تصدر الاتفاق الروسي - الأمريكي بشأن سوريا ، تطورات الأوضاع في السودان ، عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، اهتمامات صحف الخليج الصادرة صباح اليوم الأربعاء. وحظيت الأزمة السورية باهتمامات الصحف السعودية والعمانية ، فمن جانبها ، ذكرت صحيفة (الشرق) السعودية أن الرئيس السوري بشار الأسد اعتقد بعد الاتفاق الروسي - الأمريكي بشأن السلاح النووي السوري ، أنه اكتسب شرعيةً جديدة ، فأكثر من التصريحات والمقابلات التليفزيونية ، وتحدث عن احتمال ترشحه مجدداً لرئاسة سوريا التي دمرها “,”إذا وجد أن السوريين يريدون ذلك“,”. ورأت الصحيفة أن الأسد أخرج نسبيا عن عزلته الحقيقية عن العالم عقب تراجع عواصم القرار الدولي عن توجيه ضربة عسكرية له بعد مذبحة غوطة دمشق. واستنكرت الصحيفة عملية إعادة تقديم نظام الأسد للرأي العام العالمي بغرض تجميل صورته القبيحة وتثبيت أقدامه كجزء من المرحلة المقبلة في سوريا ، والدليل هو إعلان الرئيس السوري نيته الترشح للرئاسة .. لافتة إلى أن هذه أحد مساوىء الاتفاق الروسي - الأمريكي الذي تعامل مع حكومة الأسد باعتبارها سلطة شرعية يمكن التوصل معها إلى اتفاق ، متجاهلاً حقيقة أن هذه الآلية ستمنحها الحق في أن تعيد تقديم نفسها كحكومة شرعية. ومن جهتها ، تناولت صحيفة (عمان) العمانية كلمة السلطنة أمام الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة .. موضحة أن الوزير المسئول عن الشئون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله ، أكد خلالها أهمية عقد مؤتمر (جنيف 2 ) والبدء في حوار بين الحكومة والمعارضة السورية من أجل العمل الجاد لوقف القتال وأعمال العنف والمواجهات في سوريا من ناحية، وعلى نحو يؤدي إلى سلطة انتقالية يمكنها التغلب على المشكلات التي ترتبت وتترتب على حالة الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات . وأشارت الصحيفة إلى أن السلطنة أعربت فيما يتصل باللاجئين والنازحين السوريين عن استعدادها للإسهام في تخفيف معاناتهم وتقديم مساعدات لهم عبر برنامجها لإغاثة النازحين السوريين في الأردن ، داعية المجتمع الدولي إلى القيام بواجباته للتخفيف من المعاناة الإنسانية للأشقاء السوريين. وهيمنت الأوضاع الساخنة في السودان على اهتمامات صحف الخليج ، فمن جانبها ذكرت صحيفة (الوطن) السعودية أن هذه ليست المرة الأولى التي تتصاعد فيها الاحتجاجات الشعبية في السودان ، ففي العام الماضي كانت هناك مظاهرات على الفساد وارتفاع التضخم وتخفيض سابق لدعم الوقود ، لكنها لا تقارن بالاحتجاجات الأخيرة التي وقعت بسبب الإجراءات التقشفية التي انتهجتها الحكومة السودانية مؤخرا. ورأت الصحيفة أن الأزمة الاقتصادية السودانية متوقعة منذ انفصال الجنوب، والذي حرم الخرطوم من إنتاج 75% من النفط .. موضحة أن هذه الاحتجاجات التي تعصف بالسودان تعود أسبابها إلى الأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد ، ولأن السودان وكأي بلد عربي آخر قد عايش تحولات الربيع العربي، إلا أن حكومة البشير لم تستفد في واقع الأمر مما حدث في بلدان أخرى قريبة وبعيدة. ومن جهتها ، اعتبرت صحيفة (الشرق) القطرية أن المشهد السياسي المتوتر في السودان هو جزء من واقع “,”دفع الثمن“,” الذي يتطلب وعيا وحكمة من القيادة والشعب للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر، خاصة وأن الإجراءات الاقتصادية التي أثارت غضب قطاع واسع من الشعب، جاءت لتفادي انهيار الاقتصاد بعد زيادة التضخم واختلال سعر الصرف وخروج عائدات البترول من موازنة الدولة، وفقا لتأكيدات وتصريحات الخبراء الاقتصاديين والمسئولين السياسيين بمن فيهم الرئيس عمر البشير. وأضافت الصحيفة أن “,”السودان يدخل اليوم مرحلة جديدة ، كانت منتظرة لكن ملامحها لم تكن واضحة بعد انفصال دولة الجنوب ، فقبيل الاستفتاء على الانفصال كانت الوعود تنهال على الخرطوم بمكافأتها على الاستمرار في العملية السياسية المعروفة النتائج“,”. وتابعت الصحيفة “,” وكانت الخرطوم بفعل الضغوط الاقتصادية وتكاليف الحرب الأهلية، تراهن على تلك الوعود بدرجة كبيرة، إلى أن اتضح أن تلك الوعود تبخرت بمجرد توقيع اتفاقية نيفاشا 2005 - تتعلق بترتيبات الحدود وقضية المناطق الثلاث، وهي جنوب كردفان وأبيي والنيل الأزرق، وإعادة دمج مقاتلي الحركة الشعبية الشماليين في الجيش النظامي - وإعلان جنوب السودان انفصاله عن السودان في يوليو2011 ، وعندئذ بات على الشعب والحكومة أن يدفعا الثمن“,”. ولفتت إلى أن السودان يواجه أكثر من ملف على أكثر من جبهة ، وهو ما يتطلب من قادة الرأي في الحكومة والمعارضة أخذ الحيطة والحذر من كل ما من شأنه أن ينزلق بالبلاد إلى مستنقع الأزمات بعد أن بدأ يصحح مساره ، ويقوم أوضاعه الداخلية ، سواء على مستوى إقليم دارفور الذي بدأ يجني ثمار اتفاق الدوحة على مسارات السلام والتنمية، إضافة لتحديات انفصال الجنوب، والصراعات القبلية، والحديث عن جبهات جديدة ، والتداعيات الأمنية والعسكرية التي شهدتها مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان نتيجة للانفصال. وطالبت الصحيفة - في الختام - السودانيين بالحكمة والتعقل لإنهاء هذه المرحلة الجديدة وهو ما يحتاجه السودان اليوم أكثر مما يحتاجه من المواجهات والعنف. ولم تغب القضية الفلسطينية عن التغطية الخارجية لصحف الإمارات ، حيث أعربت صحيفة (البيان) الإماراتية في افتتاحيتها اليوم عن استغرابها من تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد مباحثاته مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وشكره زعيم اليمين الإسرائيلي لأنه قبل التفاوض مع الفلسطينيين وأن لديه نوايا طيبة للتوصل إلى اتفاق نهائي. ورأت الصحيفة أن مثل هذه التصريحات تكشف طبيعة الفهم الأمريكي لاستئناف عملية السلام وزاوية النظر التي تنظر منها الإدارة الأمريكية لمفهوم التسوية ، فالهدف كما هو واضح فقط الجلوس إلى طاولة المفاوضات والدخول في جولات غير منتهية من الأخذ والرد فيما تواصل إسرائيل سياسات الأمر الواقع وتفرض مخططاتها الاستيطانية. وأوضحت أن المخطط الإسرائيلي يهدف في النهاية إلى الاحتفاظ بالقدس الشرقية ضمن حدود دولة إسرائيل وكذلك ضم المستوطنات وطرقها الالتفافية والتي تشكل معظم أراضي الضفة الغربية والسيطرة على منطقة الأغوار الحدودية مع الأردن لمنع التواصل الجغرافي. وذكرت أنه بدا واضحا أن الفلسطينيين دخلوا العملية التفاوضية الحالية بنية طيبة و صرحوا أكثر من مرة بأنهم قادرون على توقيع اتفاق سلام نهائي في غضون أشهر، إذا خلصت نوايا الجانب الإسرائيلي وإلا فإن الشعب الفلسطيني ضاقت به الحال وبات على بداية انتفاضة ثالثة لا يمكن لأحد أن يتوقع أبعادها ونتائجها في ظل الفوضى التي تضرب المنطقة. وأكدت (البيان) - في ختام افتتاحيتها - أن فرصة السلام لا تزال سانحة والمطلوب دوليا وأمريكيا هو الضغط على الجانب الإسرائيلي ، لا مكافأته على تهربه من استحقاقات السلام. /أ ش أ/