عام 2004 لوفاء وكاميليا 2010 فتعتبر الحياة الأسرية للكاهن مدمرة فهما «شاذتين» عن القاعدة، ففي حالة وفاء كان زوجها مريضا وكاميليا تزوجت من القمص تداوس في ظروف خاصة وسريعة فالخطوبة والزواج تما بسرعة ولم يعرفا بعضهما جيداً والاثنان شباب ولم يقدرا الوضع الذي هما فيه لذا فهما ليسا بقاعدة. واستطردت قائلة إن هناك «اجتماع زوجات الكهنة» يعقد في الجيزة تحت رعاية الأنبا دومائيوس وسيؤديثيوس، حيث يتم لقاء زوجات الكهنة وأبنائهن لدعم الحياة الأسرية ودراسة مشاكلهم وحلها. وعن العلاقة الزوجية بين الكاهن وزوجته أوضحت أن الكاهن يمارس «حياته الطبيعية» مع زوجته مثل أي زوجين ورغم أنه يصوم ما يقرب من 7 شهور في العام فإن «يلتقي بزوجته» أثناء الصيام فمثلاً في الأسبوع يكون الأربعاء والجمعة صيام ولكن باقي الأسبوع من الممكن أن يحدث «اللقاء» وعن الأصوام الكبري مثل صيام عيد الميلاد وعيد القيامة فإن الكاهن «لا يلتقي» بزوجته أثناء «فترة الصيام الانقطاعي» التي يصوم فيها من 12 ليلاً حتي 3 ظهراً ولكن بعدها من الممكن أن «يلتقي» زوجته. وأوضحت أن أسرة الكاهن جزء من الأسرة المصرية والمشكلات الاجتماعية واحدة في الاثنتين وحدثت متغيرات كثيرة في المجتمع المصري انعكست علي المجتمع المسيحي الذي هو جزء لا يتجزأ منه في طبيعة المشكلات الزوجية والخلافات والكاهن جزء منها رافضة المطالبات بعدم عمل زوجات الكهنة لأن ذلك تقليلا من قدرهن وانقاص من حقوق المرأة فزوجة الكاهن من حقها العمل سواء اجتماعياً أو سياسياً. وقالت كوثر رشدي زوجة القمص صليب متي ساويرس عضو المجلس الملي إنها تعمل بدرجة مدير عام بوزارة التربية والتعليم سابقاً مما جعلها تدرك أهمية عمل زوجة الكاهن التي عليها أعباء كبيرة جداً خاصة أن الكاهن عليه ضغوط شديدة نظراً لطبيعة عمله التي تتطلب وجوده خارج المنزل كثيراً بسبب القداسات والافتقادات التي يجريها للمسيحيين والاعترافات وربطت رشدي بين مشاكل الكهنة وزوجاتهم وثقافة الزوجة فكلما كانت متعلمة ومثقفة ومنخرطة في المجتمع اكتسبت خبرة في التعامل مع الكاهن لاحتوائه وإدراكه طبيعة عمله مؤكدة أن زوجة الكاهن لابد أن تتمتع بالعديد من الصفات أهمها التعليم والعمل في المجتمع الذي يؤدي لمساعدتها في الخدمة الكنسية التي تقوم بها. والصفة الأخري هي «الوقار» حتي تكتسب احترام الجميع، ومساعدة زوجها في الخدمة سواء في الكنيسة أو في المنزل وأن تحب طبيعة عمل الكهنوت حتي ترتضي بالصعاب الموجودة فيه. مشددة علي أن عمل الزوجة لن يتسبب في مشاكل أسرية وأن الكاهن بشر يخطي وعبء المنزل يقع علي عاتق الزوجة لا الكاهن. وقالت جورجيت راتب وكيل أول وزارة بمصلحة الجمارك وزوجة القمص انطونيوس عبدالمسيح كاهن كنيسة مارجرجس بألماظة إن زوجة الكاهن لابد وأن تتحلي بصفات عدة أولها «مخافة الله» مستشهدة بآية من الإنجيل «جعلت الله أمامي في كل حين فلا أخاف شيئاً»، وبالمسئولية التي ستلقي علي كاهلها بعد زواجها بكاهن سواء مسئولية الأطفال أو المنزل بسبب طبيعة عمله التي ستجعله خارج المنزل باستمرار. وأكدت أنه قبل سيامة الكاهن لابد من أخذ موافقة زوجته فإذا اعترضت لا يصبح كاهناً، لأنها تعلم أنه عندما يعود للمنزل سيكون محملاً بأعباء كثيرة وإن لم تستوعب ذلك فالبيت «هيخرب» علي حد قولها. وأضافت إنه عندما يتزوج كاهن جديد فإن زوجته تجلس مع زوجة كاهن أكبر منه في السن ومشهود له من الجميع، لتفهمها طبيعة عمل الكاهن وأعباءه حتي تتأقلم معها وتجلس زوجة الكاهن الكبير مع الزوجات الصغيرات لتعريفهن بذلك؟. وأشارت إلي أن الكاهن إنسان ومن الطبيعي أن تحدث مشاكل مع زوجته وقد يستعمل العنف معها وهذا طبيعي ففي المنزل هو زوجها، كما أن في حياتهما الأسرية أسرار لا يباح بها مثل باقي الأسر المصرية. وقالت لوريس تودري زوجة القمص يوحنا نيروز بشبرا إن زوجة الكاهن عليها مسئولية كبري نظراً لبعد الكاهن عن المنزل، موضحة أنها تزوجت من القمص يوحنا عندما كان «علمانياً» يعمل طبيبا وتم سيامته كاهناً بعدها بخمس سنوات، وقبل السيامة كانت متفهمة للوضع الذي ستصبح عليه وهذا الوضع لا يؤثر علي الأسرة بل هو طبيعي، وربطت ذلك بموضوع كاميليا شحاتة زوجة الكاهن تداوس وقالت إنها حالة استثنائية لأنها صغيرة السن كما أن زواجهما تم في فترة قصيرة وبالتالي لم يعرفا بعضهما جيداً وهذا خطأ لأن طباعهما كانت مختلفة ولم يدرسا بعضهما جيداً. وهم بشر لذا لابد من حدوث مشاكل أسرية بينهما فهما ليسو ملائكة. وأصافت إن من أهم صفات زوجة الكاهن «الحكمة» فقد يلجأ للعنف نظراً للضغوط النفسية والأعباء التي يمر بها وتظهر هذه المشكلات عندما يكون كاهنا جديدا ولكن مع مرور السنوات تكتسب الخبرة. فالكاهن يتعرض لضغوط نفسية كثيرة في السنوات الأولي للكهنوت.