في الوقت الذي شهدت فيه الدوريات الأوروبية الكبرى هذا الموسم الإطاحة بالعديد من المدربين، وفي الوقت الذي يوجد فيه آخرون تحت مقصلة الإقالة، فإن هناك عددا من المدربين الآخرين الذين باتوا محصنين هذا الموسم من مواجهة هذا المصير، لما يقدمونه مع فرقهم من مستويات متميزة ونجاحهم في تطوير الأداء مع مضي المباريات. ويأتى لويس إنريكى مدرب فريق برشلونة الإسباني على رأس هولاء المدربين، بالرغم من تعرضه لانتقادات الموسم الماضي، نظرا لما قدمه برشلونة من بداية سيئة، إلا أنه نجح في تغيير أسلوب الفريق الكاتالوني وحصد في النهاية الثلاثية التاريخية، ولا يمكن انكار فضله في تكوين منظومة هجومية متكونة من ميسي وسواريز ونيمار. ويشار إلى تألق المدير الفني لفريق انتر ميلان الإيطالي روبيرتو مانشيني هذا الموسم، وكانت عودته لقيادة الفريق هي أول السبل لاستعادة أمجاد الفريق، والنتائج الجيدة، حيث نجح في قيادة الفريق حاليا نحو صدارة الدوري الإيطالي حتى الآن، وبالرغم من بعض نقاط الضعف في الفريق إلا أنه قادر على المنافسة على لقب "الاسكوديتو". أما ماحققه المدرب الايطالى المخضرضم كلاوديو رانييري مع فريق ليستر سيتي فيفوق الخيال.. حيث كان الفريق متصدرا للبريميرليج منفردا، حتى لحق به فريق ارسنال هذا الأسبوع، ونجح في تحويله من فريق يصارع على الهبوط إلى خصم قوي أمام كبار "البريميرليج" إضافة إلى تطويره أداء لاعيبيه مثل ما أحدثه في رياض محرز وفاردي. وفي إسبانيا، يواصل المدير الفني الأرجنتيني دييجو سيميوني مغامراته مع فريق أتلتيكو مدريد، ومن يتابع هذا المدرب يجد أنه تمكن من بناء فريق يعده البعض حاليا أحد كبار "الليجا" حيث جعل "الروخوبلانكوس" أداة جذب للمشاهدين، ونجح موسم 2013، 2014 في حصد لقب "الليجا" وكذلك بلغ دور النهائي في دوري أبطال أوروبا. أما الفرنسي أرسين فينجر، فإنه لم يتعرض أبدا لخطر الإقالة لأنه ينال كل الدعم من إدارة فريق أرسنال الإنجليزي، وبالرغم من غيابه من تحقيق الإنجازات إلا أنه ناجح في تكوين منظومة كروية بفكر واضح "للجانرز"، وله الفضل في تخريج نجوم كبار وخاصة فكره في التطوير والبناء، ويبدو أنه هذا الموسم يعد أقرب من أي وقت مضى للفوز بالدوري الإنجليزي.